EPAقد يعتقد البعض أن مدرب مانشستر يونايتد جوزيه مورينيو، بدأ يجني ثمار سياسة انتقاد لاعبيه علنا بهدف تحفيزهم وتشجيعهم على تقديم الأفضل، لكن ما يحدث فعلا هو تراكم لأمور لا علاقة لها من بعيد أو قريب، بطريقة تفكير المدرب البرتغالي الذي يعرف تماما كيف يخرج نفسه من المأزق.
مبررات غير منطقية
عانى مانشستر يونايتد كثيرا منذ بداية الموسم، ولم تكن النتائج على مستوى التوقّعات، وبدأ مورينيو يخرج ما في جعبته من حجج ومبرّرات لأداء الفريق المخيّب، وإن كانت بعض هذه المبرّرات حقيقية، فإن البعض الآخر غير منطقي.
صحيح أن إدارة مانشستر يونايتد لم تلبّ مطالب مورينيو الصيف الماضي، فيما يتعلّق بالتعاقد مع مدافع واحد على الأقل، وهو ما أثر بشكل واضح للعيان على مستوى الفريق ككل منذ بدء المنافسات الرسمية، لكن ذلك لا يعفيه من مسؤولية تواضع نتائج الفريق، لا سيما في الدوري الإنجليزي، حيث يحتل الشياطين الحمر حاليا المركز الثامن بفارق 12 نقطة عن المتصدر مانشستر سيتي.
رهان فاشل
الكثير من اللاعبين الذين راهن عليهم مورينيو منذ بداية الموسم، أخفقوا بشكل لافت، ونذكر منهم على وجه الخصوص المهاجم الدولي التشيلي أليكسيس سانشيز، ورأس الحربة البلجيكي روميلو لوكاكو، ولاعب الوسط الصربي نيمانيا ماتيتش، بالإضافة إلى الإكوادوري المصاب حاليا أنطونيو فالنسيا.
هؤلاء كانوا من اللاعبين المفضّلين، والتضحية بهم لم تكن ضمن خيارات مورينيو أبدا، لكن وفي ضوء تعرّض المدرب البرتغالي لضغوطات ضخمة، فإن إجلاسهم على مقاعد البدلاء صار أمرا لا بد منه، وهو ما حدث فعلا مع الجميع باستثناء ماتيتش الذي ما يزال صامدا رغم المستويات المحبطة التي يقدّمها.
في المقابل، اعتبر مورينيو مجموعة أخرى من اللاعبين، زائدين عن حاجة الفريق، أبرزهم الظهير الأيسر لوك شاو، كما انتقد علنا مجموعة أخرى، مثل المهاجم الفرنسي أنتوني مارسيال، لكن المدرّب اضطر لتغيير رأيه بعد أن خذله لاعبوه المفضّلون.
تألّق شاو ومارسيال على وجه الخصوص، أثلج صدر مورينيو، لكنّه وضعه في مأزق أيضا، فكيف له أن يتراجع عن رأيه حولهما، خصوصا بعد الانتقادات العلنية للاعبين، إلّا أن المدرّب الداهية، يعرف تماما كيف يتلاعب بتصريحاته، فقال إن انتقاده كان هدفه التشجيع على تغيير أوضاع اللاعبين للأفضل واستخراج الأفضل منهما.
عادة قديمة
في الفترة الثانية التي قضاها بمسيرته مع تشيلسي، استغنى مورينيو عن مجموعة كبيرة من اللاعبين الذين سرعان ما أثبتوا خطأ قرار المدرّب البرتغالي مع فرق أخرى، مثل الجناح المصري محمّد صلاح، والبلجيكي كيفن دي بروين، والكولومبي خوان كوادرادو، والإسباني خوان ماتا، والبلجيكي روميلو لوكاكو.
إذن، يجد مورينيو نفسه الآن أمام حقيقة تألّق مارسيال الذي بدوره كان قريبا من الرحيل عن صفوف الفريق في الصيف الماضي، والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا، هل يدفع الوضع الجديد للمهاجم الفرنسي نحو الاستمرار في صفوف الفريق؟
من المعروف أن المفاوضات بين مارسيال ومانشستر يونايتد، جارية حاليا لتجديد عقد اللاعب مع النادي، وربّما يتشجّع المهاجم الفرنسي على توقيع عقد جديد في ظل الظروف الحالية، رغم اهتمام أندية أخرى بخدماته مثل إنتر ميلان الإيطالي، إلاّ أن أمرا واحدا يقلق لاعب موناكو السابق، وهو أن يفقد ثقة مورينيو بمجرّد أن يعود سانشيز أو لوكاكو للتألّق.
قد يعجبك أيضاً



