
كشفت صفقة الرعاية المنتظرة (visit Saudi) عن مأزق فكري تعاني منه كرة القدم النسائية عالمياً، وتحديداً عند الدول المتقدمة في هذا المجال كأمريكا أوروبا، والتي سأطلق عليها (أزمة فكر)، لأنها ساهمت للأسف في تعطيل الكثير من مصالح كرة القدم النسائية احترافياً واقتصادياً.
وقد انكشفت حقيقة هذه الأزمة في نهاية شهر يناير الماضي، عندما ذكر الموقع الرياضي البريطاني (ذا أثليتك) بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سيقرر الكشف عن رعاية (visit Saudi) لكأس العالم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا، وهي الهوية الرسمية التابعة لهيئة السياحة السعودية، والتي تُعنى بإبراز الدولة كوجهة سياحية عالمية.
ومن الطبيعي أن مثل هذا الخبر يعتبر مفرحاً لكل محبي كرة القدم النسائية، لأنه سيساهم في رفع سقف الاستثمار الرياضي للكرة النسائية والتي تحتاج بشدة إلى تنمية مواردها المالية عن طريق الرعاة ذو الأسماء الضخمة بحجم مؤسسة سياحية من المملكة العربية السعودية، لأنها ستعجل من تطوير الاحتراف والحوكمة في منظومة كرة القدم النسائية عالمياً.
إلا أن بعض نجمات كرة القدم النسائية عالمياً تعمدن محاربة الرعاية المنتظرة بسبب قصور في فكرهن، كحال المهاجمة الأمريكية أليكس مورجان، والتي قررت رفع راية الحرب عبر ترديدها مقولات مكررة والتي دائماً ما ترددها الأحزاب السياسية الغربية (اليسارية)، أي أنها أصبحت كآلة (روبوت) تنسخ كلام السياسيين دون فهم أو وعي، لأنها بكل بساطة مجرد لاعبة كرة قدم لا تفقه سوى خطة (4-3-3)!
وقد تبع أليكس مورجان كل من الألمانية ألكسندرا بوب، والمدربة الإنجليزية إيما هايز، والهولندية فيفيان ميديما، والتي ستغيب عن كأس العالم 2023 بسبب إصابتها بالرباط الصليبي، ليكون تركيزها على محاربة رعاية (visit Saudi) أكثر من اهتمامها بإصابتها التي قد تنهي مستقبلها الكروي!
وبل المضحك والمبكي في تصريحات "الروبوتات النسائية" بأنها خرجت من المستطيل الأخضر لتصل إلى مستوى المطالبة بحقوق ما تسمى "قوس قزح!"، في أنانية واضحة على تلك "الروبوتات" والتي لم تفكر بحاجة لاعبات الهند والفلبين وجواتيمالا وبوليفيا والمكسيك والكونغو وكينيا إلى الدعم المالي والتي تخرجهن من ظلمات البطالة والإفلاس إلى نور الاحتراف والاستثمار والبطولات الاحترافية القوية القادرة على صناعة مستقبل اللاعبات مهنياً وإنسانياً.
أنانية وجهل "الروبوتات النسائية" هي أصل (أزمة فكر) التي تعاني منها كرة القدم النسائية، وتتحمل مسؤوليتها بعض الاتحادات الكروية بالدول الغربية، وأيضاً الأحزاب السياسية الغربية (اليسارية)، التي تعمدت في صناعة أصنام نسائية تمارس "البلطجة الرياضية" دون حسيب أو رقيب، والتي جعلت الكثير من الشركات العالمية تخاف من رعاية البطولات النسائية بسبب هذا الفلتان.
وتعتبر اللاعبة الأمريكية ميجان رابينو، أكبر تجسيد لأزمة الفكر بالكرة النسائية، عندما أطلقت تصريحات غير أخلاقية، شتائم مقززة!، ضد رئيس بلادها دونالد ترامب، في كأس العالم للسيدات 2019 في فرنسا، قبل أن تواصل "البلطجة الرياضية" ضد بلادي السعودية بموضوع رعاية (visit Saudi) عبر نطقها لجملة عنصرية مفادها: "إذا كانوا يريدون الرعاية، عليهم إكمال مشروع تمكين المرأة لمدة 20 عاماً، ليرعوا كاس العالم 2043"!!
وبدأت بعض الاتحادات الأوروبية تدفع ثمن صناعة الأصنام النسائية، كما حدث مع الاتحاد الإسباني لكرة القدم في شهر سبتمبر الماضي، عندما اضطر على استبعاد 15 لاعبة من المنتخب الإسباني، وعلى راسهن النجمة أليكسيا بوتياس، بسبب تعمدهن لوي ذراع منتخب بلادهن عبر التهديد بالانسحاب من المنتخب الوطني في حال عدم تلبية طلبهن وهو إقالة المدربة الناجح خورخي فيلدا.
وقد تحلى الاتحاد الإسباني بالشجاعة في الوقوف بجانب المدربة فيلدا، الذي طبق الأنظمة الصارمة على جميع اللاعبات دون مجاملة للنجمات والمشهورات، بعكس حال الاتحاد الفرنسي والذي لم يحسم أمره، منذ كتابة هذا المقال، قضية تمرد بعض لاعبات فرنسا، وعلى رأسهن القائدة المدافعة ويندي رينارد، واللاتي قررن لوي ذراع منتخب بلادهن بالانسحاب من أجل الإطاحة بالمدربة الصارمة الفرنسية كورين دياكري.
ختاماً،، موافقة الفيفا عبر رئيسها جياني إنفانتينو على رعاية (visit Saudi) لمنافسات كأس العالم 2023 ستكون أول مراحل العلاج المكثف لتحرير كرة القدم النسائية من أزمتها الفكرية، ونقلها تدريجياً من ضيق فكر "روبوتات جماعات الضغط اليسارية" إلى رحاب النهضة الاقتصادية والاحترافية والمهنية والتي تحتاجها الكرة النسائية بشدة بعد نجاتها بمعجزة من مقصلة فترة جائحة كورونا والتي كادت أن تقضي عليها للأبد.
قد يعجبك أيضاً



