إعلان
إعلان

أزمة اليد..في كرة القدم

د.محمد مطاوع
28 ديسمبر 202304:00
mohammad mutawe

انتصف الموسم الكروي في دوريات العالم، ومعه ازدادت مشكلات ركلات الجزاء ولمسات اليد التي لا يوجد لها قانون ثابت يحدد طريقة احتسابها، ولا تعليمات موحدة لتطبيقها.

الأزمة فاقمتها تقنية الحكم المساعد (الفار) التي تحول استخدامها إلى سيف مسلط على رؤوس بعض الأندية، وجنة تعيش في نعيمها أندية أخرى، وكأننا نعيش في عالم موازي بعيد عن المنطق والعدل.

كنا صغارا نسمع بمصطلح (الكرة التي تذهب إلى اليد) كمبرر لاحتساب لمسة اليد، ثم تطور المصطلح إلى الفعل المؤثر على اللعب، وهو يشترط أن تكون لمسة اليد ساهمت في تغيير مجرى الكرة وإفشال هجمة واعدة أو فرصة محققة للاعب الخصم داخل منطقة الجزاء، ومثلها معيار المسافة بين اللاعب الذي لمس الكرة وخصمه لحظة تحرك الكرة تجاهه، أو لمس الكرة لأي أجزاء من جسم اللاعب قبل ذهابها إلى يده.

لكن الآن بتنا نشاهد تطبيقا مختلفا لقانون لمسة اليد، ويتناقض مع كل ما عرفناه، وحتى مع روح القانون التي يتركها المشرع للحكم ليتصرف في الحالات التي لا يوجد فيها نص، لكن ما يحدث حاليا بات ذبحا لهذه الروح أمام أعين الناس وعدسات الفار، ومن يجلسون أمام شاشاتها.

هناك بعض الأمور التي لا بد من أن تؤخذ في الحسبان عند احتساب لمسة اليد وقد يعلمها الجميع ولكن لا نعلم سبب عدم مراعاتها، ومن ضمنها الوضع التشريحي للاعب عندما تلمس الكرة يده، وحتى لو خرجت اليد عن محور الجسم الطولي، فلا بد من تحليل سبب هذا الخروج:  هل لتوازن الجسم عند القفز؟ خاصة وأنه من الصعب على الإنسان العادي القفز في الهواء ويداه ملتصقتان بجانبيه، وهل للارتكاز على اليد؟ وهي حالة تمثل رد فعل طبيعي عندما يسقط الشخص على الأرض، ويتكئ على إحدى يديه لحماية صدره أو رأسه من الارتطام القوي بالأرض.

الحكام في الوقت الحالي باتوا أكثر تناقضا في تطبيق كل ما ذهبنا إليه، فمثلا ركلة الجزاء التي التي احتسبت على فريق نيوكاسل في دوري أبطال أوروبا لمصلحة باريس سان جيرمان في الثواني الأخيرة من المباراة حققت جميع المعايير التي ذهبنا إليها، ورغم ذلك تم احتسابها بشكل غريب، وساهمت في إبقاء سان جيرمان في البطولة بعد تحقيقه التعادل، وأخرجت نيوكاسل من البطولة بعد أن كانت نقاط المباراة الثلاث تضعه في مركز منافس على التأهل.

ومثل ذلك في الدوري الإنجليزي حدث ولا حرج، ولعل آخرها ركلة جزاء مانشستر سيتي بالأمس والتي احتسبت في وقت دقيق ضد مدافع إيفرتون، حيث لم يكن أمام اللاعب المدافع أي مجال آخر لتحريك يده ابشكل تلقائي لحماية الوجه، ولم يرفعها بشكل مبالغ فيه يناقض الوضع التشريحي عند السقوط على الأرض لمحاولة اعتراض الكرة، ورغم ذلك احتسبت ركلة جزاء وسجل منها الهدف الثاني للضيوف وقلب موازين المباراة بالكامل.

وقبلها شاهدنا كيف احتسبت ركلة جزاء على مدافع الأهلي محمد هاني في نصف نهائي مونديال الأندية أمام فلومينيسي، حيث سقطت الكرة على يده وهو في حالة ارتقاء طبيعي ولم يكن يشاهد الكرة لحظة عودتها من المهاجم، خاصة وأنها لم تكن مسددة تجاه المرمى أو ذاهبة إلى مهاجم آخر قادر على تهديد مرمى الشناوي، ومنحت ركة الجزاء الفريق البرازيلي فرصة التقدم على الأهلي قبل النهاية بربع ساعة رغم الأداء المتكافئ بين الفريقين.

في النهاية لا بد من إيجاد حل لصداع لمسات اليد الذي لا ينتهي، خاصة وأنه يطبق فقط داخل منطقة الجزاء وفي أوقات حساسة، ويهمل تماما خارجها ويتم التعامل معها كما ينبغي كونها لمسة غير متعمدة أو مؤثرة على مجريات اللعب.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان