أزمات هجوم ليفربول

تجدد الحديث مرة أخرى عن عدم التعاون بين ثنائي  ليفربول الهجومي محمد صلاح وساديو ماني كان حديث المواقع والصحف العربية والعالمية المتخصصة في كرة القدم خلال الفترة الأخيرة، ورغم وجود مثل هذا الأمر في اللعبة الأكثر شعبية عالميا.

إلا أن الموضوع أخذ ابعادا أخرى بالنسبة للاعبا ليفربول حيث طالب الكثيرون ومنهم عدد من جماهير متصدر الدوري  الانجليزي إدارة الفريق بالاستغناء عن احدهما خاصة وان هذا الأمر أصبح يؤثر على مصلحة بطل أوروبا واتضح ذلك في مباراة نابولي الأخيرة بدوري الأبطال التي هزم فيها ليفربول بهدفين نظيفين، ولم يكن التعاون على مايرام بين النجمين الكبيرين. 

الشراهه للتهديف بلا شك هى إحدى مميزات اللاعبون الكبار على مدار التاريخ ولكنها امتزجت في ذات الوقت بإنكار الذات أمام المرمى وتغليب صالح الفريق على الفرد الذي يعد احد عناصر المجموعة في لعبة جماعية من المفترض يذوب الجميع فيها لأجل تحقيق الهدف وهو الفوز.

وضرب العديد من أقطاب اللعبة عبر تاريخها وعلى رأسهم الجوهرة البرازيلية بيليه أمثلة كثيرة في ذلك، ورغم عدم الاختلاف على موهبة صلاح وماني اللذان يتربعان على عرش الكرة العالمية وليس فقط الإنجليزية كإثنان من أفضل المهاجمين في العالم إلا أن رفيق دربهما في خط الهجوم البرازيلي فيرمينو يعطي المثال لهما دائما في إنكار الذات أمام المرمى بعد أن تكرر ذلك في مواقف عديدة كان يؤثر فيها زملاؤه من خلال التمرير لصاحب الموقف الأفضل أمام المرمى،ضاربا أمثلة عديدة في ذلك لا يريد أيا من رفيقاه تعلمها. 

الأزمات التي أفرزها الاحتقان المتبادل بين النجمين ظهرت واضحة في المباراة أمام بيرنلي عندما خرج ماني عن شعوره معبراعن غضبه أمام الكاميرات بعد استبداله في المباراة وكان غضبة بسبب عدم تعاون صلاح معه مجددا،وتجدد الحديث عنه مرة أخرى عقب هزيمة نابولي ويؤشر إلى المزيد من الأزمات في ليفربول يمكن أن تهدد مسيرته الناجحة حتى الآن في الدوري الإنجليزي الذي يتصدره حاليا،وكذلك في دوري الأبطال الأوروبي حامل لقبه .

التعاون وذوبان الجميع داخل بوتقة واحدة هو أهم ما يميز الفرق والمنتخبات الكبرى،وينعكس بالإيجاب على أدائها ونتائجها،فيما يعد تمرد وتضارب أولويات نجومها داخل الملعب هو بداية نهايتها فهل يدرك عقلاء ليفربول ذلك ويتداركوا الأمر قبل تفاقمه هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة .