تجاهلت أغلب وسائل الإعلام العربية، وتحديداً السعودية والإمارات والعراق، منتخب
تجاهلت أغلب وسائل الإعلام العربية، وتحديداً السعودية والإمارات والعراق، منتخب تايلاند والذي تواجد مع الثلاثي العربي في المجموعة الثانية من منافسات المرحلة الثالثة والحاسمة من تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، والتي تم وصفها بمجموعة الموت لوجود منتخبي اليابان واستراليا.
من الواضح أن الإعلام العربي نظر لمنتخب تايلاند بنظرة دونية متوقعين أن يكون مجرد منتخب محطة لبقية منتخبات مجموعة الموت للتزود بوقود النقاط الست ذهاباً وإياباً، ولكن الذي تابع مشوار منتخب تايلاند في آخر 3 سنوات سيجد بأن المستوى الفني لهذا المنتخب بدأ في التصاعد تدريجياً ليكون مقلقلاً بالنسبة لوسائل الإعلام اليابانية والأسترالية التي حذرت من خطورة منتخب تايلاند على ملعبه في العاصمة التايلاندية بانكوك.
على العرب أن يكونوا أكثر حذراً من الأستراليين واليابانيين في التعامل مع منتخب تايلاند، تحديداً مع ملعب راجامانجالا في العاصمة بانكوك، لأن المنتخبات العربية بدأت في مواجهة قوة منتخب تايلاند على أرضه في بانكوك منذ يناير 2007 عندما نظمت تايلاند مع فيتنام وماليزيا وإندونيسيا منافسات كأس أمم آسيا 2007، حيث سقط منتخب العراق في فخ التعادل مع تايلاند بنتيجة 1-1 في المباراة الافتتاحية.
وفي 18 نوفمبر 2007 خسر منتخب اليمن من تايلاند في بانكوك بهدف وحيد ضمن منافسات المرحلة الثانية من تصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وفي 6 يناير 2010 أجبر ضيفه منتخب الأردن على التعادل معه دون أهداف ضمن تصفيات كأس آسيا 2011، وهي نفس التصفيات التي شهدت أيضاً نجاح التايلانديين في إجبار منتخب إيران على التعادل دون أهداف في بانكوك وكان في يوم 28 يناير 2009.
قبل أن يحدث التايلانديين مفاجئة من العيار الثقيل في 6 سبتمبر 2011 بانتصاره على ضيفه منتخب سلطنة عمان بنتيجة تاريخية 3-0 ثم يتعادل مع منتخب السعودية دون أهداف في 11 أكتوبر 2011، كانت جميعها في تصفيات كأس العالم 2014، وفي نفس التصفيات حقق منتخب أستراليا في بانكوك فوزاً شاقاً على تايلاند بهدف يتيم سجله لاعب الوسط بريت هولمان في الدقيقة 77 من الشوط الثاني.
وفي المرحلة الثانية من تصفيات كأس العالم 2018 التي اختتمت قبل أشهر قليلة، وجد منتخب العراق صعوبة بالغة في مجاراة منتخب تايلاند في معقله بسبب ميزة السرعة التي يمتلكها لاعبو تايلاند، لتنتهي مواجهة 8 سبتمبر 2015 ببانكوك بتعادل مثير 2-2، قبل أن يتعادلا مرة أخرى بنفس النتيجة في لقاء الإياب بالعاصمة الإيرانية طهران، ليتصدر منتخب تايلاند المجموعة السادسة برصيد 14 نقطة متقدماً عن الوصيف العراق بفارق نقطتين.
ما بين عامي 2007 و2016 تغير حال منتخب تايلاند الذي كان يخسر من المنتخبات العربية بستة أهداف كما حدث له في كأس أمم آسيا 1996 بالإمارات عندما خسر من السعودية بسداسية نظيفة، ليكون الآن منتخباً قوياً على ملعبه بفضل اعتماده على نهج الهجمات المرتدة والتمريرات السريعة، وهي الأساليب التي يتبعها المدرب التايلاندي كياتيسوك سيناموانغ (42 عاماً) المعروف في بلاده بلقب "زيكو تايلاند" لأنه يعتبر حتى الآن من أكثر اللاعبين خوضاً للمباريات الدولية مع منتخب تايلاند برصيد 134 مباراة دولية، وأيضاً يعتبر من أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف مع المنتخب برصيد 71 هدفاً.
ويعتبر منتخب تايلاند من أقوى المنتخبات في منطقة جنوب شرق آسيا، لأنه من أكثر المنتخبات فوزاً بكأس منطقة جنوب شرق آسيا برصيد أربعة ألقاب، بجانب فوزه بالميدالية الذهبية لرياضة كرة القدم في دورة ألعاب منطقة جنوب شرق آسيا 15 مرة.