EPAاختير أسطورة برشلونة رونالد كومان، لمهمة ثقيلة ربما تكون الأصعب في مسيرته، وبات عليه أن يعيد البلوجرانا إلى بريقه بعد كارثة الموسم الماضي، وتبعاتها.
وبمجرد أن تولى كومان المهمة رسميا، التزم بطريقته المعتادة التي جربها سواء في فترته مع منتخب هولندا أو مع فريقي ساوثهامبتون وإيفرتون الإنجليزيين، وهي 4-2-3-1.
ومع التغير الطارئ في هجوم برشلونة بعد رحيل سواريز، يلقي كووورة الضوء على فكر كومان وكيفية تعامله مع تلك المستجدات، لتحديد ملامح التركيبة المحتملة للخط الأمامي لبرشلونة في الكلاسيكو الأول للمدرب الهولندي.
إرث الهجوم
على مدار سنوات سار برشلونة طوعا أو غير ذلك، على الآثار التي تركها بيب جوارديولا، خصوصا مع تبلور كل أفكاره في الفريق الذي وصف كثيرا بأنه الأعظم في تاريخ النادي الكتالوني وتحديدا في موسم 2010-2011 مع ثلاثية (ميسي – فيا – بيدرو) وإلى جانبهم ألفيش، التي تميزت بالمرونة وتبادل الأدوار وأبرزت تماما أسلوب جوارديولا وخططه في إرباك دفاعات الخصوم.
لاحقا تغيرت الثلاثية الأمامية في برشلونة مع رحيل بيب، واختلفت الأمور مع تولى تيتو فيلانوفا المهمة لفترة قصيرة، ثم بمجيء تاتا مارتينو، إلى أن استقر الفريق مع (MSN)، تلك الشفرة التي شكلت مكمن قوة فريق لويس إنريكي 2014-2015.
ورغم أن أدوار الثلاثي ميسي، سواريز ونيمار، كانت معروفة وسهلة للتنبؤ -نظريا- إلا أن غالبية الفرق لم تفلح في صدها، خصوصا أن سلاحها الناجز كان يتمثل في تحركات اللحظة الأخيرة التي كانت تتفكك معها كل الحسابات الدفاعية.
كومانوشفرة الكلاسيكو
لعب برشلونة 3 مباريات في الليجا حتى الآن، سجل 8 أهداف واستقبل هدفا واحدا، بينما كان رسمه التكتيكي في الهجوم ثابتا مع الرباعي جريزمان وكوتينيو وفاتي وأمامهم ميسي في دور المهاجم الوهمي.
في (4-2-3-1) التي يعتمدها كومان غالبا ما يتراجع فرينكي دي يونج في الحالة الهجومية لبرشلونة، حتى يعزز ثنائي الدفاع ليسمح للظهيرين بالتقدم، ومن ثم تبدأ عملية تبادل الأدوار لمنح المساحات لميسي وجريزمان وفاتي لقتل المنافسين.
ويلعب الثنائي ألبا وروبيرتو بشكل أكبر كجناحين لإضافة التنوع للهجوم، وإرباك حسابات الخصم.
فمع تحرك ألبا مثلا للأمام يتحرك فاتي نحو وسط الملعب قليلا، ليسحب ظهير المنافس خلفه ويفسح المجال لزميله للتقدم، ومن ثم يتجه المهاجم الشاب نحو منطقة الجزاء لاستقبال الكرة والمساندة، كما حدث أمام فياريال حين سجل هدفه الأول.
عند ثبات ألبا في الدفاع يبقى دي يونج في موقعه، ليعزز كثافة الوسط مع بوسكيتس وكوتينيو، وفي هذه الحالة يميل البرازيلي لليسار قليلا ليتبادل الأدوار مع فاتي.
هذا الأمر يدفع قلب دفاع الخصم لمحاولة التغطية مع الظهير إجباريا، لتظهر المساحة المناسبة من خلفه أمام ميسي أو جريزمان حسب موقعيهما، أو أمام فاتي نفسه على الطرف الأيسر ليشكل خطورة حقيقية.
من ناحية أخرى، وعلى خلاف دوره مع فالفيردي الذي ألزمه باللعب في الجناح الأيسر، أعاد كومان كوتينيو لدوره المعتاد كلاعب وسط مهاجم، الذي يبدو فيه أكثر ثقة، وقد ظهرت نتيجة ذلك في المباريات الثلاث بالدوري، حيث عمل بتناغم مع ألبا وفاتي، كما بدا أكثر راحة.
ويبقى السؤال الأهم كيف يستخدم كومان ليونيل ميسي سواء في الكلاسيكو أو في الموسم بشكل عام؟
يبدو كومان مقتنعا باستخدام ميسي في دور المهاجم الوهمي (False 9)، وقد لعب الأرجنتيني بالأسلوب نفسه مع جوارديولا، سواء مع هنري وإيتو، أو فيا وبيدرو، لكنه الآن ومع تقدمه في العمر يركز المدرب الهولندي على منح ميسي مهام محددة.
في طريقة لعب كومان (حتى الآن)، يتمتع ميسي بحرية أكبر في الوسط، وباتت رؤيته كثيرا في منطقة الجزاء أمرا معتادا، لأنه يشارك بنسبة أقل في بناء الهجمات.
عندما يلعب ميسي كمهاجم وهمي يكون الاعتماد على توسيع اللعب عبر الجناحين وظهيري الجنب، لخلق مساحات بين مدافعي الخصم فتصبح فرص ميسي أو جريزمان على حدود منطقة الجزاء أو داخلها أكبر في تشكيل خطورة حقيقية من العمق، على مرمى المنافس.
يمكن بلورة كل ذلك في أن المفتاح الأساسي لفكر كومان هو تبادل الأدوار والمراكز على نطاق واسع.
فهل تفلح تلك التوليفة التكتيكية الجديدة في فك شفرة زيدان في كلاسيكو كومان الأول؟
قد يعجبك أيضاً





