Reutersلم يكن إنتر ميلان بطل الكالتشيو، يتوقع أن يضطر إلى استبدال المدرب الناجح أنطونيو كونتي هذا العام، لكن النادي يتمنى أن يجد في خليفته سيموني إنزاجي، الوريث الطبيعي له.
وأنهى كونتي عقده مع النادي بالتراضي الشهر الماضي بسبب إحباطه من خطط إنتر بشأن تقليل النفقات وبيع أبرز اللاعبين بسبب مشاكل مالية جراء جائحة كورونا.
وجاء هذا القرار بمثابة ضربة قوية بعد أيام من حصد إنتر، لقب الدوري الإيطالي بعد غياب طويل.
وتتركز حاليًا مهمة إنزاجي في الحفاظ على بقاء الفريق على قمة الكرة الإيطالية عقب قدومه من لاتسيو.
وشعر الكثير من عشاق لاتسيو بالمرارة بسبب طريقة رحيل إنزاجي، حيث جاء ذلك فور موافقته على تجديد عقده مع نادي العاصمة.
وقال كلاوديو لوتيتو رئيس نادي لاتسيو لموقع كالتشيو ميركاتو "شعرت بخيبة أمل على المستوى الشخصي. لقد غير رأيه خلال ساعات".
وكان تجاوز الأمر صعبا، نظرًا لأن إنزاجي حقق مكانة رائعة للنادي خلال 22 عامًا كلاعب ومدرب لفريق الشباب ثم الفريق الأول.
وفاز إنزاجي بلقب الدوري مرة واحدة وكأس إيطاليا 3 مرات والسوبر المحلي مرتين والسوبر الأوروبي مرة واحدة خلال مسيرته كلاعب في لاتسيو، قبل الانتقال لتدريب فريق الشباب ليفوز بكأس إيطاليا تحت 19 عامًا عامين متتاليين.
وبعد توليه قيادة الفريق الأول بشكل دائم قبل موسم 2016-2017، فاز بلقبين للسوبر الإيطالي ولقب كأس إيطاليا، وقاد لاتسيو إلى دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا الموسم الحالي بعد عودة الفريق للبطولة بعد غياب دام 13 عامًا.
وخلال فترة تولي إنزاجي، حقق لاتسيو أفضل رصيد نقاط في تاريخه بالدوري (78 نقطة) وأكثر عدد من الانتصارات في موسم واحد (24 انتصارا) في موسم 2019-2020، وأكبر عدد من الأهداف في تاريخ النادي في موسم 2017-2018 برصيد 89 هدفًا.
علاقات وثيقة
صنع إنزاجي اسمه وسمعته بأنه يستخرج أفضل ما في لاعبي لاتسيو.
وصعد الحارس توماس ستراكوشا والمدافع لويز فيليبي من صفوف الشباب، ليصبحا من العناصر الأساسية في الفريق الأول، بينما تجاوز فيليبي كايسيدو وباتريك بداياتهما الصعبة، ليصبحا من اللاعبين المؤثرين بفضل صبر وإيمان إنزاجي بقدراتهما.
وانضم تشيرو إيموبيلي إلى لاتسيو بعد عامين صعبين في إسبانيا وألمانيا، ليفوز بلقب هداف الدوري الإيطالي مرتين والحذاء الذهبي الأوروبي موسم 2019-2020.
وتحول لويس ألبرتو صاحب الأداء المتذبذب، إلى واحد من أفضل صانعي اللعب في الدوري الإيطالي، في حين أن الصعود السريع لسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش كان مدعومًا بدراية إنزاجي بأفضل وسيلة لإبراز مواهب اللاعب الصربي.
وأقام إنزاجي علاقات قوية بلاعبيه، إذ كتب ألبرتو عبر حساباته في مواقع التواصل بعد تأكيد رحيل المدرب البالغ عمره 45 عاما "إذا كنت اللاعب الذي عليه اليوم، فهذا يرجع إلى حد كبير إلى نصائحك وثقتك".
وقال إيموبيلي "شكرا على كل شيء علمتني إياه، كانت هناك لحظات صعبة، لكنك كنت دائما إلى جواري".
ومع ذلك كان هناك جانب آخر، إذ أن ولاء إنزاجي للاعبيه الموثوق بهم، منع آخرين من الحصول على الفرصة لإثارة الإعجاب أو التطور.
وصعد عدد قليل للغاية من اللاعبين الشباب للفريق الأول في السنوات الأخيرة، ما جعل لاتسيو أكبر فريق في متوسط أعمار لاعبيه في الدوري الإيطالي، بينما بعض التعاقدات البارزة مثل دينيس فافرو وفالون بيريشا، سرعان ما تم تجاهلها بعد الفشل في التألق في الموسم الأول.
المقارنة مع كونتي
يوجد بعض التشابه بين إنزاجي وكونتي، فكلاهما لا يستريح ويتحدثان كثيرا على خط التماس. ومن الناحية الخططية فلسفتهما ليست بعيدة عن بعضهما البعض.
ومثل كونتي، يفضل إنزاجي طريقة لعب 3-5-2، ولن تكون تشكيلة إنتر بحاجة لأي تعديلات جوهرية للتأقلم مع طريقة لعبه.
لكن الشكوك التي تسببت في رحيل كونتي لا تزال قائمة، وهو كيف ستبدو تشكيلة إنتر الموسم المقبل؟
وبطبيعة الحال، يملك إنزاجي كافة الموارد اللازمة لتوصيل أسلوبه سريعًا والبدء في بناء علاقات جديدة مع لاعبيه، وبدء مهمته في قيادة إنتر للدفاع عن لقبه.
ولكن مع استمرار الشائعات بشأن أسماء اللاعبين البارزين الذين قد يبيعهم إنتر خلال فترة الانتقالات، فإن حجم المهمة التي تواجه إنزاجي لم يتضح تماما بعد.


