■■ قلبي مع الإسباني تيتو فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة ،
■■ قلبي مع الإسباني تيتو فيلانوفا المدير الفني لبرشلونة ، والذي سيخوض اليوم عملية جراحية ثانية بالمستشفي في إطار كفاحه ضد مرض سرطان الغدة اللعابية "النكافية" بعد أن عاوده الورم السرطاني في نفس المكان بعد أن خاض جراحة ناجحة العام الماضي وتم شفاءه وعاد إلى عمله حيث كان مدرباً عاما للبارسا ومساعداً للمدير الفني النجم بيب جوارديولا .. وشاركه في كل خطوات نجاحه شريكاً ومؤازراً حتى إختار جوارديولا أن يستقيل ويطلب الراحة ، فرشح المساعد فيلانوفا بديلاً ، وكان نعم الترشيح الذي صادف حماس وتأييد من اللاعبين وموافقة ودعم من الإدارة.
■■ وفي بداية توليه المسؤولية ، كتبت في مقال سابق لي بعنوان "فيلانوفا واللعب مع أطفال البارسا "، أشفق عليه من تولي مسؤولية الرجل الأول، وتوقعت صعوبة مهمته، نظراً للفوراق بينه وبين جوارديولا كنجم دولي كبير في برشلونة والمنتخب ولديه من الشخصية والنجومية والكاريزما ما ضاعف من نجاحه ، وقارنت بين السيرة الذاتية ومشوار فيلانوفا مع جوارديولا ،وقلت أن المهمة ستكون كبيرة عليه خاصة مع عدم تخصيص إدارة البارسا له ميزانية كبيرة لدعم صفوفه بالعناصر التي يحتاجها الفريق
.. ولم أشكك في قدرات الرجل وإمكانية نجاحه .. ولكني ختمت مقالي هذا بالقول : "فيلانوفا هاديء ومتواضع ولا يتوتر .. وبعد خضوعه لجراحة لإزالة ورم في الغدد اللعابية ، نضج وتغير مفهومه للحياة ، وأصبح يستصغر الامور الكبيرة ولذلك يعتبر تدريبه للبارسا كأنه لعب مع الأطفال .. وأخشى أن يعتبره نجوم الفريق كذلك ويتعاملون معه كواحد منهم !"
■■ وبكل وضوح يجب أن أعترف أن الرجل نجح بشكل يفوق التوقعات ، وتألق في قيادة البارسا بشكل رائع، بل وتفوق على جوارديولا، في النتائج والانتصارات وإحتفظ بأسلوب اللعب الممتع ، وكان في طريقه لإستعادة الالقاب للبارسا، وبعد مضي 16 مباراة في الليجا لم يخسر أى مباراة ، بل وسجل رقما قياسيا لأفضل إنطلاقة في تاريخ الدوري الاسباني، وصار الفريق المتصدر بإنفراد، مرشحا كبيرا لإستعادة لقب الليجا، وكان يمضي بنفس النجاح في دوري أبطال اوروبا وكأس الملك.
■■ولكن لسوء حظ هذا المدرب الذي كان في طريقه لدخول التاريخ مع البارسا ، وقف عند أعتاب باب المجد ، ليجد نفسه في مواجهة مع المرض الخبيث مرة أخرى، حيث سيجري جراحة ويخضع لفترة نقاهة على مدى سبعة أسابيع ، ورغم شهامة إدارة النادي في دعمه ، فمن الصعب أن ينتظره فريق كبير بحجم البارسا طوال هذا الوقت ، وأشك أن مساعده الحالي رورا الذي سيتولى المسؤولية في غيابه سيكون قادراً على مواجهة التحديات طوال الأسابيع السبعة .. نعم التعاطف الكبير داخل اسبانيا وفي أنحاء العالم مع المدرب الهاديء الوديع الذي نجح بشكل استثنائي في الأشهر الستة التي تولى فيها قيادة البارسا، جعل إدارة النادي تساند المدرب وتحتفظ له بمكانه مع تولي مساعده القيادة مؤقتاً ، ولكني لا أري أن هذا الوضع قابل للإستمرار، خاصة مع المباريات الأكثر عنفاً وقوة في منافسات الليجا ودوري الأبطال .
■■ أتمنى الشفاء العاجل والعودة السريعة لهذا المدرب الذي أثبت أن لديه شخصية مختلفة بدون كاريزما النجم ولا الصخب المثير للجدل .. وكما قلت في مقالي السابق عن تواضعه وهدوءه ونضجه وإستصغاره للأمور الكبيرة، وإعتباره تدريب البارسا كأنه لعب مع الأطفال ، فأرجو أن يعتبر أن فترة المرض إبتلاء بسيط ، ثم يعود بعده لممارسة حياته العادية ..وسواء إستكمل مشواره مع البارسا، أو أعاقته ظروف المرض ، فقد أثبت أنه مدرب من مستوى الكبار الذين يمكن أن يصنعوا النجاح في أي مكان يحلون به .