
لن أتحدث فنيا عن قمة الشقيقين العراقي والأردني… انا هنا فقط لأنقل لكم مشاعري الجياشة أثناء هذه المباراة الرائعة على ملعب جذع النخلة المهيب وأمام جمهور كبير متشوق لرؤية الفريقين.
اعترف أنني فخور جدا بالنشامى… فخور بالرجال الرجال سفراء الوطن فقد تركوا بصمة راقية في البصرة داخل الملعب و خارجه.
أثناء الاصطفاف في الممر الداخلي للملعب التقطت العدسات صور لاعبينا وهم يتبادلون التحايا والابتسامات مع مجموعة من الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة (متلازمة داون).
ما أجمل هذا المنظر ولاعبونا يعانقون الصغار ويبادلونهم الضحكات والابتسامات… الطفل الذي كان أمام نجمنا الخلوق يزن النعيمات أمسك بيده وأراد تقبيلها، فسحب النعيمات يده بسرعة وقبل هو يد الطفل الصغير… انهمرت دموعي على هذا المنظر المؤثر… كم انت رائع يا يزن!
اثناء عزف النشيد الوطني العراقي بكى كثيرون في الملعب… المشاعر الجياشة كانت لأن الناس تحب بلدها، تحب العراق… وضع الاطفال المصطفون أمام الفريقين اياديهم على قلوبهم وأنشدوا مع الجماهير… وشاركهم لاعبو منتخبنا الوطني الأردني غناء النشيد الأثير… موطني موطني… يا له من مشهد سيريالي… رجال المنتخب الأردني في قلب البصرة يغنون مع الجمهور العراقي نشيدهم الوطني الجميل… فوالله أنتم كجمال كلمات ابن فلسطين إبراهيم طوقان وكروعة ألحان ابن لبنان محمد فليفل… ما أروعكم يا رجال بلادي… يا أبطال عاش المليك… نعم نحن والعراق وجدان واحد.
هذا منتخب محترم ذو شخصية وذو كاريزما، يحمل علم الأردن على صدره بمسؤولية واحترافية داخل الملعب وخارجه… ويحمل الوطن في قلبه…
هذا منتخب يشرف كأس العالم وتصفياتها… مهما كانت نتائج كرة القدم.
* محلل رياضي وأستاذ دكتور جامعي أردني



