EPAترك مدرب ليفربول أرني سلوت، بصمة مؤثرة على فريقه في أول 3 جولات من عمر الدوري الإنجليزي الممتاز، وجاء الفوز على صاحب الأرض مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة، كدليل على أنه يملك الأسس الصحيحة لتحقيق النجاح.
كانت سيطرة ليفربول على أجواء اللقاء مهينة لأصحاب الأرض على ملعب "أولد ترافورد"، لكن أنصار "الريدز" باتوا أكثر اقتناعا بقدرة الفريق على المنافسة هذا الموسم، بعدما قدمت المباراة برهانا على تقديم المدرب السابق يورجن كلوب عوامل النجاح للفريق قبل أن يقرر الرحيل وتسليم المهمة إلى سلوت.
في الجهة المقابلة، من المتوقع على نطاق واسع، أن تؤدي الهزيمة إلى انتهاء عصر المدرب الهولندي إريك تين هاج مع مانشستر يونايتد، في ظل عدم قدرته على إيجاد التناغم المطلوب بين اللاعبين، وعجزه عن التوصل إلى طريقة لعب تناسب قدراتهم.
بالنسبة إلى ليفربول، كان واضحا أن سلوت يختلف عن كلوب في مقاربته لمثل هذه المواجهات، حيث يطلب المدرب الهوندي الاستحواذ بشكل أكبر على الكرة، وبناء الهجمات بهدوء وبعدد أكبر من التمريرات، لكنه يتشابه مع المدرب الألماني قي طريقة تعاطيه مع الضغط على اللاعبين المنافسين، خصوصا في وسط الملعب.
اعتمد سلوت على طريقة اللعب 4-3-3، حيث احتفظ بقوام الدفاع بوجود فيرجيل فان دايك وإبراهيما كوناتي في العمق، وترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون على الطرفين، ولعب أليكسيس ماك أليستر دور لاعب الارتكاز، وتحرك أمامه دومينيك سوبوسلاي ورايان جرافينبرش، خلف ثلاثي الهجوم المكون من محمد صلاح ولويس دياز وديوجو جوتا.
ومرة أخرى، قدم صلاح دليلا على إمكانية تأقلمه مع أساليب لعب مختلفة، ومع عدم توفر مساحات شاسعة أمامه لشن هجمات مرتدة، قام بدور الممرر الحاسم ليصنع هدفين، قبل أن يسجل بنفسه الهدف الثالث.
وتميز سوبوسلاي وجرافينبرش، بالضغط على حامل الكرة في وسط الملعب، كما تخلص الدفاع بسهولة من أي عمليات ضغط في الثلث الأول، بمشاركة مؤثرة من الحارس أليسون بيكر.
وأثبت دياز تميزه وقدرته على التحرك إلى العمق، لاستغلال الكرات المرسلة إلى منطقة الجزاء عندما يتم إغلاق المساحات أمامه، وهو ما يمنحه ميزة إضافية لإشراكه أساسيا على حساب بقية مهاجمي الفريق.
في الناحية المقابلة، ظهر مانشستر يونايتد لا حول له ولا قوة في الشوط الأول تحديدا، حيث كانت ألعابه عشوائية وغير منظمة، فيما ظهر وسط الملعب كنقطة ضعف أساسية، مع تشتت الخبير كاسيميرو وتقديمه الهدايا المتتالية التي سجل منها ليفربول هدفين.
الاختبار الأساسي الأول لماتيس دي ليخت في دفاع يونايتد كان فاشلا، في وقت جلس فيه هاري ماجواير على مقاعد البدلاء قبل المشاركة في شوط المباراة الثاني، وقضى مدافعو ليفربول 90 دقيقة هادئة، لعدم وجود المهاجم المشاكس الذي يمكنه بث الحياة داخل منطقة الجزاء بالنسبة لمانشستر يونايتد، رغم الحركة الدؤوبة للهولندي زيركزي.
الأمر الغريب حقا، كان قيام تين هاج باستبدال جناحه الأرجنتيني أليخاندرو جارناتشو مقابل إشراك أماد ديالو، لأن ماركوس راشفورد كان واحدا من أسوأ لاعبي الفريق طوال المواجهة، وبدا غير قادر على إحداث أي تغيير في الثلث الأخير من الملعب.



