إعلان
إعلان

اختلال الموازين

يوسف الأحمد
31 ديسمبر 202403:39
yusuf al-ahmad

نهاية لم يكن يتوقعها أكثرهم تشاؤماً، حيث انتهت القصة بخروج منتخبنا مبكراً بعدما انقلبت الأمور واختلت الموازين، ووجد الأبيض نفسه مغادراً من المحطة الأولى لـ«خليجي 26».

قد نتفق على أن منتخبنا أضاع الفرصة بأقدامه، ابتداءً من التفريط في لقاء قطر الذي تفوقنا عليه ميدانياً وبسطنا السيطرة لكن دون فاعلية أو إيجابية، ثم أتى أمام الكويت مُسهباً في الاستعراض والتفريط بالفرص، ليفاجئه الأزرق بجره للخطأ، عندما تسلح لاعبوه بالروح والإرادة العاليتين متربصين الغلطة منا، فحدث ذلك في لحظة خاطفة، بعدما سقط لاعبونا في المحظور وسلموا الراية لهم في الرمق الأخير، ليتكرر بعدها المشهد في مواجهة الحسم أمام عُمان، حيث جاءت الضربة القاضية بعد تراكم الأخطاء والهفوات.

نعم هناك استفهامات عدة حول الأداء ومخرجاته الضعيفة التي لم تتجاوز نقطتين من ثلاث مواجهات كنا فيها بالغالب الأفضل والأعلى كعباً، في ظل وجود هذه الأسماء التي شكلت فارقاً مع نظرائها، لكن المحصلة خالفت التوقعات التي ذهبت بالأبيض بعيداً قبل الانطلاقة لتأتي دون الطموحات والتطلعات. كما أن المعطيات أكدت وجود خلل في منظومة الأداء، لاسيما في المنطقة الأمامية التي أكدت افتقارنا إلى مهاجم صريح يعمل على ترجمة الفرص التي كانت تتكسر بحسرة أمام الشباك، وهناك ثغرة دفاعية واضحة ينبغي معالجتها وإغلاقها، إذ دائماً ما يلعب عليها ويستغلها الخصم بذكاء، لتأتيه بعدها العطايا والهدايا المجانية دون عناء.

لقد تراجعنا وعدنا لنقطة البداية وإلى دائرة الخلل التي يبدو أن الخروج والهروب من مأزقها سيطول ويحتاج إلى عمل، وهو ما كشفته محصلة الأداء ثم النتائج والنهاية الصادمة لجماهيرنا. لكن يبقى المدرب بينتو مُلاماً ومُداناً، حتى يعتدل في خياراته وإصراره على بعض القرارات الغريبة، والتي تتواصل تبعاتها من استحقاقٍ إلى آخر وتتكرر مشاهدها في لحظات حاسمة ومؤلمة لا يمكن تعويضها. لذا مهما كانت المبررات والأعذار التي يُسوقها البعض لامتصاص الغضب وتخدير الشارع، حول طبيعة البطولة الودية، إلى عدم الاعتراف الدولي بها وأن الخروج لا يؤثر في مسيرة المنتخب، إلا أن ذلك يُعد شذوذاً عن فطرة الفوز والإنجاز الذي يتمناه أي عاقل، ثم أنه يعد نكراناً لفضل الدورة التي انطلقنا منها وتطورنا بسببها.

نقلاً عن جريدة الإمارات اليوم

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان