أتلانتا أسطورة إغريقية تصنع كرة القدم

هناك مقولة كروية محببة لي هي (هناك من يصنعون كرة القدم و هناك من يشترون كرة القدم).

هناك أندية مبدعة تخرج لاعبين مميزين باستمرار وتحاول أن تنافس دائمًا، و هناك أندية تشتري اللاعبين الأفضل بالعالم بأعلى الأسعار وهدفها تحقيق البطولات بشكل سريع!

لا تستطيع أن تنظر وتقول أن هذا النموذج صحيح وهذا خاطئ فصناع كرة القدم دائمًا يسقطون باختبار الاستمرارية ولعل أبرز الأمثلة على ذلك العملاق الهولندي أياكس، الذي تراجع كثيرًا حينما سادت لغة المال.

هذا الموسم بالشمال الإيطالي، وتحديدًا بالمدينة اللومباردية الأكثر تأثرًا والأكبر معاناة من فيروس كورونا، خاصة من حيث عدد الضحايا، مدينة بيرجامو، يقوم ناديها باستمرار إذهال الجميع على الصعيد المحلي، وزاد هذا الموسم تألقًا بأن تألق بشكل لافت على الصعيد الأوروبي بمشاركته الأولى بدوري الأبطال.

أتلانتا هو اسم النادي الوحيد بمدينة بيرجامو سمي تيمنًا بالأسطورة الأغريقية أتلانتا التي كانت وفق المثلوجيا الإغريقية شخصية ذات سرعة خارقة وصيادة ماهرة.

النادي اللومباردي الإغريقي يثبت أن له من اسمه نصيبا فها هو يأتي من بعيد بإيطاليا ويسبق أندية أكبر منه تاريخيًا وماديًا وجماهيرًا ويتأهل لدوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي، رغم أن النادي باع عددا كبيرا من نجومه الذين بزغ نجمهم مع النادي طوال السنوات الأخيرة لأندية المال (يوفي، ميلان، إنتر، روما .. وغيرها) لكن المشروع الجماعي للنادي لازال مستمرا باصطياد الكبار كما كانت تفعل الأسطورة أتلانتا! 

الصيد والسبق لم يكن موجودا على الصعيد المحلي فقط بل على الصعيد القاري فاصطاد أتلانتا بدور ال١٦ وصيف دوري الأبطال مرتين فالنسيا الإسباني بنتيجة كبيرة بلغت ٨-٤ بمجموع مبارتي الذهاب والإياب، وسبق ذلك تأهل الفريق مع العملاق الإنجليزي مانشستر سيتي من مجموعة ضمت فرق دينامو زغرب وشاختار، وهي فرق لها تجاربها الأوروبية الكثيرة مقارنة بفريق حديث يضع رجله لأول مرة بالبطولة الأوروبية الأكبر، وكان أتلانتا النادي الوحيد بالمناسبة الذي لم يلعب بملعبه الرسمي حيث أن ملعب النادي القديم والمتهالك لا يتوافق مع المعايير الأوروبية ولعب عوضاً عن ملعبه بملعب سان سيرو الشهير بميلانو.

أتلانتا يقدم نموذجا رائعا لصناعة كرة القدم و لازال يقدم المفاجأة تلوى الأخرى، يواجه بدور الثمانية في دوري الأبطال أحد أشهر أندية المال بالعالم أو من يشترون كرة القدم إن صح التعبير باريس سان جيرمان، بعد عدة أيام في لشبونة البرتغالية مواجهة مثالية بين صناع كرة القدم ومن يشترون كرة القدم  فلمن ستكون الغلبة!