
رغم مرور 25 عاما على دورة الألعاب الأولمبية في أتلانتا بالولايات المتحدة عام 1996، ما زال العداء ماجد أبو مراحيل، الذي كان أول رياضي يمثل فلسطين أولمبيا، في تلك الدورة، يتذكر كل تفاصيل تلك المشاركة.
كووورة أجرى هذا الحوار مع العداء السابق أبو مراحيل، ليسلط الضوء على هذه الذكريات التاريخية، واللحظة الأهم بالنسبة لفلسطين، بعد حصولها على اعتراف اللجنة الأولمبية الدولية، واعتمادها كدولة بعضوية كاملة، بعدما كانت تتواجد كعضو مراقب.
بداية كيف تم اختيارك لتمثيل فلسطين في الأولمبياد؟
في 1995 شاركت في سباق يوم الجري الأولمبي الأول في فلسطين بحضور الرئيس الراحل ياسر عرفات، ووقتها فزت بالسباق، وقام الرئيس أبو عمار بتسليمي الكأس، وكان عمري وقتها 31 عاما.
وماذا حدث بعد ذلك؟
تم استدعائي من قبل اللجنة الأولمبية الفلسطينية وأبلغوني أنني سأمثل فلسطين في دورة الألعاب الأولمبية في أتلانتا كأول رياضي فلسطيني بعد الحصول على الاعتراف الأولمبي.
وكيف تعاملت مع هذا القرار؟
بصراحة حتى اللحظة ما زلت أعيش على تلك الذكريات، وما زلت أتذكر لقاء الراحل أبو عمار عندما استدعاني في مكتبه، وسلمني بنفسه علم فلسطين الذي سأرفعه في حفل الافتتاح.
كيف كان وقع هذا الأمر عليك؟
مجرد لقاء الرئيس أبو عمار بحد ذاته هذا أمر كبير، فما بالك أن يسلمني أمانة غالية على الجميع وهي علم فلسطين بحضور ممثلين من الولايات المتحدة وقناصل أجانب ورئيس وأعضاء اللجنة الأولمبية.
وما هي ذكرياتك التي لن تنساها كأول لاعب أولمبي؟
اللحظة الأهم كانت الوصول إلى أتلانتا ورفع علم فلسطين داخل القرية الأولمبية، وعزف السلام الوطني الفلسطيني لأول مرة في الولايات المتحدة، بحضور المئات من أبناء الجالية الفلسطينية وممثلين عن اللجنة الأولمبية الدولية وعدد كبير من الإعلاميين من كل دول العالم في مشهد مهيب.
هل تتذكر التغطية الإعلامية لتلك المشاركة؟
حضور فلسطين الأول في الأولمبياد كان الحدث الأبرز وسرق الأضواء من كثير من الأحداث الرياضية، وخلال التواجد في القرية الأولمبية أجريت عشرات المقابلات، وكانت كلماتي واضحة أننا نريد أن نوصل للعالم أن الشعب الفلسطيني يستحق دولة أسوة بباقي دول العالم.
كيف رأيت أجواء حفل الافتتاح؟
بصراحة لم أتخيل حتى اللحظة ما شاهدته. لحظة الدخول إلى الملعب الأولمبي، بمجرد أن أعلن المذيع الداخلي اسم فلسطين، دخلت بالعلم فوجدت 100 ألف متفرج يصفقون بحرارة في مشهد تاريخي غير مسبوق بالنسبة لي. هذه اللحظة هي الأهم في حياتي الرياضية.
وماذا عن مشاركتك في البطولة؟
شاركت في سباق 10 كم، وهذا سباق طويل وشاق، لكن الاتحاد اختار أن أشارك فيه.
وكيف تعاملت مع السباق؟
قبل انطلاق السباق كنت أسمع عن العداء الأولمبي الإثيوبي جبراسيلاسي، والمغربي صلاح حيسو، وفي لحظة السباق وجدتهم إلى جانبي قبل الدخول إلى المضمار، مع أبطال من كينيا واليابان، كانت لحظات مثيرة للغاية.
هل حرصت على إنهاء السباق؟
بصراحة السباق كان طويلا وشاقا، وهناك فارق كبير بيني والعدائين العالميين، ومع ذلك كنت مُصرا على إكمال السباق، ونجحت في ذلك، ووصلت للترتيب 20 من أصل 24 متسابق، وسط تصفيق حار من جانب عشرات الآلاف من الجماهير التي تفاعلت معي.







