
طالما كانت وسائل الإعلام المحلية الأردنية، تطالب بمنح المدرب الوطني الثقة، حتى يشرف على تدريبات منتخب بلاده، وهي مطالبة فيها من المنطق الكثير وتجسد مقولة " أهل مكة أدرى بشعابها"، ولعل ما حققه المدرب القدير مهدي علي مع المنتخب الإماراتي الشقيق، يدلل على نجاح تجربة المدرب الوطني، إذن ماذا يمنع الكرة الأردنية لتخوض التجربة بقيادة محلية في التصفيات الآسيوية المقبلة؟.
المدرب الوطني المرحوم محمد عوض، كان أول من قاد الكرة الأردنية لأول إنجاز حقيقي تمثل بالظفر بذهبيتي الدورتين العربيتين "بيروت 1997- عمان1999"، وكانت يومها الإمكانات متواضعة أكثر مما هي عليه الآن ، ومع ذلك أنجزما لم نكن نتوقعه، بفعل الإنتماء الوطني وعشقه للتحدي وخبرته الطويلة.
الإتحاد الأردني موقفه من المدرب أبو زمع، "رمادي" اللون، فهو يرفض منح أبو زمع الثقة الكاملة، ويكتفي بتسميته المدرب المكلف بإدارة شؤون المنتخب الأردني، رغم مضي سبعة شهور على تواجده في هذا المنصب ذو المسمى الغريب.
جماهير الكرة الأردنية منقسمة في حقيقة الأمر، بين مؤيد ومعارض لأبو زمع، ربما الأهواء تلعب دوراً في الحكم، وبخاصة أن أبو زمع كان تسلم قبل المهمة الوطنية تدريب فريق الوحدات، نضيف عليها النتائج السلبية التي يحققها المنتخب الأردني وهو يمر بمرحلة الإحلال والتبديل، لكن المرحلة التي يخوضها المنتخب حالياً تندرج في اطار التجريب، فالفائدة أهم من النتائج، ومع ذلك، ماذا عن اللاعبين، ألا يتحملون جزءاً ولو بسيطاً من مسؤولية هذه النتائج؟، علماً أن غلبهم قد تعرض للانتقاد من محبيه بسبب أدائه المتراجع على مستوى فريقه بالمسابقات المحلية.
الإتحاد الأردني بقراراته الفنية السابقة والتي كان عنوانها "التخبط"، زرع حالة من التشاؤم واليأس في نفوس جماهير الكرة الأردنية، عندما تعاقد في السنوات الماضية وهي التي تلت عهد المرحوم محمود الجوهري، وعدنان حمد، وحسام حسن، تعاقد مع "الخواجات" من المدربين الذين أثقلوا كاهل الإتحاد الأردني مالياً قبل كل شيء، وليتهم أستحقوا ذلك، حيث أن الأخفاق لازمهم، والسبب، سوء اختيار المدرب الأنسب للكرة الأردنية.
الكرة الأردنية وبحكم التجارب الماضية والتي يجب أن تكون مقياساً، نجحت في عهد المدرب الوطني والمدرب العربي، وحققت فشلاً ذريعاً بقيادة المدرب الأجانب الذين لم يتفهموا طبيعة وبيئة اللاعب الأردني، فضلاً عن أن اللغة لها دور مهم في عالم التدريب، فهي حلقة الوصل الأهم بين المدرب واللاعب.
نحن لسنا ضد أو مع أبو زمع، وإنما نتحدث بمنتهى الشفافية ، ونقف موقف الحياد، لكن ربما سنكون أقرب لخيار أبو زمع في حال ما يزال الإتحاد الأردني يصر على التعاقد مع مدرب أجنبي، فأبو زمع الذي يعتبر أحد النجوم اللامعين في مسيرة الكرة الأردنية، وعاش تجارب تدريبية فريدة وعمل بمعية المرحوم الجوهري، وانخرط بدورات معايشة مع الأندية الأوروبية، ربما يحقق نجاحاً يفوق ما قد يحققه الأجنبي، لكنه بحاجة للفرصة الحقيقية، لا أن يكون مدرب "طوارىء"، أو كما يقال في العامية "تسلكية حال"!.
نعم، نفضل أبو زمع على غيره من المدربين الأجانب، وهو يستحق أن يتحصل على الفرصة التي كان يتحصل عليها من قبله الأجانب، بل هو أولى، فصناعة مدرب وطني تعد مكسباً للكرة الأردنية وليس لأبو زمع وحده.
المطلوب من جماهير الكرة الأردنية أن تمنحه الثقة وتمده بالتشجيع والمساندة، فالإنجاز الأولمبي الذي حققه بطل التايكواندو الأردني أحمد أبو غوش قبل عدة شهور بظفره بأول ميدالية ذهبية في تاريخ المشاركات الأردنية في الدورات الأولمبية، تحقق بجهود من مدربه الوطني فارس العساف، والأخير حينما تم منحه الثقة، أبدع وتألق أكثر من المدربين الأجانب الذين سبق أن أخذوا نفس فرصة العساف في الدورات الأولمبية السابقة، وعادوا لنا بخيبة تجرها خيبات!.
قد يعجبك أيضاً



