أبو ديابي.. زجاجة فرنسية تاهت على طريق الكرة الذهبية

نعيش في بلد ديمقراطي، كل شخص حر فيما يقوله للتعبير عن رأيه، ولكن لا يعجبني هذا الوصف، هكذا عبر لاعب الوسط الفرنسي فاسيريك أبو ديابي عن غضبه من لقب "اللاعب الزجاجي" في حوار مع مجلة "فرانس فوتبول" قبل 3 سنوات.

وأعلن أبو ديابي اعتزاله كرة القدم، أمس الاثنين، ببلوغه 32 عامًا بعد مسيرة كروية، كان عدد مرات دخوله المستشفيات وغرف العمليات الجراحية ربما أكثر من معدل مشاركاته في المباريات.

نشأ اللاعب الفرنسي المعتزل في أكاديمية "كليرفونتين"، واتخذ من باتريك فييرا المدير الفني الحالي لنيس مثلا أعلى، بل واعتبره "النصب التذكاري للكرة الفرنسية".

كاد فاسيريك أن ينضم لصفوف باريس سان جيرمان، إلا أن الخطوة لم تتم لخطأ إداري من مسؤول باريسي، لينضم اللاعب الشاب حينها إلى أوزير في عمر أقل من 18 عاما، ومنه كانت الخطوة الأكبر بالانضمام إلى آرسنال الإنجليزي في يناير 2006 مقابل 3 ملايين يورو.

رغم البداية المبشرة والأداء الفني المميز لديابي، إلا أن الإصابات قلصت مشواره مع الفريق اللندني وأبعدته لفترات طويلة تجاوزت العام الكامل، حيث تشير إحصائيات إلى أن اللاعب الفرنسي تعرض لما يقرب من 18 إصابة على مدار مسيرته.

وذكرت تقارير صحفية أخرى، أن عدد إصابات أبو ديابي تراوح بين 25 إلى 42 إصابة مختلفة في الرأس والقدمين والأوتار العضلية للساقين وكذلك الركبة ووتر أكيليس.

وأشارت شبكة "سكواكا" للإحصائيات، إلى أن أبو ديابي ابتعد عن صفوف آرسنال 1937 يومًا، خاض خلالها الجانرز 250 مباراة محلية وقارية في 9 مواسم متتالية، بينما زادت الفترة التي غابها اللاعب ذو الأصول الإيفوارية لما يقرب من 2156 من أصل 3435 يوما قضاها بقميص النادي اللندني.

ودافع آرسين فينجر مدرب آرسنال السابق عن لاعبه في نوفمبر 2014 بقوله: "ديابي ليس لاعبا زجاجيا، بل كان ضحية لجريمة لم يعاقب عليها القاتل".

وعن ذلك قال اللاعب ذاته أنه تعرض لإيذاء واضح من دان سميث لاعب سندرلاند، لدرجة أن الأطباء أبلغوا فاسيريك حينها بأن كاحل القدم غير قادر تماما على فعل أي حركة، وأشار ديابي: "لقد كانت الإصابة الأقوى والأصعب خاصة ببلوغي 19 عاما، أما بشأن تفكيري في الاعتزال فقد راودتني الفكرة بالفعل بعد إصابتي بقطع في الرباط الصليبي عام 2013".

كما قال بول بوجبا نجم مانشستر يونايتد عن مواطنه: "أبو ديابي لاعب استثنائي، تعلمت منه كثيرًا فهو أفضل مني، ولا يقل عن أفضل لاعبي الوسط في العالم مثل كروس ومودريتش وإنييستا وديفيد سيلفا ودي بروين ويايا توريه".

وأشار أبو ديابي في حواره مع فرانس فوتبول: "رفضت اللجوء للسحر وأساليب أخرى للتخلص من الإصابات التزاما بتعاليم الإسلام، طموحاتي بلا حدود، وكنت أحلم بالفوز بالكرة الذهبية يوما ما".

استغنى نادي آرسنال عن خدمات "اللاعب الزجاجي" في صيف 2015 لينتقل مجانا إلى أولمبيك مارسيليا، إلا أنه لم يتخلص من شبح الإصابات ليتوقف تماما عن المشاركة في المباريات منذ 21 أغسطس 2016 قبل أن يرفع الراية البيضاء، ويعلن تعليق حذائه من خلال الظهور في برنامج تليفزيوني بمحطة راديو "مونت كارلو".

على المستوى الدولي، فاز أبو ديابي مع منتخب فرنسا للشباب تحت 19 سنة بكأس أوروبا عام 2006، بينما شارك مع الديوك في 16 مباراة فقط وسجل هدفا وحيدا في شباك فنلندا في نهاية مسيرته الدولية يوم 7 سبتمبر 2018 في تصفيات مونديال 2014، والتي بدأها في 24 مارس 2007 ضد ليتوانيا في تصفيات يورو 2008.

بينما كانت مشاركته في 3 مباريات بمونديال 2010 المحطة الأبرز له بقميص منتخب بلاده.