إعلان
إعلان

أبقار برشلونة المقدسة!

د.محمد مطاوع
14 مايو 202102:49
mohammad mutawe

وكأن هناك سر عجيب، يربط ما بين رباعي برشلونة الملقب بالأبقار المقدسة، والحضور الدائم في تشكيلة الفريق، مهما كانت الظروف.

بيكيه، سيرجيو بوسكيتس، سيرجي روبيرتو، جوردي ألبا، رباعي قدم الكثير لبرشلونة، ورفع عديد الكؤوس في مشوار الفريق الكتالوني، وكان جزءا من المجد الذي صنع على مدار السنوات الـ 15 الأخيرة، والذي توج خلاله النادي الكتالوني بكل شيء ممكن، ومنها سداسيتان قد يندر تكرارهما في التاريخ المعاصر.

لكن، لكل شيء بداية ونهاية، وهذا الرباعي رغم تقدمه بالسن، وتراجع مستواه، وابتلائه بالإصابات، إلا أنه يصر بكل عناد على رفض كتابة السطر الأخير في مسيرته، مستعينا بعقليات تدريبية عجيبة، تضعه في أولويات التشكيل، مهما كان المستوى، وكأنه يفرض من جهة عليا لا يعلمها العاشق البرشلوني.

وضح الأمر بشكل جلي على يدي المدرب فالفيردي، الذي تمسك بهذا الرباعي بشكل غريب، ووضعه ضمن أولويات أي تشكيل يخوض به المباريات، رغم الريمونتادات التي قضت مضاجع البرشلونيين وأخرجتهم ثلاث مرات متتالية من مراحل دوري الأبطال المتقدمة، ومن ثم خسارتهم للكأس، وواصل هذه المسيرة المدرب السابق سيتين، صاحب أثقل نتيجة في تاريخ النادي الكتالوني في دوري الأبطال وفضيحة الثمانية على يد البايرن، بحضور هذا الرباعي، ومن بعدها استبشر الجميع خيرا بقدوم كومان، الذي لم يحرك فيه تراجع مستوى رباعي الفريق شيئا، بل وتمادى في الاعتماد عليهم رغم الإصابات والغياب عن الملاعب وتراجع المستوى، حتى خسر فيهم كل شيء، دوري الأبطال، وبطولة الليجا، التي كانت أقرب لخزائن الكامب نو من أي وقت مضى.

ذهب بارتوميو، وجاء لابورتا، ولم يتغير شيء أيضا، وكأن هناك قوى خفية تحرك أصابعها مدربي البارسا، وتفرض عليهم هذا الرباعي لأسباب لا نعلمها، حتى أن إدارة بارتوميو لم تتحرك بشكل جدي لتعويض المستوى الهزيل الذي يظهر عليه بيكيه وروبيرتو بشكل أساسي، والتعاقد مع صفقات تستحق أن تأخذ مكانهما، وفي الوقت ذاته فرطتت بموهبة مثل البرتغالي سيميدو الذي كشف وهن روبيرتو وقدم مستويات أفضل منه، لكنه عوقب بالبيع في النهاية، ولم يتم التعاقد مع أي لاعب يسد مكان جوردي ألبا، وحتى جونيور فيربو، ثبت أنه يقل عن مستوى البارسا وتحول سريعا للدكة.

بوسكيتس يعتبر حالة فريدة بحد ذاته، فهو لاعب أساسي وركن في التشكيل مهما تراجع مستواه، حتى في حال تعرضه للإصابة يتم تأهيله سريعا وإعادته بأي ثمن، رغم أن أداءه ثابت سواء وهو في حالة ممتازة أو عادية أو حتى بخوذة واقية كما حدث في المباراة الأخيرة أمام ليفانتي، والتي تسببت في عدم قدرته على تسديد كرة سهلة بالرأس وهو في مواجهة المرمى، وأضاع فوزا كان باليد، ويضمن بقاء برشلونة في دائرة المنافسة على الليجا للنهاية.

كومان قتل مواهب عدة قادرة على تقديم الكثير مكان بوسكيتس، مثل ريكي بويج الذي يقدم أفضل مستوياته في الدقائق القليلة التي يلعبها، وغالبا ما يدخل الملعب بعدما يتسبب بوسكيتس بهدف أو هدفين بمرمى شتيجن، بسبب تمريراته الضعيفة وقراراته الخاطئة، كذلك أهمل كثيرا بيانتش الذي تأثر بجلوسه الطويل على الدكة، وغاب عن مستواه حتى نسينا أنه موجود بالأصل في تشكيل البارسا.

لن يتغير طموح برشلونة وعشاقه، طالما أن هذا الرباعي المتهالك ما زال يرتدي قميص الفريق، ويلعب أساسيا في جميع  المباريات المهمة وغير المهمة، وسيبقى الجمهور على أعصابه دوما حتى أمام الفرق الضعيفة والسهلة، لأن واحدا منهم سيرتكب خطأ في أي وقت، قادر على تغيير النتيجة، وقلب الأحداث ومنح الفرق الأخرى فرصة كتابة تاريخ جديد لمواجهة العملاق الكتالوني، الذي تحول إلى حمل وديع على الكامب نو، وبات طريدة سهلة للجميع.

لا إدري إن كتب لنا عمر حتى تتبين أمامنا الحقائق، ونعلم السر وراء هذا الإصرار من جيش المدربين الذين تلاحقوا على قيادة برشلونة، للاعتماد على لاعبين أكل الدهر عليهم وشرب، ومنحهم كل الفرص لتحطيم صورة البارسا، وقتل الأمل في نفوس عشاقه، ولا نعلم تماما إن كان كومان أو من سيخلفه قادر على المساس بهذه (البقرات المقدسة) وتغيير شكل الفريق في الموسم القادم، ومن لديه سبب للتمسك بهذا الرباعي، أتمنى أن يفيدنا به.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان