
} باتت المقولة الرياضية المألوفة التي تتردد بين الحين والآخر من النقاد والمحللين الرياضيين أو حتى من المتابعين الذين يملكون ذخيرة من المعرفة وشيئا من الحدس الفني بأن الشوط الثاني من أي منافسة رياضية جماعية يعد شوط المدربين، ونحن نرى شخصيا أن هذه المقولة تحمل نسبة كبيرة من الصحة، ولا يعني أن بقية الأشواط مثلا في لعبة الكرة الطائرة لا أهمية لها، غير أن الانقلابات والانقلابات الفنية دائما ما تأتي مع انطلاقة الشوط الثاني، ولا يقتصر الأمر على مدرب الفريق الخاسر فحسب، وإن كانت بنسبة أكبر، ولكن الأمر يشمل مدرب الفريق الفائز أو حتى مدربي الفريقين المتعادلين.
وإذا كان الشوط الثاني يكشف عن نوعية الأرض التي يقف عليها أي مدرب، فإنه في الوقت نفسه ليس هو المعيار الأوحد للتقييم، بل هناك حزمة من المعايير نترك الغوص فيها لأصحاب الشأن والتجربة والفقاهة الفنية.
ونرى مدربين خلال الشوط الثاني يقومون بأشياء متعددة بعضهم ينجح في تحركاته، والبعض الآخر لا يحالفه التوفيق، ومع ذلك فكلا النوعين من المدربين قاما بواجبهما، والنجاح وعدمه في تغيير نتيجة الشوط ليس مرتبطا بالمدرب نفسه، ولكن هناك أطرافا أخرى منها اللاعبون والحكام والأنصار، وكما قلنا سابقا هناك مدربون يقفون متكتفين، ولكن عقلهم يعمل ويفكر ويعيش أحداث المباراة بكل تفاصيلها يبحثون عن حلول، وآخرون يقفون متكتفين ولكنهم «محتاسين» وهذا هو الفارق بين هذا وذاك.
} ننتظر من الدولي الجوكر فاضل عباس كابتن طائرة المحرق أن يقدم في هذا الموسم وهو قادر على ذلك مستوى أفضل وأرقى من المواسم السابقة رغم تألقه، فالمتابع تعوَّد من الكابتن فاضل خلال المواسم السابقة أن يكون رمانة الميزان، فإن كان في أحسن حالاته انعكس ذلك على فريقه، وإن كان خلاف ذلك وضع فريقه في حرج، وهذا من دون شك يفرض على الجوكر استنزافا بدنيا ويدخله في دوامة الضغوطات رغم عامل الخبرة خاصة أنه من طينة اللاعبين الذين لا يحبون الخسارة، بيد أن الأمر في هذا الموسم بات مختلفا، وهو فرصة ليحقق كابتن المحرق ما نريده منه هنا، إذ إن وجود الخماسي محمد يعقوب والكاميروني كودي وعلي خير الله ومحمد حبيب وحسن الشاخوري يجعل الأوراق الرابحة في الفريق متعددة، ومن هنا يمكن توزيع وتقسيم حمل العبء الهجومي.
} لا يختلف اثنان شاهدا لقاء المحرق والأهلي ضمن منافسات الجولة السادسة من دوري طائرة الدرجة الأولى على أن المقابلة كانت هي الأميز والأفضل حتى الآن بعد مرور ست جولات تنافسية أي قرابة انقضاء «48 مباراة» وبقيت جولة واحدة على انتهاء القسم الأول، بينما جاءت بقية لقاءات الجولات السابقة إما من طرف واحد ومحسومة قبل أن تلعب، أو متكافئة من غير طعم فني، أو متأرجحة ومتذبذبة «حبة فوق وحبة تحت»، فلقاء المحرق والأهلي قد أنسانا بقية المباريات المنصرمة، ولكن السؤال: هل سنظل كل مرة ننتظر مرور هذا العدد من المباريات حتى نصادف لقاء يتيما على شاكلة لقاء المحرق والأهلي؟!
} بدأ الكندي ريموند لاعب صفوف طائرة الأهلي يمسح التراب عن أدائه الفني، وما الصورة التي ظهر بها إبان لقاء فريقه أمام المحرق المتصدر إلا مؤشر على رغبة الكندي في تأكيد ثقة الأهلاوية فيه، وما عدد النقاط المسجلة باسمه في المباراة إلا فاتحة خير للكندي بأنه سيكون رقما مختلفا في قادم المنافسات التي لن تعرف «يمه ارحميني». فالكندي وجه هجومين على طريقة البايب من مركز 6 كانا محل استحسان البعيد قبل القريب.
نقلاً عن جريدة أخبار الخليج البحرينية
قد يعجبك أيضاً



