
القاعدة الرياضية تشير إلى أن الرياضة انتصار وخسارة ولا ثالث لهما، وقد يخرج لنا قارئ ويقول: ماذا نقول عن نتيجة التعادل التي تسجلها بعض الألعاب؟ ونقول له: فهذه هي الأخرى تعد انتصارا في حالات، وخسارة في حالات أخرى بحسب ظروف وموقف المتنافسين.
وكثيرون يرون في الانتصارات الرياضية بأن جلها نعمة، بينما الخسائر نقمة، وهذه النظرة تفتقر إلى شيء من بعد النظر، فكم من انتصار شكل خدعة للبصر قبل البصيرة، وكم من خسارة كانت لأصحابها غنائم تفوق انتصارات متعددة.
ليس مقصودنا من المقدمة السالفة أن الفوز والخسارة يستويان في عرفنا، أو أننا من أنصار الثقافة الانهزامية، بطبيعة الحال مقدمتنا كانت بعيدة كل البعد عن هذا المرمى، ولم نشر إلى هذا الفهم لا من قريب أو من بعيد.
وإنما سقناها للولوج إلى الحديث عن الخسارة التي مني بها منتخب شباب الطائرة أمام المنتخب السعودي الشقيق في نهائي بطولة غرب آسيا المنتهية مؤخرا في منطقة القطيف السعودية، وقبل أن نذهب بعيدا في نظرتنا، لا نريد أحدا يفهم أننا نسعى إلى تحجيم الانتصار السعودي المستحق إزاء ما نطرحه من تفسيرات، وإنما فاز السعوديون لأنهم عرفوا كيف يفوزون، وخسر منتخبنا لأننا لم نعرف كيف ننتصر.
نعود إلى لب موضوعنا، ونتساءل: ماذا لو فاز منتخبنا في المباراة المذكورة؟ بدون شك فإن الجميع سيفرح، وستنهال التهاني والتبريكات على المنتخب من كل حدب وصوب، وسينشغل الكثيرون بهذا الانتصار متى تحقق، وسيغطي على كل النواقص والثغرات والأخطاء: «وكأن كل شيء تمام يا أفندم».
غير أن الخسارة من شأنها أن تعري الأمور، ويفترض منا جميعا وخاصة القائمين على شأن المنتخب أن نتوقف عندها ونحلل الأمور إلى جزئياتها، وأن نكثر من «لماذا وكيف وماذا» ونراجع الحسابات كي نضع أيدينا على مكامن الأخطاء، وحتى نتفاداها في قادم المناسبات، إذن خسارة لقب غرب آسيا ليست عيبا، ولكن المنقصة أن يستمر الحال على ما هو عليه، ونكتفي بالجملة المخدرة «القادم أفضل» فالقادم لن يكون أفضل إلا بالعمل الصحيح، وبتسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة، خاصة أن البطولة الآسيوية على الأبواب وشتان بينها وبين غربها.
قد يعجبك أيضاً



