إعلان
إعلان

لم يسافروا إلى فرنسا

ياسر أيوب
07 أغسطس 202403:54
yasserayob2

لا أعرف ولست مهتما بمعرفة من الذى نشر صورة قديمة لبعض فنانات وفنانى مصر قائلا إنهم فى الطريق إلى فرنسا لتشجيع المنتخب المصرى فى مباراته أمس الأول أمام فرنسا فى قبل نهائى دورة باريس.. لكننى مهتم بردود أفعال وتعليقات غاضبة وساخطة وساخرة على خبر لم يكن صحيحا حيث لم يسافر أحد إلى فرنسا.

ردود أفعال وتعليقات كان وسيبقى لها أكثر من معنى.. فلم يعد كثيرون على استعداد لأى تمهل قبل إصدار الأحكام.. وأصبح سهلا للغاية تصديق أى أكاذيب والتفاعل معها بمنتهى السرعة والحماسة.. فقبل حكاية سفر الفنانين إلى فرنسا.. كانت هناك حكاية تداولها كثيرون طيلة الأيام السابقة عن آية السيد لاعبة التجديف المصرية التى تاهت فى نهر السين أثناء السباق الأوليمبى.

وبصرف النظر عن استحالة أن تتوه لاعبة تجديف أثناء سباق أوليمبى يجرى داخل نهر وليس المحيط ووسط لاعبات كثيرات ومراقبين وحكام ورجال أمن وجماهير تشجع وتتابع.. فإن مصر لم تشارك أصلا بلاعبة تجديف اسمها آية.. وكانوا فقط ثلاثة لاعبين رجال هم: «عبد الخالق البنا وأحمد خالد ومحمد قوطة».. والصورة التى تم تداولها لم تكن لآية السيد، إنما لاعبة تجديف سعودية اسمها كاريمان أبو الجدايل.

وكانت هناك أيضا حكاية لاعب الرماية المصرى عمر خالد الذى قيل إنه تم استبعاده من مسابقة المسدس السريع ٢٥ مترا بعد أن أصاب حكم المسابقة.. ولم يكن ذلك صحيحا وأكمل عمر مشاركته بشكل عادى دون أن يصيب أى أحد.. ومثل حكاية سفر الفنانين التى لم ولن أعرف أول من نشرها.. فليس من الضرورى أيضا معرفة أول من نشر حكاية لاعبة التجديف التائهة ولاعب الرماية الذى كاد يقتل الحكم.

لكن من الضرورى البحث عن تفسير لسرعة انتشار مثل هذه الحكايات وسهولة تصديقها وترويجها والتعليق عليها بكل هذه القسوة وهذا الغضب.. هل هى تراكمات قديمة منذ أن كان بعض الفنانين يسافرون دون داع أو ضرورة وراء المنتخب الكروى فى إفريقيا والمونديال والتقاط صور كثيرة بأعلام مصر تشجيعا لمنتخب مصر؟!.

ورغم توقف مثل هذه الرحلات إلا أن الناس باتت على استعداد لأن تصدق حتى لو خبر كاذب.. وهل كان انتشار حكاية لاعبة التجديف التائهة ولاعب الرماية المتهم بالشروع فى القتل يعكس إحباطا جماعيا من نتائج للبعثة الأوليمبية المصرية فى باريس كان معظمها صادما أو محبطا، فينتهز كثيرون أى فرصة للتنفيس عن ضيق وغضب بعد الإفراط فى الوعود قبل السفر؟!.

والأخطر من ذلك هو هل سينجح أحدهم أو بعضهم فى زرع فتنة جديدة بين مصر والمغرب حين تلعبان معا على ميدالية كروية برونزية؟!.

نقلًا عن المصري اليوم

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان