Reutersمع انطلاق موسم الأراضي الترابية في مونت كارلو، بدأت قلوب عشاق لاعبي التنس تنتفض، ليس فقط للسحر الذي تتمتع به الإمارة وملعبها الذي يطل على البحر، وإنما بفعل سؤال واحد يتردد في الأذهان، وإن اختلفت الصيغة: هل سيتمكن الإسباني رافائيل نادال من الدفاع عن لقبه في رولان جاروس؟
المناقشات تحتد بين عشاق كل لاعب، وتظهر الأسانيد من تاريخ مشاركات كل منهم وسجل ألقابه على هذه الأرضية، والمفاجآت التي تحققت بين جنباتها خلال الأسابيع التي تلت أولى بطولات الأساتذة التي تقام على ملاعب الحمرة، ولكن لا شيء من هذا يغير الشك الذي دب في النفوس.
فالجميع، وعلى رأسهم عشاق نادال يدركون في قرارة أنفسهم أن لقبه العاشر في البطولة لن يكون هذا العام، حتى وإن أكد أغلبهم عكس ذلك، هذا قبل أن "تقسو" عليه قرعة ثاني بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى.
الضحكة التي تحمل شيئا من السخرية ممزوجة بالحسرة التي ارتسمت على وجه نادال والقرعة "تنصب" له "الأفخاخ" واحدا تلو الآخر في مشواره بالبطولة، والتي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هي أبلغ دليل على أن تلك القناعة لم تتوقف عند عشاق اللاعب، بل وصلت إلى "رافا"، ليصبح الأمر وكأنه قصة "موت" معلن لملك الأراضي الترابية.
القصة لا تبدأ مع القرعة ولا مع تراجعه إلى التصنيف السابع أو حتى مع بدايته المتعثرة لهذا الموسم، وإنما يعود أول فصولها إلى منتصف الموسم الماضي.
تجري أحداث الفصل الأول من هذه القصة في الملعب الرئيسي لمونت كارلو حينما خسر نادال على يد مواطنه ديفيد فيرير، للمرة الأولى على الأراضي الترابية خلال عشر سنوات، لتتسارع وتيرة الأحداث بهزيمة أولى أمام مواطنه الآخر نيكولاس ألماجرو في برشلونة، ثم يفوز في مدريد بانسحاب الياباني كي نيشيكوري الذي كان يقدم مباراة كبيرة.
ينتهي هذا الفصل في ملعب فيليب شاترييه الرئيسي بالمجمع الذي يستضيف منافسات رولان جاروس، بتتويج نادال على أرضيته بعد تغلبه على ديوكوفيتش، انتقاما من الخسارة التي من بها في نهائي روما الذي سبقه.
ورغم النهاية السعيدة لهذا الفصل، فإن أحداثه أسقطت القناع عن البطل الخارق "سوبرمان" الذي يتحول إليه نادال في الأراضي الترابية، ليظهر من ورائه الصحفي الخجول كلارك كنت، وهو التشبيه الذي جاء في سيرته الذاتية على لسان الصحفي الذي أعدها، ليصف به التناقض بين صورة "رافا" خلال المنافسات وطبيعته التي تعرفه عليها أسرته والمقربون منه.
وكان أول من تحقق من سقوط هذا القناع الإيطالي فابيو فونيني في نصف نهائي بطولة ريو دي جانيرو، في مستهل الجولة الترابية اللاتينية التي لجأ إليها بحثا عن الثقة المفقودة بعد أدائه المتواضع في أستراليا المفتوحة، لتنتهي بلقبه الوحيد حتى الآن، في بوينوس أيرس.
تتصاعد وتيرة الأحداث بنقطتين لحسم المباراة سنحتا له أمام الكندي ميلوس راونيتش في ربع نهائي ميامي على الأراضي الصلبة أهدرهما ومعهما فرصة ذهبية لاستعادة الثقة، ليغرق في ثالث أدوار بطولة ميامي، أمام مواطنه فرناندو فيرداسكو.
الذروة في نهائي بطولة مدريد، الذي وصل إليه بعد أداء مقنع أنسى عشاقه خسارته أمام ديوكوفيتش في نصف نهائي مونت كارلو، والأهم هزيمته الثانية خلال موسم واحد أمام فونيني هذه المرة في برشلونة.
خسر نادال أمام البريطاني آندي موراي حيث كان "رافا" أبعد ما يكون عن مستواه ليتلقى هزيمته الأولى من الأسكتلندي على الأراضي الترابية، لتوقن جماهير "الماتادور" أن اللقب العاشر في الرولان لن يكون هذا العام خاصة بعد تفوق السويسري ستانيسلاس فافرينكا عليه في روما للمرة الأولى على هذه الأراضي خلال مسيرته.
ومع المواجهات الصعبة التي أسفرت عنها قرعة بطولة رولان جاروس، لم يعد بمقدور عشاق نادال سوى أن يأملوا في أن يحقق "المعجزة" في البطولة خاصة في ربع النهائي أمام ديوكوفيتش، الذي لم يتخطه، لكنهم في قرارة أنفسهم كانوا ينتظرون لملك الأراضي الترابية في آخر معاقله "موتا" معلنا عنه قبل أسابيع.
Reuters
Reuters
Reuters


