يوم أسود في تاريخ مصر

سالت الدماء .. راحت أرواح الشباب .. أيادي إجرامية قطفت أزهار مصرية .. ملعونة هي كرة القدم ، ملعونة الرياضة .. فليذهب الدوري إلى الجحيم ، لا يمكن أن تستمر هذه المذبحة كل يوم لجسد مصر.


ما حدث في إستاد بورسعيد لابد أن يكتب كلمة النهاية لمهزلة يقوم بها المتاجرون بهذا البلد ويقودها إلى الهاوية.


إن تجار الدم اللذين وجدوا سوق رائجة عبر القنوات الفضائية وجعلوا من الشوارع مسرحا لعروض مبتذلة من أجل مصالح خاصة ومغانم خارجية.


لقد استخدم هؤلاء المتاجرون الفوضى من أجل الوصول إلى أهدافهم ، ولا يهم في سبيل هذا أن تذهب أرواح وأن تكون الدماء أنهارا.


إن الخراب الذي دب في الشوارع والميادين كان لابد أن يتم تصعيده إلى الملاعب ، حاولوا مرات ومرات وحدثت أزمات ولكنها لم ترتق إلى حد المذابح .. ولكن لأن هناك من تأكدوا أنهم لم يحققوا مأربهم ولم ينفذوا المخططات التي وضعت لهم ، فقرروا أن تكون الخاتمة مجزرة تدمي قلب مصر.


سيظل هؤلاء المجرمون هاربون من العدالة طالما أن هناك من يدافع عنهم وأن يضلل الرأي العام ليخفي الأيادي القذرة التي تآمرت لإسقاط مصر ، وما أسهل أن تصل إلى هذا الهدف الحقير في هذا المناخ المهيأ والثمن للأسف دماء شباب من أبناء هذا الوطن.


لتذهب الكرة إلى غير رجعة ، ولنخلي الملاعب من أولاد مصر حتى لا يكونوا وقوداً لنار تستخدم لحرق البلد ، مطلوب إخلاء كل التجمعات الرياضية حتى لا تستغل في المؤامرة ، ويكفي اليوم الأسود الذي عشناه وسنظل نتجرع آلامه لسنوات طويلة.
* عن جريدة الشروق *