إعلان
إعلان

غادة شعاع.. نجمة أولمبية طواها النسيان

dw
08 سبتمبر 202115:15
غادة شعاع

رغم المشاركة الضعيفة نسبيا لنساء العرب في دورات الألعاب الأولمبية بيد أنهن تمكن من حفر أسمائهن في التاريخ بحصد ميداليات ذهبية، على غرار العداءة السورية غادة شعاع.

لكن رغم التألق لم تلق شعاع المعاملة التي تعكس إنجازها.

فرضت غادة شعاع وجودها بجدارة كرياضية عالمية وفازت بذهبية أولمبية وحيدة لسوريا حصدتها في مسابقة السباعي في دورة أتلانتا عام 1996.

وتقول إن المعاملة التي تلقتها بعد فوزها لم تعكس إنجازها، مشيرة إلى أن هذا الأمر يظل رادعا للرياضيات العربيات.

وفي حديثها مع DW عن قصتها الأولمبية عبرت عن رغبتها في أن تحصل الرياضيات العربيات على مزيد من الاعتراف.

إصابات بلا نهاية

بدأت قصة شعاع من المركز 25 في أول دورة ألعاب أولمبية لها، في برشلونة عام 1992.

ثم جاءت لحظة تتويجها في أتلانتا عام 1996، عندما فازت بالذهبية الأولى والوحيدة لسوريا حتى الآن، إلى جانب انتصاراتها في بطولة العالم في العام السابق واحتلالها المرتبة الأولى في معظم السباقات بالعالم لمدة عامين متتاليين.

لكن الفرحة لم تدم طويلا، حيث أعاقت الإصابات سعيها نحو مزيد من الإنجازات، ثم انتقلت للعلاج في ألمانيا بعد إصابة شديدة في الظهر.

في عام 1999 عادت شعاع من خلال تحقيق برونزية في إشبيلية، لكنها تعطلت من جديد على وقع الإصابات.

وقالت شعاع لـ DW: "بدأت محنتي في سيدني أصبت هناك ولم أستطع العودة إلى سوريا، اضطررت لمواصلة علاجي في ألمانيا".

وأردف: "بدأ موظفو الاتحاد الرياضي حملة تشهير ضدي واتهموني بتزوير إصاباتي لتجنب خدمة حكومتي أو العودة إلى بلدي!"

ضغوط محلية

اتفقت اللجنة الأولمبية السورية والاتحاد العام للرياضة والاتحاد السوري لألعاب القوى على قطع التمويل عنها.

وبيّنت: "توقفوا عن الدفع لي، ولم يكن في وسعي أو مدربي تحمل الأعباء. ولولا وجود راع في ألمانيا لما تمكنت من العيش".

وقررت شعاع ألا تمثل سوريا مستقبلا مما دفع السلطات السورية إلى تجريدها من جميع حقوقها المالية ومثولها أمام القضاء.

ودفعت شعاع كفالة حتى لا تدخل السجن والهروب من البلد الذي خذلها.

وأوضحت: "لم يكن من السهل التعامل مع الضغط من سوريا. كنت أتلقى تهديدات عبر الهاتف. لم تكن حياتي سهلة".

مواهب رياضية غير مستغلة

العالم العربي مليء بالرياضيين الشباب الواعدين، القادرين على حصد ميداليات ذهبية في حالة دعمهم.

ومثلت الدول العربية 14 متنافسة في أولمبياد طوكيو 2020، حصدن 4 ميداليات: ذهبية وفضية وميداليتان برونزيتان.

وقالت شعاع: "غياب المرأة العربية في الأولمبياد كان مأساة والسبب أن الجيل الجديد يتابع ما حدث لنا".

وأردفت: "إنهم خائفون من مواجهة نفس الجهل وعدم الاحترام والإذلال والتنمر".

تعتقد شعاع أن الفائزين بالميداليات في طوكيو استثناءات مؤقتة ستختفي من الذاكرة كما حدث مع كثيرين من قبل.

وأكدت أنه في حال استمرار تهميش المرأة العربية وحرمانها من نفس حقوق الرجل "فإننا لا نرى أي مستقبل واعد للرياضة في المنطقة".

وأضافت: "لا شيء يأتي بشكل آني. نحن في حاجة إلى خطة قد تستغرق من 12 إلى 14 عاما. المشكلة أن القائمين على الرياضة في الدول العربية ليس لديهم الصبر ببساطة".

وبيّنت: "بعض دول الخليج تعامل الرياضيين مثل العقد الذي ينتهي عندما يحصلون على ميداليتهم، ولا يمكن أن تصنيف ذلك على أنه انتصار".

طريق مليء بالمصاعب

يتعين على الرياضيين الطموحين غير المدعومين معنويا أو ماديا أن يجدوا طريقة لكسب لقمة العيش والبدء من الصفر كما فعلت شعاع في ألمانيا.

رغم حصولها على شهادات تدريب عدة، قررت شعاع تجنب أي شيء يتعلق بالرياضة.

وعملت شعاع سابقا كمحللة أولمبية في القنوات التلفزيونية العربية، لكنهم دفعوا لها أقل بكثير من نظرائها الذكور. نتيجة لذلك، قررت رفض عرض لتحليل أولمبياد طوكيو.

وفسرت: "هذا تمييز، وأنا لا أقبله. على القنوات التلفزيونية العربية ترى فقط الرجال يعلقون أو يحللون. أنا أيضا خبيرة، لقد حققت إنجازات كبيرة في مسيرتي الرياضية ويمكن أن أعطي للجمهور العربي منظورا جيدا عن الرياضة النسائية، لكن المسؤولين لا يحبون الشخصيات القوية أو سماع الحقيقة".

أجبرت الحرب في سوريا العديد من الرياضيين على الفرار أملا في حياة أفضل، لكن مع عدم تغيير 90% من الوزارات الحكومية وفشلها في الوفاء بوعودها بمستقبل أفضل، تعتقد شعاع أن آفاق اللاعبات العرب ما يزال صعبا كما كان دائما رغم محاولتها كسر الحواجز.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان