غادة شعاع.. السطر الذهبي الأول في تاريخ سوريا الأولمبي

وقائع ميدانية كثيرة كانت تؤشّر إلى تألق بطلة ألعاب القوى السورية، غادة شعاع، التي برعت في سباقات الضاحية ولعبة كرة السلة منذ صغرها، فاختيرت لمنتخب بلادها، وعرض عليها الاحتراف في أندية عدة.

وكانت دورة ألعاب البحر المتوسط الـ12، في كاب داجد بفرنسا عام 1993، بداية دخول شعاع العالمية.

وذلك عندما تخلّت عن المشي خطوة خطوة، وقفزت برقمها 890 نقطة، فسجلت 6168 نقطة ونالت الميدالية الفضية، علما بأنها سجّلت مشاركتها الأولى في بطولة العالم، عام 1991 في طوكيو، وحلت في المركز 24 (5066 نقطة).

وسطّرت غادة اسمها في سجل العالمية، في دورة النوايا الحسنة بمدينة سان بطرسبرج الروسية، عام 1994، بميدالية برونزية، مسجلة 6361 نقطة، وفي العام ذاته أحرزت ذهبية الألعاب الآسيوية في هيروشيما، محققةً 6260 نقطة.

ميدالية تاريخية

ولم تخيّب غادة آمال بلادها في دورة أتلانتا الأولمبية، عام 1996، حيث نالت الميدالية الذهبية الأولى في تاريخ سوريا، بعدما سجلت 6780 نقطة، بفارق كبير عن وصيفتها البيلاروسية ناتاشا سازانوفيتش (6563 نقطة)، والبريطانية دينيز لويس (6489 نقطة).

وكانت هذه الميدالية الأولمبية الثانية لسوريا، بعد فضية المصارع جوزيف عطية، في دورة لوس أنجليس عام 1984.

لكن الأداء التصاعدي لشعاع بعد أتلانتا 1996 تراجع بسبب الإصابة، وقد أوفدتها بلادها للعلاج في ألمانيا، حيث أقامت لفترة طويلة، وعملت في مجالات عدة، منها التجميل.

واختتمت شعاع مسيرتها الدولية، بإحرازها برونزية السباعية في بطولة العالم عام 1999، في إشبيلية، ثم أخفقت في أولمبياد سيدني 2000، وانسحبت بعد سباق 100 م حواجز، بداعي الإصابة.

وترى شعاع، التي شعرت بمرارة إهمال الأبطال بعد اعتزالهم، وعدم تقديرهم في بلدان عربية عدة، أن "البطل الأولمبي مشروع طويل الأمد، وليس شغل سنة أو سنتين.. أنا مررت بظروف صعبة جدا، ولم تتوافر لي أي من هذه المقومات".

وتابعت: "لا يوجد عندنا جدول زمني للمدرّبين والمدرّبات.. هذه الرياضات الفردية في حاجة إلى الصبر، ونحن لا نمتلكه.. بالطبع ليس هناك مستحيل، نستطيع أن نغيّر هذا النمط السيئ إن أردنا، المهم أن نخطو الخطوة الأولى".