إعلان
إعلان

الملاكم عشيش..قصة ملهمة

KOOORA
01 أغسطس 202403:58
mohammad mutawe

في منزل متواضع بمخيم البقعة، رأت عينا البطل الأردني زياد عشيش النور في عام 1998، لعائلة تعشق الملاكمة، وتمارسها على سطح البيت الذي تحول لحلبة تدريب للأبطال الصغار.

نشأ زياد مع شقيقه الأكبر حسين، معلمه وشريكه في التدريب، ومن ثم زميله في المنتخب الأردني، ليشكل الإثنان معا مسيرة في الإنجازات لهذه اللعبة التي لها جمهورها ومحبيها في الأردن.

لمعت موهبة زياد مبكرا، وبدأ يحقق الإنجاز تلو الآخر، لينضم في سن صغيرة للمنتخب الوطني الأردني، ويبدأ بحصد الألقاب محليا وقاريا، وهو ما أهله ليكون واحدا من الأبطال تحت مظلة المركز الأولمبي، الذي أنشأته اللجنة الأولمبية الأردنية، لرعاية نجوم الرياضة الأردنية الواعدين، ومنحهم فرصة التطور من خلال توفيق جميع احتياجاتهم، وتقديم خدمات متعددة من أجل رفع مستواهم بدنيا وفنيا وغذائيا وذهنيا، ويحظى باهتمام ومتابعة مباشرة من الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية.

كان زياد على الوعد في مشاركته بدورة الألعاب الآسيوية عام 2018 عندما حقق الميدالية البرونزية في وزن الخفيف، وكانت الميدالية الوحيدة للملاكمة العربية في الدورة، وليتأهل بعدها لأولمبياد طوكيو 2020 والتي اعتبرها تجربة ثرية ساهمت بتطوره فنيا بشكل كبير.

في 19 فبراير-شباط من عام 2023 كان زياد عشيش يعتلي صدارة ملاكمي العالم في وزن تحت 71 كغم، بعد فوزه ببطولة الحزام الذهبي التي أقيمت في المغرب، وبعد هذا الإنجاز أكد في تصريحات إعلامية أن هدفه القادم الفوز بميدالية أولمبية هي الأولى في تاريخ الملاكمة الأردنية.

ويبدو أن مسيرة البطل عشيش تسير بثقة نحو تحقيق هذا الحلم، حيث استهل مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية التي تجرى حاليا في باريس، بالفوز على بطل العالم في النسخة الأخيرة الكازاخستاني أصلان بيك  شيمبيرجينوف، وهو ما هز أوساط الملاكمة في الدورة، والعالم أجمع، حيث قدم زياد نفسه على أنه منافس قوي على إحدى الميداليات الأولمبية.

اللقاء الثاني لم يكن أسهل من سابقه، فكان حظه مواجهة بطل آخر، وهو الياباني يسوان أوكازاوا بطل العالم عام 2021 وحامل ذهبية الألعاب الآسيوية الأخيرة التي أقيمة في هانجشو 2021، والذي تراهن عليه اليابان بالفوز بالذهب، لكن عشيش كان له رأي آخر، ونجح في الإطاحة ببطل العالم الثاني على التوالي، في نزال لم يكن سهلا، وعكس قوة وصلابة وإرادة نادرة من البطل الأردني.

الآن..يتبقى على تحقيق الحلم خطوة واحدة، والفوز في المباراة المقبلة يعني ضمان عشيش لميدالية أولمبية، تدخل تاريخ اللعبة من أوسع أبوابها، وبالتأكيد فإن ذلك لن يتأتى سوى بمواصلة التركيز والسير على ذات خطوات أول لقاءين في المنازلات، وهو أمر عهدناه في البطل الأردني، الذي سجلت الكاميرات كلماته وهو خارج من حلبة الانتصار، بالقسم بأنه تعب من أجل الوصول إلى هذه اللحطة، ويدعو الله تعالى بأن يوفقه في القادم ليحقق حلمه الذي سار خلفه منذ سنوات طويلة.

نأمل أن يحقق زياد عشيش آمال كل الأردنيين والعرب، وأن نشاهده على منصة التتويج متقلدا الميدالية الذهبية، كيف لا وهو من تجاوز بطلين للعالم، وبإمكانه الإطاحة بمنافسيه بذات القوة التي بدأ بها، ونتمنى لجميع اللاعبين العرب في هذه الدورة التوفيق، وبالتأكيد للمنتخبين المغربي والمصري مواصلة المشوار في كرة القدم، حيث يخوضان غدا الجمعة مباريات ربع النهائي، وهما مؤهلان لضمان ميدالية أولمبية على أقل تقدير.


إعلان
إعلان
إعلان
إعلان