
عشرون عاما مرت منذ أن شاهدت سباقا للفورمولا ١، عشرون عاما بالتمام والكمال منذ أن شاهدت السيارات تدور في البحرين.
الصدفة، الصدفة هي ما جمعتني مع هذه الرياضة، لم أخطط ولم أختر أن أشاهد السباق في ذلك اليوم، ولكني جلست بجانب أبي الذي كان يشاهد ما يحدث في البحرين من باب الإطلاع لا غير، جلست وأنا أستمع للمعلق وصوته كله حماس وشغف يذكر أسماء السائقين وفرقهم، حقيقة لم أعرف منهم أحد غير مايكل شوماخر لأن اسمه كان يذكر في النشرة الرياضية، وكنت أسأل نفسي لماذا؟ لماذا كل هذا الحماس؟ لماذا تبدو السعادة واضحة على جميع من يظهر بالصورة؟ من يتابع هذه الأشياء أصلا؟
ولكني ومن حيث لم أشعر بمجرد ما استمعت لهدير المحركات أنصت، أنصت لموسيقى المحركات وتعلقت بها دون أن أشعر وكونت معها علاقة قوية استمرت حتى يومنا هذا، علاقة مليئة بالذكريات أود أن أشارك بعضها معكم.
الذكرى الأولى: سباق البحرين الأول الذي ذكرت تفاصيله آنفا، حقيقة هذا السباق كان غريبا، شاهدته بكل جوارحي وأنا لا أفهم شيئًا في هذه الرياضة، لكني كنت منصتا للمعلق أحاول أن أستشفي مما يقول شيئا يساعدني على الفهم، كل ما عرفته في ذلك اليوم أنها رياضة قاسية وغير عادلة فالسائق الأسرع -حسب وصف المعلق- (كيمي رايكونين) لم يفز، بل لم يكمل السباق، وفاز مايكل شوماخر.
الذكرى الثانية: سباق جائزة فرنسا الكبرى، قد يكون هذا السباق هو أفضل وسيلة لشرح مفهوم الاستراتجية وتكامل العمل الجماعي في الرياضة، أو على الأقل انا فهمت ضرورة الاستراتجية في هذا السباق.
فاز مايكل شوماخر بالسباق بعد إستراتجية مثيرة تكونت من 4 توقفات!
الذكرى الثالثة: أول لحظة سعيدة لي في هذه الرياضة، كيمي رايكونين – الأسرع - ينتصر أخيرا وعلى السائق الذي لا يقهر هذا الموسم!
من هذا اليوم بدأت علاقة العشق لملك بلجيكا وعلاقتي بهذه الحلبة الخلابة.
الذكرى الرابعة: سباق جائزة أوروبا الكبرى عام ٢٠٠٥، كيمي رايكونين يتصدر السباق باكتساح منذ البداية، ومع بداية اللفة الأخيرة ينكسر جهاز التعليق الأمامي وينسحب من السباق، هذا الموسم كان كئيبا، استحق كيمي رايكونين أكثر مما حصل عليه ولكنها أقدار الله التي لا نعترض عليها.
الذكرى الخامسة: بالرغم من خيبات الأمل العديدة خلال هذا الموسم، إلا أني لا أستطيع نسيان سباق جائزة اليابان الكبرى ٢٠٠٥، انطلق كيمي رايكونين من مؤخرة شبكة الانطلاق ولكنه فاز بعد سباق دراماتيكي حماسي حتى اللحظات الأخيرة، في هذا السباق أثبت كيمي للجميع أنه وبالرغم من حسم غريمه فيرناندو ألونسو للبطولة في الجولة السابقة إلا أنه كان الأفضل هذا الموسم.
الذكرى السادسة: انسحاب كيمي رايكونين من سباق جائزة موناكو الكبرى عام ٢٠٠٦ ودق المسمار الأخير بعلاقته مع فريق مكلارين مرسيدس.
تصرف كيمي رايكونين بعد انسحابه واتجاهه لليخت الخاص بدلا من مرآب الفريق دلت أن علاقته انتهت، وأنه ضاق ذرعا من تكرار المشاكل الميكانيكية في السيارة.
الذكر السابعة: إعلان مايكل شوماخر لاعتزاله الفورمولا ١، كان خبرا صادما هذا كل ما أستطيع قوله.
الذكرى الثامنة: انتقال كيمي رايكونين للفيراري بديلا للمعتزل مايكل شوماخر وفوزه بأول سباق له بالألوان الحمراء، كان سباقا مثاليا!
الذكرى التاسعة: فضيحة التجسس على فريق فيراري من قبل الغريم والمنافس فريق مكلارين التي هزت عالم الفورمولا ١، والتي أدت لحرمان فريق مكلارين من بطولة الصانعين ذلك الموسم.
الذكرى العاشرة: سباق جائزة البرازيل الكبرى عام ٢٠٠٧، هذا السباق العالق في أذهان جميع عشاق الرياضة، كيمي رايكونين يحتل المركز الثالث بمئة نقطة يحتاج للفوز شريطة حصول المتصدر هاملتون على المركز السابع وما دون وحصول الوصيف -حتى تلك اللحظة- فيرناندو ألونسو على المركز الثالث وما دون.
أجل فاز كيمي رايكونين بالسباق وحصلا ثنائي المكلارين ألونسو وهاملتون على المركزين الثالث والسابع تواليا.
كان يوما مثاليا كان يوما لا ينسى، كيمي رايكونين بطلا للعالم أخيرا.
هذه كانت غيض من فيض ذكرياتي في عالم هذه الرياضة الرائعة الفورمولا ١، احتفظت ببعضها لعلي أشارككم إياها فيما بعد.


