الأول.. للأول

لم يكن فوز المهر «ثاندر سنو» لجودلفين بالمركز الأول في الشوط الرئيس والأغلى لكأس دبي العالمي، من بين أفضل تسعة خيول في العالم، رغم جماله وعبقريته، سوى جزء في الصورة الكبرى التي رسمتها دبي أمس الأول، وأبهرت بها العالم، وجاء فوز «ثاندر سنو» ليكافئ دانة الدنيا، ويمنحها ابتسامة قبل إسدال الستار على أهم حدث للخيول حول العالم.

ألفا متر قطعها «ثاندر سنو» حتى حقق الغاية وظفر بالكأس، لكن دبي بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تقطع كل يوم سنوات ضوئية، وهي تمضي صوب المستقبل الذي بات يسكنها ويراها جديرة به.. دبي التي كانت أمس الأول وجهة العالم وأيقونة النور في ليلة استثنائية وقف فيها الكون على أطراف أصابعه، حتى جاء فوز جواد جودلفين، ليكون بمثابة دلالة على أن المركز الأول، إنما هو للأول إبداعاً وفكراً وعملاً.. لمن أطلق الأفكار من عنانها وحررها من أسر الاعتياد.. لمن يرافقه الإبهار، حتى بات الاستثناء هو بداية الأعمال ومنتهاها.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كتب في تغريدة له أمس الأول بعد فوز «ثاندر سنو» وبعد أن هنأ الإمارات على الفوز المستحق، أن دولة بسرعة الإمارات تستحق هذا الحدث، وهي عبارة موحية للغاية، فالإمارات في سعيها صوب النهضة والغد باتت تسابق نفسها، فلا يوجد حولنا في الكون من يمضي صوب الأمنيات مثلنا، والسباق في دبي لم يعد يوماً واحداً.. لم يعد ليلة الكأس.. لكنها - كما الإمارات - تسابق على الدوام وتمضي إلى غاياتها كل يوم.

في كل نسخة لكأس دبي العالمي، أتوقع أن أشاهد ذات التفاصيل أو أكثر قليلاً.. أن تمضي الأمور كما اعتدنا أو تتغير بعض الشيء.. أن تكون الطقوس كما على سجيتها خاصة أن البطولة وصلت إلى نسختها الثالثة والعشرين، لكن دبي لا تقبل الاعتياد، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لا يرضى بالتكرار ولا يرضيه سوى الإبهار، ولذا جاءت النسخة الأخيرة وكأنها جديدة في كل شيء، وعلى إيقاع صخب أكثر من 60 ألفاً احتشدوا في ميدان، كان الاحتفال أولاً بمن صنع الأحلام ومن لا يعرف سوى المركز الأول فاستحق الصدارة في ليلة لا تنسى.

شكراً سيدي على ما منحتنا إياه.. شكراً أن جعلت بلدنا وجهة الدنيا ومحطة الباحثين عن الأحلام.. شكراً لأنك بيننا.

كلمة أخيرة:

المركز الأول ليس أمنية وفقط.. هو إرادة وعمل وقائد يمضي صوب السماء

نقلا عن صحيفة الأتحاد