إعلان
إعلان

ذهبية واحدة.. لا تكفي!

صبري حافظ
08 أغسطس 202104:14
41

بعد فوز هداية ملاك وسيف عيسى ببرونزيتين فى التايكوندو، اشرأبت الأعناق تجاه شاشات التلفاز لسماع خبر الفوز بذهبية أو فضية لأبطالنا فى طوكيو، أملاً فى زيادة غلة الميداليات بما يتناسب مع حجم القوة البشرية وقيمة مصرأم الدنيا. 

مرت الأيام ثقيلة حتى أحرز الثنائي، فى المصارعة محمد إبراهيم «كيشو» برونزية وزن 67 كجم،  والكاراتيه جيانا فاروق فى منافسات وزن 61، دون تحديد مباراة المركز الثالث رغم خسارتها أمام الصينية يين شياويان، ومع إسدال الستار حفظ  ماء الوجه  الثنائى فريال أشرف  بذهبية الكاراتيه،  وأحمد الجندى  بفضية الخماسى الحديث.   

مشاركات لاعبينا فى الدورة الحالية بطوكيو- رغم الميداليات الست، كشفت سلبيات عديدة «وهو عدد قليل مقارنة بالأبطال المشاركين من ناحية، ووجود منافسات كنا فيها قادرين على تحقيق المزيد من الميداليات رغم تواضع المنافسين لم نستغل الضعف لأسباب عديدة منها ضعف التجهيز الفنى والبدنى من جانب والنفسى من جانب آخر، والأخير كشف أن اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية أخطأت كثيراً فى توفير الإعداد النفسى للاعبينا وبعضهم شارك «كمالة عدد» وغياب التجهيز المثالى والتخطيط الجيد طوال أربع سنوات.  

وأبرز المواقف التى أثارت دهشتى واستيائى فى نفس الوقت  مشهد المصارع ضياء جودة حيث تراجع سريعاً فى الدقائق الأخيرة من عمر المباراة،  وخسر 2/7.  

لم يكتف بالخسارة، وقبل نهاية المباراة بدقيقة تقريباً جلس وارتمى أرضاً باكياً حزيناً فى حالة انهيار بسبب ضياع حلم سنوات فى عدة دقائق، لدرجة  أن منافسه الصينى زيوى دينيج تعاطف معه، وحاول مساعدته فى الوقوف فى شكل مخز ربما يظهر لأول مرة فى منافسات الدورة الأولمبية على مدار تاريخها أو فى فعاليات المصارعة خاصة!  

سبب انهياره ببساطة بهذه الدرجة وفى الدقائق الأخيرة ليس فقط لأن منافسه أقوى منه ولا لضياع الحلم سريعاً، وإنما لضعف الإعداد النفسى وغياب المُعد للبطل معنوياً لإبعاد أى ضغوط تحاصره.  

كم من أبطال وصلوا لأعلى درجات المهارة وقلل من  حصدهم البطولات تراجع الثبات النفسى والانفعالى منذ الصغر وغياب المتخصص نفسياً، الذى لا يقل بأى حال من الأحوال عن التأهيل الفنى والبدنى.  

وأبرز السلبيات فى الدورة، ضعف الطموح رغم أننا منذ تسعينات القرن الماضى وبعد كل دورة  ندرس الأخطاء ونعقد الجلسات الاستماعية وتظل النتائج حبيسة الأدراج دون توسيع قاعدة الأبطال ووضع الخطط السليمة لزيادة حصيلة الميداليات خاصة الذهب والفضة، وبات حصول البطل على  البرونز هو نهاية ما يصبو اليه، للفوز باللقب الأولمبى ومكافأة الميدالية!  

 كان يقينى أن الرؤية اختلفت مع زيادة الدعم وتكرار الرئيس السيسى وتفعيله لمبدأ العالمية إنتاجاً وتصنيعاً وجودة ورمى التمثيل المشرف  والمحلية فى مذبلة التاريخ بما يتناسب مع مكانة الشعب المصرى العظيم وهذا لن يتحقق بدون تجديد الدماء بقيادات جديدة فى اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية، تعيد صياغة الرياضة من جديدة ووضعها فى مكانها المناسب على الخريطة العالمية، وبدون أشخاص قادرين على تنفيذ أفكار واعدة سنصرف ما فى جعبتنا دون الفوز بعد وافر من الميداليات خاصة الذهب..! ويكفى أننا رغم الميداليات الست لم نسجل ضمن قائمة الخمسين الأفضل عالمياً!


** نقلا عن صحيفة الوفد المصرية

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان