
بدأ ليفربول استعداداته للموسم الجديد 2023-2024 بتحضيرات بدنية قاسية غاب عنها أيقونة الريدز، الإنجليزي المخضرم جيمس ميلنر.
واعتاد المدير الفني الألماني يورجن كلوب تحديد مستوى تحمل اللاعبين بدنيا قبيل انطلاق الموسم، فيما يعرف بـ "اختبار اللاكتات".
وينشر كووورة سلسلة ثقافية بعنوان "بُعدٌ ثالث" نبحر فيها في جوانب عدة تظهر التأثير العميق لكرة القدم في كل جوانب الحياة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، والتعليمية، والصحية، وغيرها.
وسنخصص الحلقة الثانية للإجابة على سؤال: ما هو اختبار اللاكتات؟
ويمكنكم الاطلاع على الحلقة الأولى (هنا).
قبل أيام استقبل ليفربول الفوج الأول من لاعبيه، أولئك الذين لم يشارك أي منهم في المباريات الدولية خلال الصيف الجاري.
وتخصص الأيام الأولى من فترات التحضير للاختبارات البدنية قبل دمج العمل بالكرة تدريجيا وصولا للجاهزية الكاملة مع انطلاق صافرة أولى مباريات الموسم.
قدم ليفربول أداء رديئا في الموسم الماضي، إذ كانت بدايته مخالفة للمعتاد حتى في الاختبارات التحضيرية أيضا فبدلا من الاكتفاء باختبار اللاكتات المعتاد "المرعب" للاعبي الريدز، أرفقه بآخر يعرف اختصارا بـ FeNO.
ووفقا للموقع الرسمي لهيئة الخدمات الصحية البريطانية "NHS" فاختبار "الزفير الجزئي" FeNO يراقب صحة التنفس بقياس مستويات أكسيد النيتريك في الجهاز التنفسي.
اختبار اللاكتات
وفقا لشركة الرعاية الصحية الألمانية EKF التي توفر معدات الاختبار للنادي الإنجليزي، فمنذ تعيينه مدربا لليفربول في عام 2015 يحرص يورجن كلوب على إخضاع لاعبي الريدز لـ "اختبار اللاكتات" القاسي.
ويكلَّف اللاعبون بالركض حول الملعب في مجموعات من خلال حصص متتابعة، في نهاية كل منها تؤخذ منهم عينات دم من شحمة الأذن لاختبار مستويات حمض اللاكتيك.
وفي حال أثبت الفحص وصول أي لاعب لمستوى حمضي مرتفع يستبعد ثم يدخل الباقون في حصص ركض أخرى حتى يبقى لاعب واحد فقط يكون الأعلى قدرة ولياقة بدنية بينهم لعدم وصوله إلى ما يعرف بـ "عتبة اللاكتات"، أي أعلى مستوى من الحمض في الدم.
وبتجاوز "عتبة اللاكتات" يبدأ حمض اللاكتيك في التراكم في عضلاتك أسرع من قدرة الجسم على التخلص منه ما يؤدي في النهاية إلى الإرهاق.
يمكن القول إن اختبار اللاكتات هو مؤشر يستخدمه علماء الرياضة والمدربون لتقييم التدريبات وتصنيف الرياضيين أثناء تطبيق قياسات اللياقة البدنية.
لكن في الوقت نفسه، تبقى "اللاكتات" منتجات ثانوية تساعد على توفير الطاقة أثناء الأنشطة المكثفة، ولا تعد سببا للوصول إلى مرحلة التعب، لكنها ترتبط بنسبة ما بالتدهور البدني، ما يجعلها مؤشرا حيويا للأداء.
ويستخدم اختبار عتبة اللاكتات لتحسين المستوى البدني للرياضيين وجعلهم أقوى وأسرع خلال الموسم وعلى المدى الطويل.
تاج السنوات السبع!
منذ انتقاله إلى ليفربول قادما من مانشستر سيتي في صيف 2015، كان ميلنر الملك المتوج باختبارات اللاكتات على مدار 7 سنوات، فأحرج كل اللاعبين الأصغر منه عمرا، على غرار اختبارات الموسم الماضي التي انتصر فيها (بعمر36 عاما) على جو جوميز، آخر من تبقى في سباق الركض ضد ميلنر علما بأن الأخير يكبر جوميز بـ 11 عاما.
يقول بول ويبستر مختص العلاج الطبيعي السابق في نادي مانشستر سيتي لصحيفة "ذا صن": "لقد شاهدت ميلنر (في إحدى المباريات) ضد تشيلسي، وكان أحد أقوى اللاعبين بدنيا في الفريقين".
وتابع: "يبدو أصغر من عمره ولائقا (بدنيا) للغاية، ربما لا يحتوي جسمه إلا على نسبة دهون تبلغ 8% فقط أو أقل".
وبين: "إنه يشبه نوعا ما كريستيانو رونالدو من الناحية البدنية، لم أعمل من قبل مع رونالدو لكني أعرف عدة لاعبين يمنحونك الانطباع نفسه بشأن قدرتهم البدنية".
ورحل ميلنر "37 عاما" عن ملعب آنفيلد هذا الصيف بعدما خاض 331 مباراة، وفاز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا وكأس الرابطة.
الفتى المريض!
يتذكر الإسكتلندي أندي روبرتسون اختبار اللاكتات الأول له في ليفربول، إذ يقول: "أتذكر أننا كنا ستة أو سبعة لاعبين فقط لأننا كنا في بداية التحضير للموسم".
وأضاف: "كان علينا إجراء اختبار اللاكتات الذي يحبه الألمان، وتوجب علينا الاستمرار في الركض لأقصى حد ممكن، كنت أجري بجوار داني إنجز في الخلف. شعرت بتعب شديد بدنيا".
وأوضح: "وضعوا أعمدة حول الملعب وكان علينا الوصول لها مع كل صافرة، وتزداد السرعة تدريجيا وصولا لأعلى مستوى ممكن".
وأردف: "استغرقت بعدها يومين للتعافي ولم أتناول الطعام، بعدما تقيأت خلال الاختبارات، لقد فقدت تركيزي وكنت مجهدا للغاية".
وواصل: "لم يكن المدرب كلوب حاضرا، وبعد 3 أيام تقابلنا وقدم إليّ نفسه، لكنه ناداني بالسيد (الفتى المريض)".
صلاح.. بطل جديد
توج المدرب يورجن كلوب النجم المصري محمد صلاح بسباق تحضيرات الموسم المقبل (2023-2024)، وجاء من بعده الوافد الجديد، القادم من نادي لايبزيج، المجري دومينيك سوبوسلاي.
وقطع صلاح "31 عاما" مسافة 7 كيلومترات (ركض دون توقف) في 29 دقيقة و46 ثانية.
وكان ميلنر قد سجل في آخر اختبار له وهو بعمر 35 عاما مطلع موسم 2022-23، مسافة 8.53 كم في 34 دقيقة.
ويجب وضع نتائج هذا الاختبار في ظروفه الطبيعية من حيث الأجواء الحارة الحالية وعودة اللاعبين من الإجازات في حالة ركود بدني، إضافة للأعمار المختلفة.
ولتوضيح الصورة بشكل أكبر فإن الرقم القياسي العالمي للعدو مسافة 5 كم مسجل باسم العداء الأوغندي جوشوا كيبتيجي بزمن 12:35:36 دقيقة.
ولا يعد هذا الاختبار حكرا على ليفربول إذ يعتمد عليه في رياضات مختلفة وفي عدد من فرق كرة القدم حول العالم.
وقد نشر اتحاد جدة قبل أيام صورا للاعبيه بينهم الفرنسي كريم بنزيما والفرنسي نجولو كانتي، وهم يجرون الاختبار نفسه.





