كولونيا .. مدينة كرة القدم والمهرجانات الالمانية

"مرحبا بكم في كولونيا .. مرحبا بكم في أجمل مدينة بألمانيا" .. هذه العبارة تردد في كل مباراة كرة قدم بمدينة كولونيا الالمانية قبل إطلاق صفارة البداية.

وقبل أن تنتهي الكلمات الاخيرة الخارجة من مكبرات الصوت باستاد كولونيا تكون الهتافات الصاخبة لالاف الجماهير قد غطت على هذه الكلمات بينما تنتظر خروج النجم لوكاس بودولسكي وبقية زملائه بفريق كولون.

وتزداد ثورة حماس الجماهير عندما يخرج المزارع فيلهيلم شافير إلى أرض الملعب يقود هينِّس السابع - تميمة حظ فريق كولون التي تحييها الجماهير الموجودة بالمدرجات كما لو كانت هذه العنزة إمبراطورا رومانيا يزور مستعمرته الرئيسية شمال جبال الالب.

ويقول أحد رجال المدينة (كويلنر بالالمانية) ويدعى توماس "عندما ولد ابني أردت أن أسميه هينِّس
ولكنني أذعنت لرغبة زوجتي". وينفجر توماس في الضحك مضيفا "ولكن لا يهم. فقد كان اسم هينِّس من أول الكلمات التي علمتها له".

فعندما يزيد حب أي كويلنر لكرة القدم تؤثر عليه من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه. وعندما يحين موعد المهرجان الترفيهي بالمدينة أحيانا ينسى المرء أين وضع رأسه.

ومازالت كرة القدم والمهرجانات الترفيهية هما عنصري الشغف الجماهيري للملايين من سكان مدينة كولونيا الرائعة التي تقع على ضفاف نهر الراين.

وكانت مدينة كولونيا القديمة محظوظة بشهادتها لميلاد أجريبينا زوجة الامبراطور الروماني الشهير يوليوس قيصر والتي منحتها وضع المدينة في العام الخمسين قبل الميلاد.

ويوثق المعرض الدائم بالمتحف الروماني الالماني الموجود على مسافة بضعة أمتار من كاتدرائية كولونيا الشهيرة تاريخ المدينة من لحظات أوجها وحتى العصور الوسطى.

فقد كانت هذه العصور الوسطى بالتأكيد هي ما أورث كولونيا الرمز الذي يميزها في كل أنحاء العالم الان .. كاتدرائية المدينة بطرازها القوطي والتي استغرق بنائها ما لا يقل عن 632 عاما.

ومازالت كولونيا معقل الكاثوليكية في ألمانيا. وبالنسبة لسكان كولونيا الاصليين أحيانا تحمل كلمات قساوستها أهمية ووزنا يفوق كلمات عمدة المدينة. الا أن هذا لا يمنع أهالي كولونيا من تمثيل الاشكال الفكاهية عن الكنيسة والسياسة فوق المنصات المتحركة عندما يأتي موعد المهرجان - "الموسم الخامس بالعام".

ومن أبرز خصائص أهالي كولونيا - مهد صناعة العطور - وأكثرها تقليدية روح المرح والتواصل. وتصف كلمة "كويلش" كل ما يمكن أن يميز كولونيا.

لهذا السبب تحولت عبارة "كويلنش فاسر" إلى "أو دو كولون" (أو ماء عطر). كما يطلق ببساطة على اسم البيرة المحلية للمدينة اسم "كويلش". ومن أفضل الاماكن التي يمكن تذوق البيرة المحلية بها حانة تسمى "شتيفيل" تعرض مباريات كرة القدم على الهواء مباشرة.

وتكتظ المدينة القديمة بالحانات ومصانع البيرة. وعادة ما يطلب مع بيرة "كويلش" وجبة خفيفة تقليدية تسمى "هالفه هان" وهي عبارة عن لفافة خبز مع شريحة جبن وبصل وخردل.

وربما يجب على زائر مدينة كولونيا أيضا أن يجرب رقائق البطاطس (أو أصابع البطاطس المقلية) من عربة السجق أمام المحطة المركزية قبل زيارة متحف الشيكولاتة والمتحف الالماني للرياضة والالعاب الاوليمبية – وكل منهما يطل على نهر الراين.

وقد يشعر العديد من الامريكيين الجنوبيين على وجه الخصوص أنهم في موطنهم بكولونيا. فلا يوجد العديد من المدن الالمانية الاخرى التي يعبر فيها الناس الشوارع بمنتهى الثقة برغم أن إشارة المارة تكون حمراء.

ويقول توماس والابتسامة تعلو وجهه "نحب أن نفعل ما نريده وقتما نريد. فمن يولد منا في كولونيا ويريد الانتقال لاحقا دائما ما يعاني من حنين شديد إلى الوطن".

لكل ذلك لا يشك أهالي أقدم المدن الالمانية في أن مدينتهم ليست الاجمل وحسب وإنما الافضل أيضا.

DPA
DPA