إعلان
إعلان

ستاد بورسعيد: قصة عشق خالدة بدأت بالشهادة واختتمت بالهدم

أحمد وجيه
13 مايو 202010:21
إستاد النادي المصري

فور إعلان وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي عن هدم استاد النادي المصري بعدما أصبح معرضا للسقوط، والكشف عن خطط تطوير المنطقة بالكامل ليصبح ملعبًا متعدد الأغراض جعل الجميع داخل مدينة بورسعيد، تبرز هناك تساؤلات حول مصير الاستاد الذي ارتبط أسمه بتاريخ حافل مع أبناء المدينة الباسلة.

كما يعد استاد المصري هو أحد المنشآت التاريخية ببورسعيد، خاصة أنه تم وضع حجر الأساس له في عهد  الزعيم جمال عبد الناصر عام 1955، أي قبل الانتصار على العدوان الثلاثي على مدينة بورسعيد عام 1956، ولذلك ارتبط استاد بورسعيد بتاريخ مع ابناء مدينة بورسعيد.

كووورة يرصد في التقرير التالي قصة إنشاء استاد المصري وأزماته.

قصة البناء

كثرت مطالب أهالي مدينة بورسعيد ومجلس المصري ، بضرورة إنشاء ستاد يليق بناديهم  ويكون بمثابة البيت الكبير الذي يجمعهم، نظرا لعدم تحمل ناديهم القديم، وهو نادي الشبان المسلمين حاليا، سعة الجماهير، ومثله نادي بورفؤاد الذي استضاف مباريات المصري لفترة ولكن لم بتحمل أيضا الضغط الجماهيري.

وجاءت فكرة إنشاء ستاد النادي المصري، والتي أصبحت فيما بعد ملحمة حب حقيقية تثبت للجميع مدى عشق وانتماء جماهير المصري لناديهم، وبالضغط الجماهيري من الجميع، خصصت المحافظة قطعة أرض كبيرة تطل على البحر مباشرة لهذا الغرض.

وبمجرد الإعلان عن تخصيص الأرض تسابقت جماهير المصري للمساهمة في جمع الأموال لبناء الاستاد رغم تخصيص الدولة جزء من ميزانيتها لتأسيسه، كما ساهم العديد من أعيان المدينة في التبرع لتمويل عملية إنشاء الاستاد وبعد أن نجحت الجهود الشعبية في تمويل عملية البناء، أصبح الحلم حقيقيا بأموال محبي وعشاق المصري، وتم افتتاح استاد النادي المصري في احتفال كبير شارك فيه جماهير المصري يوم 16 أكتوبر عام 1955 بواسطة البكباشي/ حسين الشافعي، مندوبا عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبحضور رئيس النادي المصري آنذاك عبد الرحمن باشا لطفي.

قائمة المتبرعين لبناء ستاد المصري 

جاءت قائمة المتبرعين لبناء ستاد المصري كالتالي: 

شركة قناة السويس (5000 جنيه) عبد الرحمن باشا لطفي (2000 جنيه)، محمد حلمي المغربي (100 جنيه)، فهمي جودة (50 جنيهًا)، السيد فقوسة واخوته (50 جنيهًا)، محمد موسى (25 جنيه)، مصطفى الزامك (25 جنيه).


بداية الأزمة 

ترجع بداية أزمة استاد النادي المصري عندما تم اختياره كأحد الاستادات التي تستضيف نهائيات كأس الأمم الافريقية بمصر 2019، ورغم البدء في العمل لتطوير الاستاد، إلا أن اللجنة الهندسية المكونه من جامعة القاهرة وجامعة بورسعيد والأسكندرية والهيئة الهندسية قاموا بمعاينة الاستاد وتأكدوا  من وجود شرخ في المدرج البحري، وهو ما يصعب استقبال جماهير في هذا المدرج، وهو ما دفع اللجنة المشرفة على بطولة الأمم الأفريقية لاستبعاد استاد بورسعيد من استضافة مباريات البطولة، على الرغم من ان نفس الاستاد استقبل مباريات النادي المصري بالكونفيدرالية وبحضور جماهيري يقرب من 20 الف متفرج.

وعود بالتطوير 

حصل مسؤولو النادي المصري على وعود بتطوير الاستاد منذ استبعاده من استضافة بطولة الأمم الأفريقية في مارس 2019، حيث أكد سمير حلبية من قبل أن الاستاد سيتم  تطويره بالتعاون بين وزارة الشباب والرياضة ومحافظة بورسعيد.

كما أعلن مسؤولو المصري أيضا عن وجود اقتراح بطرح عملية تطوير استاد بورسعيد للمستثمرين وهو ما اعترض عليه عضو مجلس النواب أحمد فرغلي.

واكد فرغلي في تصريحات سابقة لـ كووورة، أنه تقدم بطلب إحاطة لرئيس الوزراء بعد شعوره بأن المقصود بما حدث هو هدم استاد بورسعيد وهذا الأمر لن يسمح به.

قرار الهدم

وجائت تصريحات الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة مؤخرا بقرار هدم استاد بورسعيد نظرا لان كل جدرانه آيلة للسقوط.

وأوضح ان تم الاتفاق على هدم الاستاد وتطوير المنطقة بالكامل ليصبح ملعبا متعدد الأغراض.

أحداث تاريخية 

شهد ستاد النادي المصري العديد من الأحداث الهامة التي مرت ببورسعيد منذ انشائه، فقد دُفن في ثراه شهداء العدوان الثلاثي على بورسعيد عام 1956 قبل أن يتم نقل رفاتهم عقب نهاية العدوان إلى مقابر الشهداء.

كما كان شاهداً كذلك على الزيارات السنوية التي كان يقوم بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لبورسعيد احتفالاً بذكرى الانتصار على العدوان الثلاثي، كما كان الاستاد شاهدا كذلك على عدوان 1967، وحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر المجيدة وهي الحروب التي ألقت بظلالها على الاستاد، حيث تسببت في تدمير مدرجه البحري، ليتم إعادة بنائه فور العودة من التهجير، لذا فإن ستاد المصري يُعد رمزا تاريخيا في وجدان مشجعي المصري وعشاقه.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان