
شهد عام 2000 تطورا كبيرا في عالم كرة القدم اللبنانية، حيث تشجع رجال الأعمال للدخول في مجال الرياضة من أبوابها العريضة.
لكن تجربة طه قليلات، رجل الأعمال المعروف، مع نادي أولمبيك بيروت، كانت مثيرة ومتوجة بالألقاب، رغم قصرها، وكان أبرز تصريحات قليلات بوجه رؤساء الأندية: "تعلموا كيف تصنع البطولات".
ويرصد كووورة، قصة نجاح هذا النادي ومن ثم نهايته السريعة في أقل من 5 سنوات:
البدايات
اشترى طه قليلات رخصة نادي المجد الرياضي عام 2000، والذي كان يومها يصارع للبقاء بين أندية الدرجة الثانية.
وأحضر قليلات عددا غير قليل من اللاعبين المعروفين في أندية الدرجة الأولى، للصعود بناديه "أولمبيك بيروت" من دوري المظاليم إلى الأضواء.
وكانت مباراته مع منافسه المباشر نادي الاجتماعي طرابلس، سببا في تصدره المجموعة وصعوده إلى الدرجة الأولى، رغم شكوى رفعها النادي الاجتماعي حول تلاعب في نتيجة المباراة.
وأحرز أولمبيك بعدها بطولة الدرجة الثانية، بفوزه على متصدر المجموعة الثانية، مع تأهل الفريقين يصعدان إلى الدرجة الأعلى.

الموسم الأول في الأضواء
بدأت صدمة الجماهير ورجال الصحافة من صفقات أولمبيك تحضيرا لموسم 2002-2003، حيث أعلن قليلات في عدة مؤتمرات صحفية أن هدف ليس الدوري اللبناني فقط، بل المنافسة على البطولات الآسيوية، كما أجرى معسكرا مغلقا في البرازيل.
رصد قليلات نحو 7 ملايين دولار، وهي أكبر ميزانية وضعت لناد في تاريخ الكرة اللبنانية حتى يومنا هذا.
وبدأ بإبرام الصفقات الكبيرة، فجلب نجم منتخب جنوب إفريقيا بيار عيسى، الذي يحمل الجنسية اللبنانية، حيث دفع حوالي مليون و200 ألف دولار كأكبر صفقة في تاريخ لبنان حتى الآن، كما تعاقد مع نجوم من البرازيل بأكثر من مليون دولار، مثل إديلسون صاحب الـ900 ألف دولار.
كما تعاقد مع نخبة من نجوم لبنان، أبرزهم فيصل عنتر ويوسف محمد ويوسف بعلبكي وعباس عطوي أونيكا ونبيل بعلبكي وعماد الميري وعلي متيرك وأحمد الصقر.
واتخذ في منطقة الطريق الجديدة مقرا له، في نفس مبنى نادي الأنصار، كما أغرى قائد مشجعي الأنصار ومنتخب لبنان عصام عياد لتولي القيادة الجماهيرية لتشجيع فريقه.
الفوز بالثنائية
استطاع أولمبيك بيروت أن يفوز بلقبي الدوري والكأس موسم 2002-2003، على حساب منافسه الأبرز نادي النجمة.
وشهد تتويج النادي بلقب الدوري أجواء جماهيرية مميزة، حيث استأجر طائرة خاصة لتحوم فوق الملعب، وتلقي بمنشورات التهنئة على الجماهير.
بداية الانهيار
أعلن بنك المدينة بتاريخ 14 فبراير/شباط 2003 إفلاسه، وكان ذلك في عز المنافسة بين أولمبيك وأخصامه، حيث كان قليلات يسمع صيحات جماهير النجمة تردد "يا طه قليلات، طاروا المصريات"، ولكن هذا الإفلاس لم يؤثر على قليلات، وحقق الثنائية في نهاية الموسم.
لكن التراجع بدأ في الموسم التالي، حيث خسر طموحاته بالمنافسة الآسيوية وخرج من الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الآسيوي على يد هوم يونايتد السنغافوري (2-1)، ومن ثم خسر المنافسة على الدوري بتراجعه إلى المركز الثالث، وفاز النجمة باللقب.
واستمر أولمبيك بالتراجع في موسم "2004-2005"، حيث حل في المركز الرابع برصيد 33 نقطة، وحل النجمة في الصدارة بـ44 نقطة.
ورافق هذا التراجع، تهرب قليلات لمدة عامين من دفع مستحقات لاعبيه؛ بحجة الإفلاس، بالإضافة إلى ابتعاده عن الواجهة وتنصيب شفيق طاهر مسؤولا عن النادي.

سقوط اسمه
قبل انطلاق الموسم الكروي 2005-2006، باع قليلات رخصة النادي إلى اللاعب الدولي وقائد منتخب لبنان السابق وليد قمر الدين، بقيمة 400 ألف دولار، حيث تحول اسم النادي إلى "أولمبيك" ومن ثم "أولمبيك طرابلس"، قبل أن يصبح "طرابلس الرياضي" كما هو معروف اليوم.
وابتعد طه قليلات عن المشهد الرياضي، لكنه ما زال يُضرب به المثل "في كيفية صناعة الألقاب"، على الرغم من الانهيار السريع.


قد يعجبك أيضاً



