
مرت على الكرة اللبنانية أزمات عديدة ما بين إيقاف لأسباب خارجة عن الإرادة، ومواسم ألغيت بسبب الحروب لكنها لم تشهد أسوأ من موسم 2000-2001، الذي تحول إلى علامة سوداء في تاريخها.
ففي 23 نيسان/أبريل 2001، أصدر الاتحاد اللبناني لكرة القدم برئاسة نبيل الراعي، قرارا تاريخيا بتجريد نادي التضامن صور من لقب الدوري، وذلك على خلفية التلاعب بنتائج المباريات.
وتلى هذا القرار عاصفة من العقوبات التي أنهت مسيرة أجهزة إدارية وفنية ولاعبين، وألغت نتائج كاملة وحولت مسار اللقب، في واحدة من أعنف القرارات ربما في عالم كرة القدم.
ويرصد كووورة ضمن سلسلة أحداث تاريخية شهدتها الكرة اللبنانية، كواليس هذا الموسم الناري 2000-2001، الذي كان استثنائيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الأحد الأسود
انفجرت أزمة التلاعب لأول مرة بوضوح في تاريخ الكرة اللبنانية، حيث كان التضامن قد توج باللقب في المباراة الأخيرة التي جمعته مع نادي الهومنمن، رغم خسارته بنتيجة (6-5) لصالح الهومنمن.
وجرت هذه المباراة على ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب في جونية يوم الأحد بتاريخ 15 نيسان/أبريل 2001، حيث سمي هذا اليوم بعد ذلك بـ"الأحد الأسود".
وفجرت هذه المباراة تحديدا فضيحة التلاعب حيث كان الهدف من النتيجة الكبيرة تسجيل نجم التضامن صور هيثم زين لأكبر عدد من الأهداف لتحقيق لقب هداف الدوري إذ سجل 5 أهداف في المباراة.
في حين كان الهومنمن مهددا بالهبوط لكنه استفاد من فوزه على التضامن صور، بأهداف كل من سمير بكري (4 أهداف) وأنس صاري وعمار ريحاوي، وكذلك من نتائج المباريات الأخرى والتي أبقته ضمن دوري الدرجة الأولى.
وفرش حارس الهومنمن أحمد الصقر الطريق بالورود أمام للمنافس لتسجيل الأهداف، ورفع على أكتاف جماهير التضامن في مشهد مخزٍ.
نتائج غير منطقية
استند الاتحاد اللبناني في قراراته الرادعة، إلى وجود نتائج غير منطقية في الجولات الأخيرة للدوري حيث عرفت بعض المباريات وجود أهداف غزيرة بطريقة غير منطقية.
وأبرز هذه النتائج، كانت في مباراة شباب الساحل والإخاء الأهلي عاليه التي انتهت (10-0) لصالح الساحل وشباب الساحل والتضامن صور (0-5) لصالح الأخير والصفاء والهومنمن (0-3) لصالح الهومنمن.
بالإضافة إلى 3 مباريات أخرى وأبرزها الهومنمن والتضامن صور التي انتهت (6-5) لصالح الهومنمن.
قرارات تاريخية
ألغى الاتحاد حينها نتائج 7 أندية وأسقطها في بيان لاحق إلى دوري الدرجة الثانية وهي أندية التضامن صور، الأخاء الأهلي عاليه، شباب الساحل، الصفاء، الأهلي صيدا، السلام زغرتا والهومنمن.
كما قرر تبليغ نادي التضامن صور بإعادة كأس بطولة الدوري إلى الاتحاد في مهلة 7 أيام وتسليمه لنادي النجمة الذي استفاد من هذه القرارات بعد شطب نتائج الفرق السبعة وتصدره للبطولة برصيد 46 نقطة.
كما شطب الاتحاد إداريين من أندية التضامن صور والأخاء الأهلي عاليه والهومنمن مدى الحياة، وعلى رأسهم رئيس التضامن حينها علي أحمد.
وأوقف الاتحاد مدرب السلام زغرتا حينها ومعه 15 لاعبا من الأندية السبعة مدى الحياة.
عواقب القرارات
جاءت عواقب هذه القرارات بزلزال ضرب اتحاد الكرة، حيث عقدت تحالفات سياسية وأطاحت بمجلس اتحاد الكرة برئيسه نبيل الراعي وأمين عامه رهيف علامة وكامل الأعضاء.
وتحالف سليم دياب رئيس الأنصار السابق مع عمر غندور رئيس النجمة السابق وعلي أحمد رئيس التضامن وأنطوان شويري رئيس الحكمة، وقدموا طعونا بالجملة إلى سيبوه هوفنانيان وزير الشباب والرياضة آنذاك، الذي بدوره حلّ الاتحاد اللبناني وشكل لجنة مؤقتة لتشكيل اتحاد جديد.
وجوبهت قرارات الاتحاد بمظاهرات كبيرة وسط تجميد كل القطاعات الاقتصادية في مدينة صور واضطرابات شاملة ورفع لافتات تنديد بالاتحاد.
كما استفادت الجهات السياسية من هذه المظاهرات وألقت كلمات نارية لرفض قرارات الاتحاد والإطاحة به.
كلمة النهاية
وبعد هذه الانتخابات، أسقطت جميع القرارات السابقة وتم إلغاء الموسم الكروي 2000-2001 مع الاعتراف بلقب كأس لبنان الذي أحرزه التضامن صور على حساب الأنصار.
وكان النجمة قد رفض وقتها تنصيبه بطلا للموسم وتنازل عن اللقب معتبرًا أنه غير شرعي.
في حين ارتقى فريقان من دوري الدرجة الثانية، وأقيمت البطولة لموسم 2001-2002 بنظام مختلف في ظل وجود 14 فريقا ومربع ذهبي، ليفوز النجمة باللقب فيما بعد.
قد يعجبك أيضاً



