Reutersيخشى ليفربول هذه الأيام، ضياع فرصة الفوز بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى منذ عام 1990، وذلك بعدما تخلى عن الصدارة في الجولة الأخيرة، بفارق نقطة واحدة وراء حامل اللقب مانشستر سيتي.
وفقد ليفربول 11 نقطة من 27 ممكنة في آخر 9 مباريات بالمسابقة، وهو ما يدل على وجود مشكلة فنية في أداء الفريق، لا سيما وأنه نزف 6 نقاط فقط في أول 20 مباراة.
ثبات دفاعي
عدم تلقي أي هدف في 5 مباريات متتالية، يعني أن دفاع ليفربول في مأمن من المشاكل بقيادة المدافع الهولندي العملاق فيرجيل فان دايك، كما أن الحارس البرازيلي أليسون بيكر حافظ على نظافة شباكه 17 مباراة في الدوري هذا الموسم، وهو ما يقودنا لاستنتاج مهم يفيد بأن المعضلة كامنة في خط المقدمة.
وانخفض معدل تسجيل هداف الفريق محمد صلاح في الآونة الأخيرة، والأمر نفسه ينطبق على المهاجم الصريح روبرتو فيرمينو منذ بداية الموسم، إلا أن الحقيقة أبعد من ذلك بكثير، حيث يفتقد الـ"ريدز" للأفكار الخلاقة في صناعة الألعاب، في ظل تواصل اعتماده على طريقة اللعب 4-3-3.
ضعف الإمداد
يدرك المدرب يورجن كلوب، أن هذه المشكلة تؤثر كثيرًا على أداء مهاجميه، لا سيما وأنه لا يملك في خط وسطه لاعبًا صاحب نزعة هجومية، قادرًا على تموين المهاجمين بالكرات الخالصة، إضافة إلى القيام بدور قيادي في تنظيم الألعاب الهجومية.
ولا يبدو كلوب متحمسا للجوء إلى طريقة اللعب 4-2-3-1 والتي من شأنها زيادة الفاعلية الهجومية، مع إشراك السويسري شيردان شاكيري، بين الجناحين ووراء رأس الحربة، لتبقى المشكلة دائرة، في ظل اكتفاء لاعبي وسط ليفربول بتسجيل 6 أهداف فقط منذ بداية الموسم.
الورقة المهدرة
ربما صار الوقت متأخرًا بعض الشيء لعلاج جذري لهذه المشكلة، وما يزيد الطين بلة، أن واحدا من اللاعبين الذين تخلى عنهم كلوب في الموسمين الأخيرين، يقدم هذه الآونة أداءً مميزًا في الدور المفقود لدى ليفربول.
إنه ماركو جروييتش الذي يلعب معارًا هذه الأيام مع هرتا برلين، حيث قدم اللاعب الصربي أداءً مميزا في البوندسليجا خلال شباط / فبراير الماضي، ما رشحه للمنافسة على جائزة أفضل لاعب صاعد في المسابقة.
يبلغ جروييتش من العمر 22 عاما، وهو الذي انتقل للفريق خلال عام 2016 قادما من رد ستار بلجراد، لكنه لعب 8 مباريات فقط في البريميرليج، ولعب على سبيل الإعارة الموسم الماضي مع كارديف سيتي في الدرجة الأولى (تشامبيونشيب).
يُطلق عليه في بلاده تسمية "ماتيتش الجديد"، نظرًا للسمات البدنية المشابهة للاعب مانشستر يونايتد نيمانيا ماتيتش، لكنه مختلف كثيرًا عن زميله في المنتخب الصربي، حيث يمتلك نزعة هجومية أكبر ومهارات فنية رفيعة، وسيطرة مريحة على الكرات رغم طوله الفارع (191 سم).
خطيئة كلوب
الإشادات تنهال على جروييتش من كل حدب وصوب، وقال عنه مدربه في هرتا برلين بال دارداي: "أنا في هرتا منذ 22 عاما، ما سأقوله الآن ليس بقصد إهانة أحد، لكن ماركو حتى الآن أفضل لاعب وسط رأيته في النادي، أفضل بكثير مما كنت عليه، أكثر تهديدًا على المرمى، يستطيع اللعب في أي مكان بوسط الميدان".
كان كلوب مُدركًا لافتقاده في التشكيلة للاعب من طينة جورييتش، الذي يستطيع الاستحواذ على الكرة والتسديد من خارج منطقة الجزاء، تمامًا كما كان يفعل قائد الفريق السابق ستيفين جيرارد.
والأهم منذ ذلك، أن المدرب الألماني كان يعرف أن لاعب الوسط صاحب التأثير الهجومي أليكس أوكسلايد-تشامبرلين، لن يلعب هذا الموسم حتى نهاية الشهر الحالي على أقل تقدير بسبب الإصابة.
وبكلمات أكثر وضوحًا، فإن كلوب فرط بفرصة كانت متاحة بين يديه، لتفادي معاناة ألحقت ضررًا شديدًا بفريقه في الأسابيع الأخيرة.
واستمرار تألق جروييتش في البوندسليجا، يضع المدرب الألماني في موقف حرج، وفي كل الأحوال فإن استمرار إعارة اللاعب الصربي خلال الموسم المقبل، ستكون بمثابة خطأ لا يغتفر.
قد يعجبك أيضاً


