
يحتضن ملعب مجمع فؤاد شهاب في جونية حدثاً تاريخياً، السبت المقبل، حيث سيحتشد في مدرجاته الآلاف لمشاهدة نجوم كرة القدم العالمية يواجهون نجوم الكرة اللبنانية، في "لقاء الأساطير"، الذي سيخوضه نخبة من اللاعبين السابقين مثل روبرتو كارلوس ودافيد تريزيجيه وبول سكولز وكارليس بويول ولويس فيجو، ومن الجانب اللبناني رضا عنتر وجمال طه وعباس عطوي وزياد الصمد وغيرهم.
وسلطت هذه المباراة التاريخية الأضواء على الملعب الساحلي الرائع الموجود وسط أجواء ومناظر طبيعية خلابة في إحدى أجمل المدن اللبنانية.
ويعود تاريخ تأسيس ملعب جونية إلى مطلع الستينات، بمبادرة من الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب، الذي أمر بإنشاء الملعب في مدينته.
وفي سنة سنة 1959، وفي بداية عهده الرئاسي، كلف شهاب المهندس الفرنسي ايكوشار بوضع مخطط تنظيمي لإنماء جونيه، بعدما كان هذا الأخير قد وضع المخطط التوجيهي العام لمدينتي بيروت ودمشق، ولحظ مخطط جونيه، إقامة ملاعب رياضية تلبي حاجات المدينة.
وعام 1964، أبصر المجمع الحالي النور تحت اسم "ملعب جونيه البلدي"، وتألف من ملاعب خارجية تضمّ ملعباً بقياسات قانونية لممارسة لعبة كرة القدم، محاطاً بمضمار أولمبي لألعاب القوى وسباقات الجري وغيرها، وعلى جانبه الغربي أقيم مدرجاً مسقوفاً يتسع لحوالي 7500 متفرج.
أما الملاعب الداخلية المقفلة فتحتوي على صالة لألعاب كرة السلة والطائرة، مؤلفة من مدرجين يتسعان لنحو 2000 متفرج جلوساً و3500 متفرج وقوفاً، بالإضافة إلى غرف تبديل الملابس ودور المياه الخاصة بالرياضيين والمشاهدين. ويتبع المجمع ساحات ومواقف خاصة لسيارات المتفرجين تتسع لما يزيد على ألفي سيارة.
واللافت أن شهاب ربط الملعب مباشرة بوزارة المالية، وشكل لجنة لإدارته من شخصيات بارزة في المدينة.
واعتمدت ملاعب المجمع، في بطولات وطنية وعربية ودولية، وشهدت ساحاته وملاعبه احتفالات فنية وموسيقية واستعراضية ومدرسية، وعرف مهرجانات جماهيرية حاشدة في مناسبات مختلفة، كما استعمل خلال الحرب كمهبط لطائرات الهليكوبتر للجيش اللبناني.
وبعد الحرب الأهلية في لبنان، بادرت بلدية جونية، برئاسة حنا البستاني، إلى إعادة تأهيل الملعب بعد إخلائه من الجيش.
وفي هذه الفترة، بادرت مجموعة من الشخصيات والفعاليات الكسروانية، على رأسها الوزير السابق جورج فرام، إلى رفع شكوى لمجلس شورى الدولة من أجل استعادة إدارة الملعب ومرافقه من وزارة المالية. وقام المحاميان نهاد نوفل وشوقي بويز برفع الشكوى لمجلس شورى الدولة، الذي قام بمطالعة قانونية، قرر على إثرها إعادة إدارة الملعب إلى بلدية جونية، وذلك في أواخر التسعينات.
عرف مجمع فؤاد شهاب انطلاقته الثانية سنة 1994 مع قيام لجنة تكريم فؤاد شهاب بمبادرة من الوزير جورج إفرام، باطلاق اسم الرئيس الراحل على المجمع.
وأصدر المجلس البلدي، برئاسة عادل بو كرم، نظاماً خاصاً للمجمع، وصدق من وزارة الداخلية، ثم تقدم المجلس البلدي، الذي ترأسه، جوان حبيش في العام 2006 بطلب مساعدة من وزارة الشباب والرياضة لتحسين وضع المنشآت في الملعب. وبعد حصولها عليها، جرى تأهيل وزراعة أرض الملعب بالعشب الصناعي وتأهيل مقاعده وأعمدة الإنارة وساحته الخارجية.
ولا يستضيف الملعب كثيراً من مباريات الدوري اللبناني، لغياب أندية المنطقة عن "دوري الأضواء"، لكنه ينشط في مباريات الناشئين والأكاديمية المزدهرة مؤخراً في لبنان.
ومؤخراً أصدر وزير الشباب والرياضة الحالي عبد المطلب الحناوي قراراً بزيادة حارتين على مضمار ألعاب القوى، لتصبح مواصفات هذا المضمار دولية، على أن يبدأ العمل قريباً في تأهيل المضمار.
لماذا جونية ؟
وعن اختيار ملعب جونية لاستضافة الحدث يقول المسؤول الإعلامي لمهرجان الأساطير شربل كريم، إن
الاتصالات أجريت بعدد من المسؤولين عن ملاعب أخرى قبل اختيار جونية، ولكن الظروف لم تكن مهيأة لمشاركتها في الحدث، إذ كان استاد المدينة الرياضية خارج الخدمة عند ولادة فكرة إقامة المهرجان، فيما ملعب برج حمود غير صالح لإقامة مباراة من هذا النوع، أما ملعب بيروت البلدي، فيفتقد إلى مواقف للسيارات.
أضاف كريم: "عند الاتصال ببلدية جونية المسؤولة عن الملعب وطرح الموضوع عليها، أبدت الأخيرة تجاوباً مباشراً مع الفكرة، مؤكدة استعدادها لتقديم أي تسهيلات تساهم في إنجاح الحدث، واعتبرت ان له انعاكسات سياحية واقتصادية ستساهم في إنعاش المدينة الكسروانية الساحلية".
وأشار كريم إلى أن الملعب يتميز بموقعه وسط منظر طبيعية خلابة، وبسهولة الوصول إليه، فضلاً عن وجود مواقف فيه للسيارات، وسلامته أمنياً، فضلاً عن توفر عدد كبير من المطاعم والفنادق القريبة من الملعب.
ولفت كريم إلى أن الشركة المنظمة اختارت إقامة المباراة في نصف الملعب فقط، من أجل مساعدة النجوم على تقديم الأفضل، وإتاحد الفرصة للمشاهدين من أجل مشاهدة نجومهم المحببين عن قرب والتفاعل معهم، وذلك بعد أن استحدثت مدرجات خاصة بالحدث".
استعدادات متواصلة
تحّول مجمع فؤاد شهاب، مؤخراً، إلى خليّة نحل تعمل ليلاً ونهاراً من أجل تجهيز الملعب بشكل يتناسب مع الحدث الكبير الذي يقام بمبادرة من شركة "ارابيكا سبورت".
وتتسارع وتيرة الاستعدادات لإقامة المباراة الاستعراضية المهمة التي ستجمع بين فريق نجوم العالم وكوكبة من النجوم اللبنانيين. ويتركز العمل على بناء المدرجات الاضافية لكي تتلاقى القدرة الاستيعابية للملعب مع حجم البطاقات التي تم بيعها، والتي وصلت نسبتها إلى 80 في المئة من مجموع البطاقات المطروحة للبيع، وذلك قبل أيام قليلة على إقامة لقاء الأساطير والنجوم الأجانب والمحليين.
وتمّ وضع اللمسات الاخيرة على عملية رسم المدرجات التي ستضع القادمين لمتابعة المباراة على مسافة قريبة جداً من النجوم المتواجدين على أرض الملعب، وقد وزعت المقاعد بحسب فئات البطاقات التي شارفت النفاذ.
كذلك، تم تحديد مكان المصوّرين وامكنة تواجد الصحافيين ووسائل الإعلام المختلفة، إضافة إلى المنطقة المختلطة التي ستكون مخصصة لإجراء المقابلات مع اللاعبين بعد المباراة.
وحدد المقيمون مواقع كاميرات النقل التلفزيوني المباشر، حيث شرع المنظمون بتشييد منصاتها بشكلٍ تؤمن الرؤية المثالية للمصورين ولا تحجب اي جزء من الملعب عن المشاهدين القادمين من مختلف المناطق اللبنانية ومن البلدان العربية للاستمتاع برؤية مجموعة من النجوم اصحاب الاسماء الكبيرة للمرة الاولى في لبنان.
قد يعجبك أيضاً



