إعلان
إعلان

العساف يكشف لكووورة رحلة أبو غوش لحصد ذهبية ريو

فوزي حسونة
23 أغسطس 201601:06
أبو غوش

أثبت الأردني فارس العساف، بأنه مدرب من فئة الكبار، حينما قاد البطل التاريخي أحمد أبو غوش للحصول على الميدالية الذهبية لمسابقة التايكوندو، في دورة الألعاب الأولمبية ريو دي جانيرو، لتكون أهم ميدالية في تاريخ الرياضة الأردنية.

واستطاع العساف، بفضل خبرته التدريبية وعشقه لهذه الرياضة، أن يقدم لاعباً جاهزًا وقادرًا على الإطاحة بكافة خصومه، وصولاً للذهب.

وتحدث العساف من البرازيل، لكووورة، في حوار شامل وموسع، عن كل ما يخص رحلة أبو غوش نحو حصد أهم ميدالية في تاريخ الرياضة الأردنية. وفيما يلي نص الحوار

هل كنت تتوقع تحقيق هذا الإنجاز؟

بالتأكيد كنتُ أتوقع ذلك، فأنا كنتُ واثقاً ومطمئناً من مرحلة إعداد أبو غوش، وقدراته اللاعب، حيث وضعنا برنامجاً تدريبياً شاملاً ومدروساً، للوصول للجاهزية البدنية والفنية والنفسية التي تؤهله للمنافسة وصعود منصة التتويج، وصرحتُ مسبقاً لوسائل الإعلام بأننا فعلنا كل شيء من أجل التحضير للأولمبياد. 

هل تم توفير كافة مستلزمات التحضير المطلوبة لإعداد أبو غوش؟

نعم تم توفير كافة المستلزمات وتم منحنا كافة الصلاحيات باختيار معسكرات اللاعب والبطولات التي شارك فيها، والفضل يعود للأمير راشد بن الحسن رئيس اتحاد التايكوندو، الذي منحنا الثقة، ووجّه بتوفير كافة المستلزمات لنا.

وأود أن أشكر الأمير راشد بن الحسن، على دوره الكبير فيما تحقق، حيث حرص على حضور التدريب الأخير لأبو غوش، واستدعاه أيضًا لمكتبه وقال له بالحرف الواحد "خسرت أو فزت ستبقى بطلنا"، وكان لهذه الكلمات الطيبة من الأمير راشد، الأثر الكبير في نفوسنا، حيث خففت من حجم الضغط النفسي علينا، فضلاً عن حرص الأمير راشد على التواصل معنا باستمرار طيلة تواجدنا في البرازيل.

96

صف لنا فرحة أبو غوش حينما تلقى اتصالا من ملك الأردن؟

كان سعيدا للغاية وفخورا بتهنئة قائد الوطن الذي عودنا دائماً، على دعم ومساندة المبدعين من أبناء الوطن، لقد عشنا فرحة هي الأكبر في حياتنا، وكنا نزاد سعادة ونحن نراقب سعادة الشعب الأردني.

قبل الظهور في الأولمبياد بيومين، كيف تعاملت مع اللاعب؟

قمتُ أنا وهو برحلة إلى البحر في مدينة ريو، للتخلص من الضغوط والتقاط الأنفاس وتنقية أذهاننا، وللخروج من أجواء القرية الأولمبية "المضغوطة".

هل كنت تتابع مواعيد النوم والتغذية؟

بكل تأكيد، بدأت في مراقبة أوقات نومه وتغذيته قبل شهرين من موعد الأولمبياد. أبو غوش كان على امتداد الشهرين الماضيين ينام في العاشرة مساء كل يوم، وكنا نعي أهمية الإلتزام ذلك.

ما أهم ما يميز أبو غوش عن غيره من اللاعبين؟

أبو غوش لاعب موهوب بالفطرة، يمتاز بذكائه وجرأته داخل البساط، ويتحلى بثقة كبيرة بقدراته، ويمتلك فنيات عالية، بل ويستطيع تطبيق التكتيك المطلوب منه على أكمل وجه، وقد يضيف عليه بعض الحركات الإرتجالية الخاصة به، ناهيك عن قدرته على التلاعب بأسلوبه الهجومي، فهو يُشعر منافسه بأنه بلحظة هدوء وتراجع لكنه فجأة يقوم بالهجوم ويصيب رأسه، ولأنه امتاز بكل ذلك فقد "حيّر" أبو غوش منافسيه ومدربيهم كافة.

يتبع أبو غوش بطريقة لعبه أسلوباً جديداً وغير مسبوق، وهو عبارة عن مزيج بين أسلوب التايكوندو القديم والحديث، وقد نلنا الإشادة على هذا الأسلوب من الخبراء الدوليين لرياضة التايكوندو ممن تواجدو في ريو، وكان أسلوباً خاصاً بأبو غوش.

أبو غوش ظهر خلال خوضه للمنافسات ببنطال أحمر اللون، ما سر ذلك؟

القانون يسمح للاعب أن يرتدي بنطالاً بإحدى ألوان علم بلاده، وقد اعتاد لاعبونا الظهور باللون الأبيض، لكن وجدنا في اللون الأحمر نوعًا من التغيير.

97

ما هي المواجهة الأصعب التي خاضها أبو غوش؟

كانت أمام  اللاعب الكوري لي، وانتهت بفوز أبو غوش 11-8. هذه المباراة كانت بمثابة مفتاح العبور بالنسبة لنا للمنافسة على الذهب، ففي حال خسارة هذه المباراة لربما كانت حظوظنا ستقتصر على البرونزية، ومن هنا كانت تكمن صعوبة المواجهة، وقد نجح أبو غوش في تحقيق الفوز على الكوري.

كيف تعاملتم مع مواجهة اللاعب الكوري في ظل أهميتها؟

عندما تواجدنا صباح اليوم الذي أقيمت فيه المنافسات لمسنا بأن اللاعب الكوري متخوف جداً من اللاعب أبو غوش، فكان طيلة الساعات الطويلة التي سبقت موعد المباراة كثير الالتفات صوب أبو غوش ويراقبه من بعد، كما أننا وأثناء عملية الإستعداد والإحماء لمواجهة لاعب كوريا، اكتفيت بعملية إحماء أبو غوش والحديث معه حول الطريقة التي سنلعب بها ولم أطلب منه تطبيق ما سيقدمه قبل الصعود للقاء، كما درجت العادة، حتى لا نكشف أوراقنا، حيث كان الكورييون يراقبونا جيداً، ولله الحمد وفقنا في إنجاز المهمة.

ماذا قلت لأبو غوش في المباراة النهائية؟ 

قمتُ بتذكيره مجدداً بأن هذا اللاعب الروسي سبق وأن فاز عليه في روسيا في إحدى البطولات، ولا يجوز أن يحقق عليه الفوز مرة جديدة، وأن الوقت قد حان لتنتقم من الخسارة وترد الاعتبار، وذكرته بأنه حقق 3 انتصارات وتبقى خطوة واحدة  فقط هي التي تفصلنا عن ذهبية سيتحدث عنها العالم، وكان لذلك دور مهم، حيث أعي تماماً نفسية أبو غوش والطريقة المناسبة لتحفيزه، وقد دخل اللقاء بثقة وإصرار كبير على تحقيق الفوز وكان له ما أراد.

هل قمتم برصد مسبق للاعبين قبل مواجهتهم؟

نعم، وهنا أود أن أشكر صدام العساف، وهو الصديق المقرب لأبو غوش، حيث قام بفضل جهوده بتزويدنا بتفاصيل القرعة ومعرفة من سيواجه أبو غوش في الأولمبياد، وزودنا بمعلومات عن اللاعبين، مما ساعدنا على معرفة هوية منافسينا منذ شهر أبريل/نيسان الماضي، وهذا منحنا الوقت الكافي لدراسة قدرات اللاعبين وكشف نقاط قوتهم وضعفهم قبل مواجهتهم في أولمبياد ريو.

كلمة أخيرة؟

أود أن أشكر كل من ساندنا في هذه المهمة بداية من اللجنة الأولمبية واتحاد التايكوندو ومديرية الدرك، ونهاية بالشعب الأردني، كما أوجه شكري لعائلتي على دعمها المتواصل لي طيلة الفترة الماضية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان