كوبا القوة العظمى في عالم الملاكمة مستعدة لتفجير المفاجآت بحلبات
كوبا القوة العظمى في عالم الملاكمة مستعدة لتفجير المفاجآت بحلبات بكين 2008 - من باري ويلان
اعتلت كوبا صدارة قائمة نتائج مسابقات الملاكمة في دورة الألعاب الأولمبية السابقة عام 2004 بأثينا عندما فازت بخمس ذهبيات وفضيتين وبرونزية ، لتؤكد استحقاقها للمكانة التي تحتلها منذ وقت طويل كأكبر قوة في عالم ملاكمة الهواة.
وفي بكين ، لن تنافس كوبا بفريق كامل حيث ستنافس الدولة الأمريكية الجنوبية في عشرة فقط من بين الأوزان ال11 ، وبذلك لن تكون كوبا هي المرشحة الأولى لاحتلال صدارة قائمة ميداليات الملاكمة في هذا الأولمبياد.
وكان الكوبيون قد انسحبوا من بطولة العالم للملاكمة لعام 2007 في شيكاغو لمواجهتهم المزيد من المشاكل بعد هروب اثنين من الملاكمين من معسكر الفريق خلال مشاركتهم في دورة ألعاب الأمريكتين بالبرازيل ، لذلك فإن ما يمكن أن تحققه كوبا في أولمبياد بكين مازال أمرا لا يمكن التكهن به.
وقال خوسيه باريينتوس رئيس الاتحاد الكوبي للملاكمة مؤخرا "لن نكون المرشحين الأقوى لتصدر جدول الميداليات هذه المرة ، ولكن الإمكانيات والتحفز الشديد الموجودين لدى هؤلاء الشباب يمكن أن يقودوهم لتحقيق أماكن جيدة".
وأضاف باريينتوس في تقرير حديث لوكالة أنباء أمريكا اللاتينية "برينسا لاتينا" قائلا "إن موقفنا اليوم قريب إلى حد كبير من موقفنا في أولمبياد برشلونة (عام 1992) عندما شاركنا في منافسات الملاكمة دون أي خبرة أولمبية نظرا لغيابنا عن أولمبياد لوس أنجليس (عام 1984) وسول (عام 1988) ، ولكننا عدنا وقتها متوجين بسبع ذهبيات".
ومع غياب كوبا عن بطولة العالم في العام الماضي ، أثبتت روسيا ، التي فازت بست ميداليات في الملاكمة في أولمبياد أثينا ، من جديد أنها قوة يعتد بها في عالم الملاكمة حيث فازت بثماني ميداليات في هذه البطولة من بينها ثلاث ذهبيات وثلاث فضيات.
كما حققت الصين نتائج إيجابية في بطولة العالم بالعام الماضي ، حيث فازت بخمس ميداليات. بينما فازت الولايات المتحدة وإيطاليا بذهبيتين لكل منهما ، وجاءت ذهبيتي إيطاليا في الوزن الثقيل ووزن فوق الثقيل.
وتتمتع الولايات المتحدة بتاريخ أولمبي حافل في الحلبة ، حيث تمتلك أفضل رصيد إجمالي للميداليات الأولمبية في الملاكمة يشمل 48 ذهبية ، وإن كان الفريق الامريكي للملاكمة قد واجه صعوبات عديدة لتحقيق نتائج جيدة في الدورات الحديثة.
فلم تجمع الولايات المتحدة سوى ثلاث ذهبيات في آخر أربع دورات أولمبية عن طريق أوسكار دي لا هويا في 1992 وديفيد ريد في 1996 وأندري وارد في 2004 ، بينما أنهى الفريق الأمريكي مشواره في أولمبياد سيدني عام 2000 دون إحراز أي ميداليات ذهبية وذلك للمرة الأولى منذ 50 عاما.
ويجب أن يعود الفريق الأمريكي بذاكرته الآن إلى أولمبياد 1988 في سول ليتذكر ظهوره الجيد في ذلك الأولمبياد عندما أحرز ثماني ميداليات في الملاكمة من بينها ثلاث ذهبيات.
وفي هذه الدورة ، حرم الملاكم الأمريكي روي جونز الابن ، الذي واصل مشواره الرائع بعدها في حلبات الملاكمة على المستوى الإحترافي ، من الفوز في نهائي وزن خفيف المتوسط عندما خسر على نحو مثير للجدل بقرار الحكم 3/2 أمام منافسه الكوري بارك سي-هون.
وكان هذا القرار إلى جانب عدد من القرارات التحكيمية المشابهة له في أولمبياد برشلونة عام 1992 سببا في تقديم ماكينات احتساب النقاط إلكترونيا.
وأحرزت الولايات المتحدة جميع ميداليات الملاكمة عندما ظهرت هذه الرياضة للمرة الأولى في المنافسات الأولمبية عام 1904 بأولمبياد سانت لويس ، ولكن الملاكمين الأمريكيين وحدهم كانوا من شاركوا في هذه الدورة الأولمبية.
وكانت الملاكمة من بين مسابقات أولمبياد 1908 ، ولكنها اختفت عن قائمة الرياضات الأولمبية في أولمبياد ستوكهولم عام 1912 لأن القانون السويدي كان يحظر ممارستها ، قبل أن تنضم إلى الرياضات الأولمبية مرة أخرى في عام 1920 لتظل معها إلى يومنا هذا.
وبدأت كوبا أولى خطواتها مع المجد الأولمبي في الملاكمة عام 1968 عندما أحرزت ميداليتين فضيتين في أولمبياد ذلك العام . ثم فازت كوبا بثلاث ذهبيات في أولمبياد عام 1972 لتبدأ رحلتها في حصد الذهب الأولمبي في الملاكمة والذي يبلغ رصيدها الإجمالي منه حتى الآن 32 ميدالية ذهبية.
ولطالما كان الوزن الثقيل (91 كيلوجراما) من أكثر الأوزان نجاحا بالنسبة لكوبا ، حيث أحرز الملاكم تيوفيلو ستيفنسون ثلاث ذهبيات على التوالي في دورات 1972 و1976 و1980 . وأكمل فليكس سافون مشوار ستيفنسون الناجح لكوبا في الاولمبياد من عام 1992 وحتى عام 2000 قبل أن يفوز سوليس فونتي بذهبية الوزن نفسه لكوبا في عام 2004 .
ويعتبر ستيفنسون ، الذي كان بوسعه الفوز بذهبية رابعة لكوبا لولا مقاطعة بلاده لاولمبياد عام 1984 ، واحدا من أفضل الملاكمين في التاريخ الأولمبي وواحدا من بين ثلاثة ملاكمين فقط احتفظوا بالميدالية الذهبية في ثلاث دورات متتالية إلى جانب مواطنه سافون والمجري لازلو باب.
بينما يأتي الأبطال الفائزون بذهبيات أولمبية مثل محمد علي (أو كاسيوس كلاي في عام 1960 ، وزن خفيف الثقيل) وجو فرازير (1964 ، الوزن الثقيل) وجورج فورمان (1968 ، الوزن الثقيل) وشوجار راي ليونارد (1976 ، وزن خفيف دون المتوسط) وفلويد باترسون (1952 ، الوزن المتوسط) وأوسكار دي لا هويا (1992 ، الوزن الخفيف) كشهادة على تفوق الملاكمة الأمريكية وأهمية هذه الرياضة في الدورات الأولمبية الصيفية.
ويوجد ملاكم أمريكي فشل في إحراز الذهبية الأولمبية ولكنه فاز بعدها بلقب بطل العالم في الوزن الثقيل وهو إيفاندر هوليفيلد ، الذي جرد من نتيجته في مباراته بالدور قبل النهائي لوزن خفيف الثقيل في عام 1988 واكتفى وقتها بالبرونزية الأولمبية.
بينما تضم قائمة أبطال العالم الذين فازوا بذهبيات أولمبية البريطاني لينوكس لويس ، الذي أحرز ذهبية وزن فوق الثقيل في أولمبياد سول عام 1988 عندما كان يمثل كندا.
وتغلب لويس ، الذي اعتزل الملاكمة وهو بطل للعالم في عام 2004 ، وقتها على بطل العالم المستقبلي الأمريكي ريديك بوي بالضربة القاضية في الجولة الثانية من المباراة النهائية.
وفي الوزن نفسه ، فاز الأوكراني فلاديمير كليتشكو ، بطل العالم الحالي في الوزن الثقيل ، بالميدالية الذهبية بأولمبياد 1996 .