العقل المدبر.. أرقام لافتة وتطور ملحوظ لبرناردو سيلفا

إذا نظرت فقط إلى قائمة المراكز التي لعبها خلال العامين الماضيين، فستحصل على انطباع مضلل عن لاعب مانشستر سيتي برناردو سيلفا.

في أغلب الأحيان هو لاعب رقم 8، لكن تم إشراك برناردو كمهاجم وهمي، وكجناح من اليسار أو اليمين، وكلاعب خط وسط مدافع وحتى كظهير أيسر، ومن تلك القائمة، تجد شخصًا مجتهدًا في جميع المواقع.

ومع ذلك، يعد سيلفا أحد أفضل اللاعبين فنيا في الدوري الإنجليزي الممتاز، وربما يكون في الواقع أفضل لاعب في المسابقة حاليا.

سيلفا ليس لاعبًا متكاملًا، ليس لديه الحضور الجسدي لإيرلينج هالاند، وليس حاسمًا تمامًا مثل كيفن دي بروين.

وفيما يتعلق بمساهمات سيلفا الملفتة للنظر، فقد انخفضت أرقامه بشكل ملحوظ هذا العام، إنه يراوغ الخصوم ويسدد بشكل أقل، ولكن من حيث الذكاء والقدرة على التكيف والاتساق، فإن سيلفا لا يقل عن أي شخص آخر، وقد يكون هذا الموسم هو موسمه.

على مدار 15 عامًا في التدريب، كانت منطقة خط الوسط بشكل عام هي المنطقة التي يمكن لجوارديولا الاعتماد عليها، لكن الأمور كانت صعبة بشكل غير عادي بالنسبة للمدرب الإسباني في تلك المنطقة هذا الموسم.

كان رحيل إلكاي جوندوجان بمثابة ضربة قوية، وتفاقمت هذه المشكلة عندما خرج دي بروين مصابًا، كما تم طرد رودري ضد نوتنجهام فورست، ما يعني غيابه عن مباراة آرسنال،

كان أداء كل من ماتيو كوفاسيتش وماتيوس نونيز جيدًا إلى حد معقول، لكن سيتي لم يتأقلم بسبب التعاقدات الجديدة، وقد نجح في التغلب على هذا الأمر أخيرا بفضل سيلفا.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها سيلفا في هذا المركز رقم 8 لفترة طويلة، ولكن ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يشعر فيها أن خط الوسط يتمركز حوله، خصوصا بغياب دي بروين.

اللعب بشكل أكثر انتظامًا في خط الوسط يعني أنه يتقدم بالكرة في الملعب أكثر بكثير مما كان عليه في السنوات السابقة، مما يساعد فريقه على التقدم للأمام بشكل أكبر بكثير في المباراة الواحدة، وقد ساعد في ذلك بشكل خاص معدل دقة تمريرات سيلفا الطويلة (التمرير لمسافة 30 مترا أو أكثر) الذي قفز بشكل ملحوظ (88.7 % وفقا لإحصائيات "أوبتا").

ولا يبدو الأمر وكأن هذه الكرات هي مجرد تمريرات طويلة في مناطق عميقة وغير ذات صلة، حيث يخلق سيلفا أيضًا فرصا من اللعب المفتوح أكثر من أي وقت مضى (4.18 فرصة في المباراة الواحدة هذا الموسم).

ويمكن القول إن التحسن الأكبر في أداء سيلفا خلال السنوات الأخيرة كان معدل نجاحه في التدخلات، وإذا كان في البداية يعتبر لاعبًا ضعيفًا جدًا بالنسبة للدوري الإنجليزي الممتاز، فهو في هذه الأيام مقاتل عنيد وفاز بالكرة في 58.8 % من الصراعات هذا الموسم.

ربما يكون سيلفا لاعب كرة القدم الذي كان من الممكن أن يزدهر في أي عصر، لكنه يبدو مناسبًا بشكل خاص لكرة القدم في الأيام الحالية، فهو ممتاز من الناحية الفنية، ولكنه أيضًا متعدد الاستخدامات بما يكفي للعب أدوار متعددة.

لا يمكن تجاهل أهداف هالاند، وقد يتألق دي بروين في النصف الثاني من الموسم، ويستمر رودري، بطل نهائي دوري أبطال أوروبا، في التألق، لكن في الوقت الحالي، يعتبر سيلفا القائد الفني لمانشستر سيتي.