
احترام آداب لعبة كرة القدم من أهم الأشياء التي يجب أن يقوم عليها السلوك القويم في الساحة المستديرة، سواء لدى اللاعبين أو الأجهزة الفنية وأيضاً مجالس الإدارات، لأن مفهوم الرياضة يقوم على التربية والتنشئة السليمة والروح الرياضية والاحترام والتقدير، ومن هنا ولدت الأندية التي كانت تسمى سابقاً بنادي «فلان» للتربية الرياضية، وما زالت هناك أندية تحتفظ بمسماها هذا في مختلف أنحاء العالم.
بصراحة لم تعجبني الكثير من التصرفات التي شاهدناها أو سمعنا عنها مؤخراً ومع دخول عالم الاحتراف، بداية من المفهوم الخاطئ الذي تركز في ذهن اللاعبين، بأن علاقتهم بالأندية التي ترعرعوا فيها عبارة عن عقد، بعيداً عن الولاء للفريق الذي تربى فيها ونشأ في أكاديميته، تحت عذر أنه لاعب محترف ويبحث عن أفضل عقد بحجة تأمين مستقبله، لذلك تجده يخرج من ناديه مع حصوله على أول عرض مغرٍ، بعيداً عن اهتمامه بمسألة المشروع الرياضي للفريق الآخر ومدى نجاحه.
والمؤسف أننا نلاحظ هذه السلوكيات في التصريحات، وعبر بعض التصرفات المرفوضة في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يؤكد أن تنشئة اللاعبين لدينا في أكاديميات كرة القدم يقوم على نهج خاطئ تماماً، وهنا ألوم الإدارات.
لأن الإدارات هي التي زرعت عدة ثقافات خاطئة لدينا في الأندية، بداية من وضع اللاعب في الدكة في حال رفضه تجديد عقده، وذلك لأهداف بعيدة جداً عن الروح الرياضية، وحدثت الكثير من النماذج وأصبحت أسلوب تنتهجه فرقنا للأسف، مروراً بما تفعله إدارات أخرى بإعارة اللاعب المرفوض في النادي إلى فريق آخر بمستوى أقل ويتم وضعه هناك على دكة الاحتياط بهدف إحباطه.
أيضاً وصلت الإدارات إلى إقالة المدربين عبر «الواتساب»، كما أن هناك إدارات لا تهتم بمسألة إخطار المدرب بقرار إقالته ويتهربون منه، ضاربين بالفترة التي قضاها معهم عرض الحائط، وهي مفاهيم خاطئة لا تمت لنا بصلة وليس ليها علاقة بالرياضة ولا كرة القدم لا من بعيد ولا من قريب.
يجب أن نحترم الرياضة ومفهومها ونقدر مواهبنا وأن نتعامل بسلوك قويم مع كل من يمثل النادي، وأن نتقبل الهزيمة مثل الفوز تماماً، لأن كرة القدم والرياضة أكبر من أن تكون مجرد عداءات وأساليب سلوكية خاطئة.
نقلاً عن جريدة الرؤية الإماراتية
قد يعجبك أيضاً



