إعلان
إعلان

هوكي الشرقية.. قصة نجاح مبهرة لفتيات مصر

Alessandro Di Gioia
21 مارس 202303:21
من تدريبات فريق الهوكي للسيدات بنادي الشرقية

تطمح دنيا شعراوي لاعبة الهوكي، للاحتراف في الملاعب الأوروبية، كي تصبح ابنة دلتا النيل في مصر، أول فتاة تحقق تلك الخطوة في تاريخ ناديها، المهيمن محليًا على ألقاب السيدات، وتعزّز شعبية هذه الرياضة في محافظة الشرقية.

تقول شعراوي، 24 عامًا، إن "الهوكي يعني الشرقية. هكذا تربينا منذ الصغر".

وتضيف الشابة التي تلعب في مركز الهجوم "حاليًا ليست هناك أي فتاة مصرية (في الهوكي) كسرت حاجز الاحتراف، لكنني أتمنى أن أكون الأولى".

وأنهت شعراوي تدريبًا مع زميلاتها على ملعب النادي المخصّص للهوكي، الذي يشبه ملعب كرة القدم، ويختلف عنه في تقسيم المساحات ونوعية الأرضية المغطاة بالعشب الأخضر الاصطناعي الناعم.

خلال التدريب، تعالت صيحات اللاعبات وامتزجت بأصوات ارتطام مضارب الهوكي الخشبية ببعضها البعض، ووقفت حارسة المرمى التي ارتدت درعًا واقيًا مصنوعًا من الإسفنج وقناعًا معدنيًا لحماية الوجه، ممسكة مضربها على غرار زميلاتها، وراحت تصد الهجمات عن مرماها.

تأسّس قطاع الهوكي للسيدات في الشرقية عام 1995، بعد أكثر من 3 عقود من تأسيس فريق الرجال الذي يعدّ أيضًا أبرز الفرق الجماعية في مصر والقارة الأفريقية.

بعد مرور عام على تأسيس الفريق النسائي، حصد الأخير بطولة الدوري الممتاز متفوقًا على 9 فرق على مستوى البلاد.

ومنذ ذلك الحين، تتربع لاعبات الشرقية على عرش اللعبة محليًا مع حصد 25 لقبًا من 28، إلى جانب 5 ألقاب في كأس مصر، ولقب البطولة الأفريقية عام 2019.

تلك الألقاب فتحت الباب أمام بعض اللاعبات للبروز على المستوى الوطني، على غرار ندى مصطفى، الطالبة الجامعية التي اختارت مركز حراسة المرمى في الفريق، وتألقت فيه لتفرض نفسها في المنتخب.

تضيف الشاب، وهي تحمل خوذتها الواقية تحت ذراعها "اخترت أن أكون حارسة المرمى لأنه مركز خاص، وتشعر كأنك تملك الدنيا كلها، ومثلما يقال الحارس نصف الفريق".

ويقول المدرب مصطفى خليل، إنه تلقى عروضًا من إيطاليا وفرنسا لاحتراف 4 لاعبات من ناديه، لكن 3 منهنّ متزوجات، ولديهن أطفال، ما يجعل السفر عسيرًا.

لكن قائدة الفريق نهلة أحمد، البالغة 28 عامًا، ترى أن الزواج والإنجاب ليسا عائقين لاستكمال المسيرة الرياضية. وتؤكد "أنا متزوجة ولدي طفلة وزوجي أيضًا يلعب الهوكي، الاحتراف الداخلي أسهل على مستوى السيدات".

لذا، فإن أحمد التي تلعب الهوكي منذ أكثر من 18 عامًا، ونالت لقب أفضل لاعبة في الدوري الممتاز، لديها حلم أكبر وهو "أن أكون أفضل لاعبة بأفريقيا".

فيما قال المدرّب خليل إنه "ليس هناك دعم إعلامي"، وبالتالي لا جذب للرعاة.

فعلى سبيل المثال، تبلغ تكلفة ملابس حارسة المرمى نحو 65 ألف جنيه (أكثر من 2100 دولار)، بحسب خليل الذي أوضح أيضًا أن ثمن مضرب الهوكي المستورد يصل إلى 120 دولارًا على الأقل.

ويقول إن "اللعبة مكلفة، وغياب التغطية الإعلامية يؤخّر الرعاة"، ذاكرًا تجربة فردية من إحدى الشركات المصرية التي كانت راعية للفريق خلال البطولة الأفريقية وتوقفت بعدها.

في هذا السياق، يؤكد رئيس الشرقية حمدي مرزوق "نحن ننفق على منظومة الهوكي سنويًا بين 5 إلى 6 ملايين جنيه".

ويضيف "يجب أن نحافظ على هذه القلعة، التي حققت أكثر من 150 بطولة على مستوى البلاد والقارة".

عشق اللعبة

كل ذلك لا يلغي عشق الهوكي في الشرقية، ثالث أكبر محافظات مصر من حيث التعداد السكاني.

عشق توارثته أجيال متعاقبة منذ المصريين القدماء، بحسب عضو مجلس إدارة النادي والمشرف على قطاع الهوكي إبراهيم الباجوري.

يوضح الباجوري أن لعبة الهوكي "كانت تعرف عند المصريين القدماء باسم الحوكشة وكانت تُلعب في مناطق أثرية مثل تل بسطة، وتل العمارنة".

ولا يزال شعار الاتحاد المصري للهوكي يحمل حتى الآن رسم 2 من المصريين القدماء يمسكان بمضرب الهوكي الخشبي ويتنافسان على الكرة.

ويضيف "مثل السامبا وكرة القدم في البرازيل، الجميع في الشرقية لديه مضرب هوكي".

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان