إعلان
إعلان

مونديال اليد من غير إعلام

علي ميرزا
27 يناير 201701:55
aimz

من المواقف التي تثير الاستغراب، وتتطلب وقفة جادة من المساءلة أن يشارك منتخبنا الوطني لكرة اليد في أوسع محفل رياضي ممثلا في مونديال كأس العالم لكرة اليد المستمر حتى الآن في فرنسا من غير أن يرافقه حتى إعلاميّ واحد وليس فريق من الإعلاميين عطفا على قيمة المشاركة، فعلا موقف يترك أكثر من علامة استفهام وتعجّب، وكأنّ المنتخب شدّ رحاله للمشاركة في بطولة حبية أو إعدادية لاستحقاق أكثر أهمية، أو أنّ الاستحقاق الرّياضي العالمي الذي ذهب إليه منتخب اليد ليس من القيمة بمكان الذي يستحق أن يسلّط عليه الضوء الإعلامي، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تكون هناك مرافقة إعلامية عندما يتواجد المنتخب في مناسبة تنافسية على المستويين الخليجي أو العربي؟ فهل المناسبتان السابقتان أكثر أهمية وقيمة من المونديال الآني؟

ومن يقف مسؤولا عن هذا الغياب الإعلامي عن مرافقة المنتخب في مثل هذا التنافس العالمي الآسر الذي لازال العالم يتابعه عبر الشاشة الفضية بكل شوق ولهفة؟ لماذا ظلّ اتحاد اليد ولجنة الصحافة متفرجين ومكتوفي الأيدي، ولم يحركا أيّ ساكن وكأنّ الأمر لا يعنيهما لا من قريب أو من بعيد؟ لم يكن أمام الزملاء إعلاميّ اللعبة إلا الاجتهاد الذاتي (وكثر الله خيرهم) من خلال متابعة مباريات المنتخب عبر الشاشة، وكتابة تقاريرهم الوصفية والتحليلية عنها، مع الاستعانة بصور من الحدث تبثها وكالات الأنباء العالمية، ولكن هل يستوي من رأى كمن سمع؟ لقد فوّت من يقف وراء هذا الغياب على قرائنا المتابعين الشيء الكثير، كما أنّ غياب صحافي اللعبة عن مثل هذا الاستحقاق قد حرّمهم من اكتساب خبرة مهنية إضافية تعود عليهم بالنفع والخير في مشوارهم المهني، ربما لن تأتيهم مرة أخرى، فهل الأمر برمته يدور حول أمور مالية أم هناك أشياء أخرى تغيب عنا؟ حتى القناة الرياضية المحلية شاركت في هذا التفرّج، ولم تبادر كعادتها إلى تفعيل الاستديو هات التحليلية، ومسايرة الحدث حتى لو كان من بعيد من خلال استقطاب فنيّ اللعبة من خبراء ومحللين وإعلاميها، حتى يشكلوا إضافة للحدث، غير أنّ كل ذلك كان بعيدا.

*نقلا عن جريدة اخبار الخليج البحرينية 

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان