
انطلقت لعبة كرة اليد البحرينية في منتصف الستينيات ولم تعرف تلك اللعبة الجماعية الجميلة التوقف. جاءت البدايات قوية من حيث عدد المدارس والاندية البحرينية التي التحقت بالركب والانضمام الى مظلة اللجنة التنشيطية لكرة اليد قبل ان يتأسس الاتحاد البحريني لكرة اليد بصورته الحالية المعروفة وحصوله على عضوية الاتحاد العربي ثم الاتحاد الدولي لكرة اليد.
جاءت بدايات قوية ومنظمة ومدروسة كما يقول حبيب محمد الذي انخرط في سلك تحكيم المباريات الى جانب المرحوم كريم زيناتي، وشكلا الثنائي المميز. ويتابع حبيب محمد حديثه قائلا: دخلت لعبة كرة اليد الى البحرين من خلال مبادرة شخصية تقدم بها الأخوان عمر صيوان وعرفه صيوان وكانا حينها مدرسين للتربية الرياضية وذلك في عام 1966. يضيف حبيب: أقاما حينها مباراة تجريبية للتعريف باللعبة وقوانينها المتبعة بين مدرسة الهداية الخليفية الثانوية ومدرسة الحورة الثانوية للبنين.
ووجهت دعوة الحضور الى المباراة لكبار المسؤولين عن الرياضة المدرسية البحرينية الى جانب كبار الشخصيات الرياضية الفاعلة. يضيف: ولأن سيف جبر المسلم مدير ادارة التربية الرياضة والكشفية المدرسية لم يكن حاضرا للمباراة التجريبية الجميلة شعر بالانطباعات الايجابية وسرعة ردود الفعل التي برزت وانتشرت بعد المباراة مباشرة في الصحافة الرياضية المحلية وبين طلبة المدارس الثانوية وما يتداوله الأصدقاء، وذلك ما دفع سيف المسلم وشجعه على توسيع دائرة التجربة، وذلك من خلال دعوة مدرسي التربية الرياضية على مستوى المدارس الثانوية إلى ادخال اللعبة ضمن منهاج الحصص التعليمية لمادة التربية الرياضة وإدراجها في المنافسات الرياضية بين المدارس الثانوية، واضاف حبيب: وجه سيف المسلم الدعوة ليوسف بو شنب وجاسم ياسين وعدنان أيوب لحضور اجتماع مهم يقام تحت رئاسته بحضور جميل الجشي رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الذي عين في ذلك الحين رئيسا للجنة التنشيطية لكرة اليد، وأصبحت لعبة كرة اليد في بدأتها تحت مظلة اتحاد كرة القدم.
وأقيمت اول بطولة تنشيطية لكرة اليد بين الاندية في بداية السبعينيات وجاءت المباراة النهائية على أحد الملاعب المكشوفة في المساحات الفارغة بين ملاعب كرة القدم القريبة من قصر القضيبية، حيث تتواجد هناك ملاعب الترسانة والنسور في الجهة المقابلة لمدرسة المنامة الثانوية، وجاءت المباراة النهائية في البطولة التنشيطية بين فريق النادي الأهلي قبل الاندماج مع النسور ونادي الرفاع الغربي ذلك النادي العريق بحضور جماهيري كبير ومختلط بين عشاق كرة القدم وفضول الراغبين في التعرف على تفاصيل اللعبة الجماعية الجديدة لكرة اليد، وقد انتهت المباراة الحماسية والمثيرة بفوز الأهلي على الرفاع، وقد ادار المباراة النهائية في ذلك الحين حبيب محمد وجعفر عبدالنبي وكان جليل أسد من اللاعبين الذين شاركوا في المباراة.
دخلت كرة اليد بعدها مرحلة جديدة وحماسية مع تزايد أعداد الاندية المنضوية تحت مظلة اللجنة التنشيطية لكرة اليد وارتفع عدد الحكام حتى بلغ السبعين حكما في بداية الثمانينيات كما يقول حبيب ما زاد من المنافسة وتعددت الأطقم التحكيمية.. أشير هنا الى المرحوم عيسى سويد ورضي حبيب وعلي الصيرفي والمرحوم فريد حسن وجعفر عبدالنبي وجليل أسد والمرحوم نجم خميس والمرحوم ابراهيم المدني والمرحوم كريم زيناتي وحبيب محمد.. واصبح لكل نادٍ من الاندية البحرينية فريق لكرة اليد، وجاءت بادرة الاتحاد البحريني لكرة اليد بالتعاقد مع ستة مدربين من تونس على مستوى عال من التجربة الميدانية خطوة ذكية لتطوير اللعبة وخصوصا ان المدربين التونسيين يمتلكون الخبرة والتجارب الميدانية في الادارة الفنية للفرق الرياضية في تونس وكان لذلك الأثر في تطوير لعبة كرة اليد البحرينية وارتفاع المستوى الفني واشتداد المنافسة وجذب الجماهير الى المدرجات.
نقلاً عن جريدة أخبار الخليج البحرينية
قد يعجبك أيضاً



