EPA"كان بالإمكان أفضل مما كان".. تلك العبارة تمثل خلاصة ما حققه المنتخب المصري لكرة اليد في دورة الألعاب الأولمبية التي اختتمت مؤخرًا في ريو دي جانيرو بالبرازيل.
ذهب منتخب اليد إلى البرازيل وهو متوج ببطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها القاهرة في يناير الماضي، وذلك بعد مباراة نهائية مثيرة نجح خلالها في اقتناص الفوز على حساب حامل اللقب المنتخب التونسي.
كانت البطولة الأفريقية "بشرة خير" لمنتخب اليد والجماهير المصرية العاشقة لتلك اللعبة الجماعية التي حققت إنجازات لم تحققها أي لعبة جماعية أخرى، حيث توج منتخب الشباب ببطولة العالم في القاهرة عام 1993، بقيادة المدرب الراحل جمال شمس، وفي عام 2001 وصلت مصر إلى المربع الذهبي في بطولة العالم بفرنسا، وذلك في إنجاز فريد بوصفه أول منتخب يكسر الهيمنة الأوروبية على اللعبة ويصل إلى المركز الرابع على مستوى العالم.
مشوار مخيب للآمال
بداية "أبناء النيل" في ريو كانت مخيبة للآمال، حيث خسر الفريق أمام سلوفينيا بفارق هدف، ثم انتفض أمام السويد وقدّم مباراة رائعة وفاز بفارق هدف، وجاءت الفصول الباردة على يد بولندا بهزيمة كبيرة، ثم أهدر فرصة سانحة للفوز على البرازيل التي نجحت في التعادل، وجاءت المهمة شبه المستحيلة أمام ألمانيا بطل أوروبا في المباراة الأخيرة، وكانت الهزيمة منطقية إلى حد كبير، مما أدى إلى خروج الفريق من الدور الأول بعد أن حلّ خامساً في مجموعته.
الإخفاق يزيح الستار عن الخلافات
انتهت البطولة، ولكن تلك النهاية لم تكن سوى بداية الإعلان عن ظهور الخلافات الدفينة في صفوف الفريق، والانشقاقات التي تضرب الاتحاد المصري لكرة اليد، وتمثلت بداية في الهجوم الحاد الذي شنّه رئيس الاتحاد خالد حموده على لاعبي الفريق وعلى رأسهم كريم هنداوي ويحيى الدرع، وكذلك أحمد الأحمر الذي اعتبره رئيس الاتحاد "خطيب" كرة اليد، ولكنه رأى أن ذلك لا يعني أنه قادر على المشاركة في فترات طويلة من المباريات.
تصريحات حموده تضاربت تماماً مع ما أكده نائبه خالد ديوان، والذي قال في تصريحات تلفزيونية إن اللاعبين لم يقصرّوا وأنهم لعبوا في حدود المطلوب منهم، في إشارة إلى تحميله للجهاز الفني بقيادة مروان رجب للمسئولية عن النتائج.
ولم يكتف ديوان بذلك، بل وأكد أن هناك خلافات قديمة مستمرة منذ عامين بين رجب والأحمر، وهو ما انعكس بالسلب على الفريق ككل، تلك التصريحات دعمها هجوم واضح من والدة أحمد الأحمر من خلال تعليق لها على مواقع التواصل الاجتماعي، بقولها "حسبي الله ونعم الوكيل في مدرس الألعاب، ضيّع جهود منتخب بالكامل واسم البلد"، وذلك في إشارة واضحة للدكتور مروان رجب مدرب منتخب مصر.
نجوم الفريق الذهبي يتحدثون
ولأن "أهل مكة أدرى بشعابها"، فإن موقع كووورة لم يجد أفضل من نجوم مصر في عصرها الذهبي للحديث عن منتخب مصر لليد، ومستواه في ريو، وما ينتظره في بطولة العالم بفرنسا في يناير المقبل، حيث يلعب في مجموعة قوية بجانب الدنمارك والسويد وقطر والأرجنتين والبحرين.
أكد النجم الأسمر أشرف عواض أن أداء المنتخب كان جيداً إلى حد ما في ريو.
وأشار في تصريحاته لكووورة إلى أن القصور في المنتخب يعود إلى عدم ثبات التشكيل، وافتقاد الفريق لخط خلفي قوي، كما أن معظم اللاعبين من الشباب الذي لا يملك خبرة المباريات الدولية الكبيرة، مما تسبب في وجود أخطاء أدت إلى خسارة مباريات كانت في المتناول.
وطالب عواض بضرورة طي صفحة ريو، والتركيز على بطولة العالم المقبلة في فرنسا، والإعداد الجيد لها، خاصة أن هناك وقت كافي يمكن من خلاله علاج الأخطاء قبل المعترك العالمي الكبير.
واستنكر محمود حسين نجم منتخب مصر السابق تصريحات رئيس الاتحاد خالد حموده ضد اللاعبين بعد البطولة.
وقال حسين في تصريحاته لكووورة: "مع احترامي وتقديري الشديد لرئيس الاتحاد، فإني أرى أنه جانبه الصواب تماماً في هجومه على اللاعبين بتلك الطريقة وتحميلهم فقط المسئولية عن النتائج في ريو".
وأشار حسين إلى أن المباريات أثبتت عدم وجود انسجام في صفوف الفريق نتيجة عدم ثبات التشكيل، وهذه مسئولية المدير الفني، وقال: "على سبيل المثال، كان محمد سند أفضل لاعبي مصر في مباراة السويد وأكثرهم تسجيلاً للأهداف، ومع ذلك لم يلعب في مباراة بولندا التالية إلا دقائق قليلة للغاية".
وأضاف بقوله: "أحمد الأحمر يتأثر سلباً بوجوده على مقاعد البدلاء، وكلنا يعلم أن هناك مشكلات بينه وبين مروان رجب منذ فترة طويلة، وأن هناك كثيرين توسطوا لإنهاء هذه الخلافات وعلى رأسهم وزير الشباب خالد عبدالعزيز".
وحول المرحلة المقبلة للمنتخب، قال حسين: "أرى أن الأفضل وجود مدير فني أجنبي، ولكن الصورة الآن تؤكد إصرار رئيس الاتحاد على استمرار مروان رجب في القيادة الفنية، وهو أمر يثير التساؤلات حول دور باقي أعضاء مجلس إدارة الاتحاد في اتخاذ القرار، وهل توجد لجنة فنية للمنتخبات أم لا".
وحذّر حسين في ختام تصريحاته من خطورة بطولة العالم المقبلة، وقال: "المستويات ستختلف كثيراً، والوضع في يناير في منتصف الموسم سيكون خلاف ما شاهدناه في الأولمبياد، ومستوى الفرق سيكون أعلى في فرنسا من ريو، وأرجو أن ننتبه قبل فوات الأوان".
من جانبه، رفض أيمن صلاح حارس مصر السابق، والمدير الفني الحالي للزمالك، الخوض في أمور فنية تخص المنتخب في ريو، وقال: "رأيي أن المنتخب كان قادراً على الخروج من المجموعة في المركز الثاني بعد ألمانيا، وهو نفس المركز الذي يستطيع تحقيقه في بطولة العالم المقبلة في فرنسا".
وأشار إلى أن الأولمبياد كشفت أكذوبة قطر تماماً، وأن مصر تستطيع تخطيها في المونديال القادم.
وقال إنه سيمنح لاعبيه أحمد الأحمر وكريم هنداوي راحة سلبية من التدريبات فور العودة إلى القاهرة، في ظل الضغط البدني والنفسي الكبير الذي تعرضا له، خاصة بعد تصريحات رئيس الاتحاد ضد هنداوي.
EPAقد يعجبك أيضاً



