المكافأة «100 درهم»!

ما حدث في صالة الشعب فضيحة وإساءة تستوجب المساءلة، وما تعرض له منتخبنا لكرة اليد المشارك في بطولة محمد بن خالد الدولية أمر معيب في حق اللعبة والرياضة الإماراتية بشكل عام، والغريب أن يحدث هذا على مرأى ومشهد من المسؤولين عن الرياضة في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد اللعبة، ومع ذلك لم يحرك أحد ساكناً، وكأن الأمر لا يعنيهم.

البداية بالنتائج الكارثية لمنتخب اللعبة والذي شارك في البطولة من دون إعداد أو تحضير، ليتلقى الهزيمة تلو الهزيمة ويقبع في المركز الأخير، 4 مباريات بأربع هزائم لمنتخب لم يخض أي مباراة لمدة تقارب العام الكامل قبل المشاركة في البطولة، عام كامل والمنتخب معطل أو مرفوع من الخدمة، بينما كان الأعضاء منشغلون ويتنافسون على مقاعد في اتحاد اللعبة.

ثم تأتي أزمة التفريغ المزمنة، والتي لا نجد إجابة عنها ولا حلاً، وتخيل أن منتخب يمثل الدولة ومع ذلك فاللاعبون يوجدون صباحاً في مقار عملهم ليغادروا مساءً بعد نهاية يوم عمل شاق من أجل اللحاق بمباراة المنتخب، أما المدرب فهو غير متفرغ أيضاً، يعمل بوظيفته في الصباح ويدرب المنتخب في المساء، مدرب منتخبنا لكرة اليد يحصل على 12 ألف درهم، وهو مبلغ يقل عن راتب لاعب كرة قدم ناشئ في المراحل السنية لنادٍ متوسط الحال، أما لاعبو المنتخب الذين يحضرون التدريبات فيحصلون على 100 درهم، قمة السخاء والكرم.

ولا ننسى الفضيحة الكبرى ومنتخب الإمارات لكرة اليد يخوض مباراة في بطولة دولية، يوجد فيها عدد كبير من الضيوف الذين جاءونا من الخارج، والمباراة منقولة على الهواء ليشاهد الناس منتخبنا الوطني يخوض المباراة بقمصان التدريبات، قمصان لا تحمل علم أو اسم الإمارات، قمصان فسفورية، قمصان لا تحمل هوية، كل هذا حدث على مرأى ومشهد من أعضاء اتحاد كرة اليد ومسؤولي «الهيئة».

تتحدثون عن الميزانيات، وعن قلة الدعم، وعن أزمة التفرغ، وكدنا أن نصدقكم، ونؤمن أن هذه أسباب معاناتكم، ولكن الحقيقة أن مشاكلكم أكبر، الأزمة الحقيقية هي أزمة فكر، هناك عدم جدية وكم وافر من اللامبالاة، والاستهتار وعدم تحمل المسؤولية، وهيئة بلا هيبة ولا تمارس أدوارها الرقابية، فإذا كنتم غير قادرين على حل مشاكل اللعبة، وطالما أن العين بصيرة واليد قصيرة، حتى وصلت الأزمة إلى قمصان المنتخب، إذن فلتلغوا اللعبة، وفضوها سيرة.

نقلا عن جريدة الإتحاد الإماراتية