Zamalek mediaشهدت الأجواء داخل نادي الزمالك تصعيداً خطيراً في أزمة فريق كرة اليد، وذلك بعدما تسلمت إدارة النادي خطاباً رسمياً من الاتحاد الأفريقي لكرة اليد يُخطرها بقرار رسمي وحاسم بالحرمان من المشاركة في بطولة أفريقيا للأندية لمدة موسمين متتاليين.
وجاءت هذه العقوبة القاسية على خلفية رفض النادي المشاركة في النسخة الأخيرة من بطولة أفريقيا للأندية التي كان من المقرر إقامتها في المغرب، وذلك بعد إجراء القرعة.
عقوبات مُشددة
لم تقتصر عقوبات الاتحاد الأفريقي لكرة اليد على الإيقاف لمدة موسمين فحسب، بل شمل القرار عقوبة مالية مُشددة على القلعة البيضاء، مؤكداً مدى استياء الاتحاد من قرار الانسحاب المتأخر.
وجاء قرار الاتحاد بإيقاف فريق كرة اليد بنادي الزمالك عن المشاركة في البطولة الأفريقية للأندية لمدة موسمين كاملين وتوقيع غرامة مالية كبيرة على النادي، بلغت قيمتها 25 ألف يورو.
وتُعد هذه العقوبات ضربة قاصمة لفريق "كوماندوز اليد"، الذي يُعد صاحب الرقم القياسي في التتويج بلقب البطولة، حيث يهدد هذا الإيقاف مكانة الفريق القارية ويحرمه من فرصة استعادة أمجاده بعد تراجع النتائج في المواسم الأخيرة.
كما أن الغرامة المالية تزيد من الأعباء على كاهل النادي المثقل بالديون والأزمات المالية.
أسباب الانسحاب: السيولة والخوف من المستوى
جاء قرار الزمالك بالاعتذار عن المشاركة في البطولة لأسباب مزدوجة، تجمع بين التحديات المالية الكبرى التي يواجهها النادي والقلق على المستوى الفني للفريق.
* الأسباب المالية: أتى اعتذار الزمالك عن البطولة بشكل أساسي لأسباب مالية تتعلق بعدم توافر سيولة كافية لتغطية نفقات السفر والإقامة ومصاريف البعثة إلى المغرب. وتُشير هذه النقطة إلى عمق الأزمة المالية التي أثرت على كل قطاعات النادي، حتى القطاعات التي تُعد تاريخياً مصدر قوة للزمالك.
* الأسباب الفنية (قلق الأداء): تضمنت أسباب الانسحاب أيضاً الخوف من مستوى اللاعبين الحاليين، خاصة بعد الأداء الذي ظهر به الفريق في بطولة مونديال الأندية الأخيرة. الإدارة الفنية والمسؤولة عن اللعبة تخوفت من تكرار النتائج غير المرضية على المستوى القاري، مفضلة الانسحاب على التعرض لإخفاق جديد قد يزيد من غضب الجماهير.
ويُظهر هذا المزيج من الأسباب أن قرار الانسحاب كان محصلة لتراكم الأزمات الإدارية والمالية والفنية، التي وصلت بالفريق إلى نقطة حرجة، أدت إلى التضحية بالمشاركة القارية.
تداعيات القرار على "قلعة الكوماندوز"
حرمان الزمالك من المشاركة لمدة موسمين يمثل تحدياً هائلاً ومخاطر كبرى على مستقبل كرة اليد بالنادي:
* تراجع التصنيف القاري: سيؤثر الغياب القسري على تصنيف النادي القاري، وقد يحتاج الفريق لسنوات لاستعادة موقعه الريادي في أفريقيا.
* انخفاض الروح المعنوية: يُعد هذا القرار ضربة قوية للروح المعنوية للاعبين والجهاز الفني، ويُفاقم حالة التوتر والقلق داخل قطاع اليد.
* خسارة المواهب: قد يدفع غياب المشاركات القارية أبرز نجوم الفريق للبحث عن أندية أخرى تضمن لهم اللعب على أعلى المستويات الأفريقية.
ويُطالب الجمهور الزملكاوي بضرورة التحرك السريع من قبل مجلس الإدارة للطعن على القرار ومحاولة تخفيف العقوبة، والعمل بشكل فوري على حل الأزمة المالية، لضمان عودة "كوماندوز اليد" إلى مكانته الطبيعية على الساحة القارية.
القرار، رغم قسوته، يأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها الزمالك، إذ تشير المعلومات إلى أن تكاليف المشاركة في البطولة – من سفر وإقامة ومكافآت ومستحقات اللاعبين – تتجاوز 10 ملايين جنيه مصري، وهو مبلغ لم تستطع خزينة النادي تأمينه في الوقت الراهن.
ويبدو أن الأولوية في الوقت الحالي هي لتسوية بعض الملفات العالقة الخاصة بفريق كرة القدم، مثل مستحقات المدربين الأجانب السابقين، حتى لا يتعرض النادي لعقوبات جديدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تؤدي إلى إيقاف القيد.
وبذلك، تفضل إدارة الزمالك توجيه أي سيولة مالية متاحة نحو إنقاذ فريق كرة القدم، ولو جاء ذلك على حساب الألعاب الأخرى، حتى تلك التي لطالما كانت رمزًا لتفوق النادي وهيمنته، مثل كرة اليد.
Zamalek media
انهيار في اللعبة التاريخية
كرة اليد تمثل أحد أبرز فصول مجد الزمالك الرياضي، فهي اللعبة التي حقق فيها النادي عشرات الألقاب القارية والمحلية، وبات اسمه مقترنًا بالبطولات الأفريقية، لذلك فإن مجرد التفكير في الانسحاب من البطولة القارية يمثل ضربة قوية لسمعة الزمالك وتاريخه في اللعبة.
الانسحاب سيكون مؤشرًا واضحًا على أن الأزمة لم تعد محصورة في كرة القدم، بل امتدت إلى بقية الألعاب داخل النادي.
فالعجز عن تمويل رحلة فريق اليد، الذي طالما كان مفخرة لجماهير الزمالك، يعكس تدهور الوضع المالي والإداري بشكل غير مسبوق.
مشاكل فنية تزيد الوضع تعقيدًا
لم تتوقف الأزمة عند الجانب المالي فقط، إذ يعاني فريق اليد أيضًا من حالة فنية صعبة بعد رحيل المدير الفني الفرنسي فرانك موريس، الذي تمت إقالته عقب المشاركة المخيبة في "بطولة العالم للأندية لكرة اليد (سوبر جلوب)" التي أُقيمت في مصر.
في تلك البطولة، تلقى الفريق هزيمة قاسية أمام برشلونة الإسباني بنتيجة (47-25)، في واحدة من أسوأ النتائج بتاريخ النادي.
الهزيمة لم تكن مجرد خسارة في مباراة، بل كشفت عن فجوة كبيرة في المستوى الفني والبدني، وأكدت أن الفريق لم يكن مستعدًا على الإطلاق لمواجهة الكبار.
رحيل موريس بعد البطولة ترك الفريق بلا مدرب أجنبي قبل أسابيع قليلة من انطلاق البطولة الأفريقية، ما زاد من ارتباك المشهد الفني، وجعل المشاركة في البطولة القارية دون استعداد أو قيادة فنية مخاطرة كبيرة.
كرة القدم تلتهم ميزانية النادي
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن كرة القدم أصبحت عبئًا على الزمالك، فالفريق الأول يستهلك معظم ميزانية النادي، بينما تراجعت الإيرادات نتيجة سوء النتائج وتراجع التسويق.
وبذلك، فإن الأزمة في قطاع كرة القدم ألقت بظلالها الثقيلة على كل الألعاب الأخرى، لدرجة أن النادي لم يتمكن مؤخرًا من صرف مستحقات فرق السلة والطائرة واليد، مما خلق حالة من الإحباط داخل أروقة النادي.
قد يعجبك أيضاً



