Forza AZZURRI.. عدالة السماء في الاستاد الاولمبي ..

■■ في أحيان كثيرة تكون كرة القدم لعبة غير عادلة ، حينما يلعب فريق ويتألق ويتخلى عنه الحظ ، أو تتصدى العارضة والقائم لأهداف محققة ، أو يلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح ، فتخذل الفريق الأمهر والأكثر تميزا وإجتهادا ، ويكون الفوز للفريق الأسوأ.. لكن وربما لأول مرة مساء اليوم يبتسم الحظ لمن يستحق ويكون التوفيق للفريق الأفضل ، فتفوز إيطاليا بركلات الترجيح على انجلترا .. وتهبط عدالة السماء على الاستاد الاولمبي بأوكرانيا أمام 70 ألف متفرج - ومعهم مئات الملايين في العالم ممن تابعوا المباراة تليفزيونيا - كلهم اتفقوا على أن الازوري كان الأفضل والاجدر بالفوز والتأهل إلى الدور قبل النهائي.

■■ لعب الايطاليون بجرأة وسعوا للفوز، وتخلوا عن التحفظ وقاطعوا هوايتهم الدفاعية ، وملأوا الملعب نشاطاً وحركة وموجات هجومية .. وجعلوا الحارس الانجليزي جو هارت يعيش أوقاتا عصيبة .. وفي المقابل عاد روي هودسون المدرب الانجليزي ، ليفسد أداء فريقه الذي كان قد تحرر ولعب كرة هجومية جميلة ومثيرة ، بعد مباراته الدفاعية العقيمة الاولى في البطولة أمام فرنسا والتي انتهت بالتعادل.

■■ ورغم البداية المنطلقة للانجليز مع النصف الاول من الشوط الاول ، لجأ هودسون،بعد ذلك إلى تكتيك دفاعي متحفظ ، مع الشوط الثاني وفي باقي الوقت الاضافي، يعتمد على التراجع وتكوين كتل دفاعية متراصة ، مع ضعف وعقم الهجمات المرتدة .. لم يكن الهجوم خياراً واضحا ، أو سلاحاً مؤثرا ، وبدا وكأن الإنجليز يلعبون للوصول إلى ركلات الترجيح ، وقد وصلوا لما كانوا يتمنونه ، ولكن الكرة كانت عادلة هذه المرة!

■■ أخيرا ، مبروك للمنتخب الازوري، بعد أن أسقط عقبة الانجليز في معركة شرسة ، بالاستاد الاولمبي الذي سيشهد المباراة النهائية وسيكون عليهم ان يواجهوا المانيا في موقعة أشرس في الدور قبل النهائي، فهل يستطيعون تخطيها ، والعودة من جديد للاستاد الاولمبي في اوكرانيا لمواجهة الفائز من صراع قمة الاسبان والبرتغاليين .. أشك في هذا وإن كانت روح التحدي الايطالية الكامنة في شعاره الجماهيري Forza AZZURRI .. وترجمتها " قوة الازرق "، قد جعلته ينتزع كأس العالم عام 2006 ، حينما عاش اوقاتا عصيبة وسط فضائح سيئة السمعة كما هو الحال الان ، فهل يكرر التاريخ نفسه ؟