53 ضربة.. برشلونة كابوس كورتوا الأزلي

في مباريات الكلاسيكو، لا تُحسم النتائج بنجوم الهجوم فقط، بل غالباً ما يصبح الحارس بطل الرواية أو ضحيتها.

ويلتقي ريال مدريد مع برشلونة في 25 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بملعب سانتياجو برنابيو، ضمن منافسات الجولة العاشرة للدوري الإسباني الممتاز.

ويتولى تيبو كورتوا، مهمة حراسة مرمى ريال مدريد في الكلاسيكو، ليواجه برشلونة الذي بات كابوسه الأزلي.

وتلقت شباك كورتوا 53 هدفاً، في مبارياته ضد برشلونة، أكثر من أي فريق آخر طوال مسيرته.

وجاء تلك الأهداف موزعة على مواجهاته مع 3 فرق مختلفة: أتلتيكو مدريد، تشيلسي، وريال مدريد.

 هذا الرقم ليس مجرد إحصائية رقمية، بل يعكس سلسلة طويلة من الليالي السوداء التي عانى فيها كورتوا من الهجمات الشرسة للفريق الكتالوني، خاصة في السنوات الأخيرة حيث استقبل رباعيات وخماسيات في أكثر من مناسبة، مما جعله يبدو أحياناً عاجزاً أمام قوة البارسا الهجومية.

بداية صادمة

بدأت قصة كورتوا مع برشلونة في موسم 2011/2012، عندما كان يحرس مرمى أتلتيكو مدريد على سبيل الإعارة من تشيلسي. 

في الجولة السادسة من الدوري الإسباني، واجه البارسا في الكامب نو وتلقى هزيمة مذلة بخماسية نظيفة، لتكون بداية لسلسة سوداء للحارس الكبير أمام برشلونة.

 وخلال نفس الموسم وتحديدا في الجولة 25 من نفس خسر أتلتيكو مدريد أمام برشلونة بنتيجة 2/1، ثم في موسم 2012/2013، وفي الجولة 16، استقبل أربعة أهداف أخرى في الخسارة 4/1 ثم خسر 2/1 في الدور الثاني لليجا.

وفي دوري أبطال أوروبا استقبل هدفا من برشلونة في موسم 2013/2014.

وعاد كورتوا إلى تشيلسي في 2014، لكنه لم يهرب من شبح برشلونة، ففي دوري أبطال أوروبا موسم 2017/2018، واجه الفريق الكتالوني في دور الـ16. مباراة الذهاب في ستامفورد بريدج انتهت 1/1، لكن الإياب في الكامب نو كان مؤلما لكورتوا حيث خسر فريقه 3/0.

Getty Images

تفاقم الكابوس

أما مع ريال مدريد، الذي انضم إليه في صيف 2018، فقد تفاقم الكابوس بشكل كبير.. في أول كلاسيكو له في الليجا وكان بالجولة 10 في موسم 2018/2019، واجه البارسا في الكامب نو وخسر الملكي 5/1، مضيفاً خماسية أخرى إلى سجله.

 وتلت تلك الخماسية هزائم كبيرة أخرى مثل 4/0 في البرنابيو موسم 2021/2022، والخسارة 4/3 في الموسم الماضي.

في كأس إسبانيا، لعب كورتوا 3 مباريات أمام برشلونة، استقبل فيها 4 أهداف.

أما في السوبر الإسباني، فواجه كورتوا كابوسه المتمثل في برشلونة 5 مرات بقميصي أتلتيكو مدريد والريال استقبل فيها 11 هدفا.

وتلقى كورتوا خماسية في خسارة نهائي السوبر الموسم الماضي، كما استقبل ثلاثية في موسم 2022/2023، وهدفين في الموسم السابق، بجانب هدف مع أتلتيكو مدريد في موسم 2013/2014.

وتشير الإحصائيات وفقا لموقع ترانسفير ماركت، إلى أن كورتوا واجه برشلونة في 28 مباراة خلال مسيرته وانتصر في 7 مباريات وتعادل في مثلها لكنه ذاق مرارة الخسارة 14 مرة ولم يحافظ على نظافة شباكه إلا في 6 لقاءات فقط.

هذه الأرقام جعلت كورتوا الضحية المفضلة لبرشلونة، رغم أنه يُعتبر واحداً من أفضل حراس العالم، وحقق الكثير من الألقاب، وقدم مباريات تاريخية مع الفرق التي دافع عن مرماها.

Getty Images

تيبو كورتوا.. من جينك إلى مجد مدريد

يُعدّ تيبو كورتوا أحد أبرز حراس المرمى في كرة القدم الحديثة، بفضل مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات والتحديات، جعلته من أكثر اللاعبين ثباتًا وتأثيرًا في مركزه خلال العقد الأخير.

 وُلد كورتوا عام 1992 في مدينة بريلن البلجيكية، وبدأ مسيرته الاحترافية مبكرًا مع نادي جينك، حيث خطف الأنظار بأدائه اللافت رغم صغر سنّه، وساهم في تتويج فريقه بلقب الدوري البلجيكي موسم 2010-2011.

بعد هذا التألق، انتقل كورتوا إلى تشيلسي عام 2011، لكن تمت إعارته مباشرة إلى أتلتيكو مدريد لاكتساب الخبرة، وهناك وجد البيئة المثالية لصقل موهبته تحت قيادة المدرب دييجو سيميوني. 

خلال ثلاثة مواسم مع الفريق المدريدي، تحوّل إلى أحد أفضل الحراس في أوروبا، وساهم في التتويج بلقب الدوري الإسباني موسم 2013-2014، والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في العام ذاته أمام ريال مدريد.

عاد كورتوا إلى تشيلسي في صيف 2014 وأصبح الحارس الأساسي للفريق على حساب الأسطورة بيتر تشيك.

 ومع البلوز، فاز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين (2015 و2017)، إضافة إلى كأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي، ليعزز مكانته كأحد نخبة حراس العالم.

في صيف 2018، انتقل إلى ريال مدريد في خطوة وُصفت بالمصيرية، إذ واجه بداية صعبة بسبب الضغوط والمنافسة مع كيلور نافاس، لكنه سرعان ما فرض نفسه حارسًا أول بلا منازع. 

ومع مرور المواسم، أصبح ركيزة أساسية في منظومة الميرنجي، وساهم في تحقيق بطولات كبرى أبرزها دوري أبطال أوروبا مرتين، والدوري الإسباني ثلاث مرات، وكأس السوبر الأوروبي والإسباني، وكأس العالم للأندية.