
في الوقت الذي تتسابق فيه أندية دوري أدنوك الإماراتي للمحترفين خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، لإبرام صفقات جديدة لتعزيز صفوفها استعدادا للموسم الكروي الجديد 2024ـ2025، ينفرد الشارقة بـ"الجمود" دون إجراء أي صفقات في "الميركاتو الصيفي" حتى الآن.
وتبدو حالة الشارقة غريبة للكثير، خاصة وأن الفريق في الموسم القادم، مطالب بالمنافسة على الألقاب المحلية المتضمنة دوري أدنوك للمحترفين، وكأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وكأس رئيس الإمارات، إلى جانب المشاركة في دوري أبطال آسيا الثاني.
ويرى البعض أن "جمود" الشارقة في الوقت الذي تنشط فيه العديد من الأندية، حتى أن دبا الحصن، الصاعد إلى دوري المحترفين، أكمل 27 صفقة صيفية، يرجع إلى 3 أسباب رئيسية، وأن الوقت لا يزال متاحا للتعاقدات مع امتداد "الميركاتو الصيفي" حتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024.
تغيير إداري
يقف التغيير الإداري الشامل الذي أجراه نادي الشارقة فور نهاية الموسم الماضي 2023-2024، حائلا دون إجراء تعاقدات جديدة، خاصة وأن التغيير اشتمل على جميع الشركات العاملة في النادي، إلى جانب العديد من المناصب الإدارية المهمة في منظومة كرة القدم، بعدما خرج الفريق "صفر اليدين" دون أي ألقاب.
وفي 4 يونيو/حزيران 2024، أصدر الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد ونائب حاكم الشارقة، قرارا بإعادة تشكيل مجلس إدارة نادي الشارقة، ليترأس التشكيل الجديد، خالد عيسى المدفع.
وكان المدفع قبلها يتولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة النادي، وتم تكليفه بالإشراف على أعمال شركة الشارقة للكرة في مارس/آذار الماضي، بعد اعتذار عبدالله محمد العجلة، عن الاستمرار في المنصب.
وجرى بعدها إصدار قرار آخر بتشكيل مجلس إدارة جديد لشركة الشارقة لكرة القدم في 11 يوليو/تموز 2024، برئاسة المدفع نفسه، وهو الأمر الذي تسبب في تأخير الكثير من الأمور المتعلقة بالفريق الأول لكرة القدم بالنادي، وفي مقدمتها الصفقات الجديدة المطلوب التعاقد معها لدعم الفريق.
تركة ثقيلة
ورث مجلس الإدارة الجديد لنادي الشارقة، تركة ثقيلة من التعاقدات المرهقة ماديا لميزانية النادي، وهو الأمر الذي استلزم من الإدارة التأني ودراسة الوضع بالمزيد من الهدوء لاتخاذ القرارات المناسبة، في ظل عقود تتضمن شروط جزائية صعبة.
وبدأت الإدارة في ترتيب الأوراق، بالاستغناء عن بعض اللاعبين، وأبرزهم لاعب المنتخب الإماراتي السابق سيبستسان تيجالي، والبوسني ميراليم بيانتش، والمهاجم المالي موسى ماريجا، والسماح للبعض الآخر بالانتقال على سبيل الإعارة، حتى يتم توفير أماكن مستقبلية للاعبين المطلوب التعاقد معهم.
إصلاح الميزانية
تركز الإدارة الجديدة لنادي الشارقة، على عدة إصلاحات مهمة في بداية عملها، وأبرزها إصلاح الميزانية شبه المفتوحة، والتي عانى منها في الموسميين الماضيين بسبب تعاقدات مرهقة ماليا، وأغلبها مع لاعبين من أصحاب أسماء كبيرة، لكنهم لم يحققوا النجاح المنتظر مع الفريق.
وعلى الرغم من نجاح الشارقة في الفوز بكأسي مصرف أبوظبي الإسلامي والسوبر، والمحافظة على كأس رئيس الإمارات في الموسم قبل الماضي، إلا أن النادي الذي أبقى على مدربه الروماني أولاريو كوزمين، مدربا لفريقه الأول، لا يزال عاجزا عن الفوز بالدوري الذي توج بدرعه للمرة الأخيرة موسم 2018-2019.
وتفضل الإدارة الحالية، عدم الاستعجال في إجراء صفقات تؤثر بالسلب على الفريق كما حدث في الموسم الماضي، واختيار التعاقدات بعناية شديدة لسد الثغرات التي يعاني منها الفريق فعليا، وتتناسب مع الميزانية المحددة، ودون تحمل أي أعباء مستقبلية.




