لم أكن أتمنى أن أكتب هذا المقال والذي سيكون أشبه
لم أكن أتمنى أن أكتب هذا المقال والذي سيكون أشبه بجرس إنذار سيفزع جميع محبي الرياضة النسائية في أوطاننا العربية، والتي بالكاد تتحرك ببطء شديد نحو حلم العالمية، لأن ما حدث قبل يومين في الولايات المتحدة، وقبل شهر في الأرجنتين، يستوجب تحركاً عاجلاً من الاتحادات واللجان الأولمبية بدولنا العربية.
في شهر ديسمبر الماضي، أصدر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم قراراً صادماً يسمح للاعب "متحول جنسياً" بخوض مباريات الدوري الأرجنتيني للسيدات، ويدعى مارا غوميز، والذي خاض بالفعل أولى مبارياته في ذلك الشهر، وسط صمت مريب من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) واللجنة الأولمبية الدولية.
وقبل يومين نتلقى قراراً لا يقل صدمة عن القرار الأرجنتيني، وهذه المرة عبر رئيس الولايات المتحدة الجديد جو بايدن، والذي وقع على قراراً رسمياً يجبر المؤسسات التعليمية داخل الولايات على إدماج "المتحولين" مع الرياضة النسائية في المسابقات المدرسية، ليكون هذا القرار منعطفاً خطيراً في مسيرة الرياضة النسائية والتي ستكون هي الضحية إذا لم يتدخل العقلاء من مختلف دول العالم.
بالتأكيد سأعيد وأكرر حتى لا أقع في مقصلة "هوموفوبيا"!، فأنا ليس لي أي شأن في ميولهم وتحولهم الجنسي، لأنني في النهاية كاتب رياضي ولست محلل نفسي أو ناقد اجتماعي، ليكون انتقادي نحو قرار رياضي سيجلب الظلم للاعبات الإناث، وسيخسف بمنجزات الرياضة النسائية والتي بالكاد حققت الطفرات والنجاحات في آخر 40 سنة عالمياً، وفي آخر 10 سنوات بمنطقتنا العربية.
أنا هنا أحذر من خطر خسارة ملاعبنا العربية لأغلب أو جميع لاعبات الإناث اللاتي سيجدن صعوبة في مجاراة اللاعبين "المتحولين" الذين يتفوقون عليهن بالقوة الجسدية، وبل حتى أن وجودهم في وسط ملعب نسائي سيقتل كل الفرص التي تستحقها اللاعبة الأنثى، ومن شاهد مقتطفات من المباراة التي خاضها الأرجنتيني مارا غوميز سيجد أن اللاعبات فقدن أي فرصة في الإبداع بمباراتهن النسائية.
استمرار صمت الفيفا والأولمبية الدولية تجاه هذه القرارات جعلني أعلق جرس الإنذار عند أبواب الاتحادات الخليجية والعربية ولجانها الأولمبية لكي يتحركوا بسرعة في تشكيل كتلة موحدة، تكون قادرة على صياغة ملف موحد يوضع على طاولة الفيفا والأولمبية الدولية يحمل عنوان عريض مفاده: (لا تظلموا بناتنا)!
التحرك السريع والمطلوب من العرب سيحمي منظومة الرياضة النسائية العربية من هروب اللاعبات من الملاعب، واللاتي هن بالأصل وجدن صعوبة بالغة في الوصول إلى الملاعب بالسنوات القليلة الماضية بعد أن تجاوزن بشق الأنفس عائق الثقافة والمجتمع وضعف البنية التحتية، ليكون هذا المنجز البسيط مُهدد بالضياع إلى الأبد لا سمح الله إذا لم يتحرك العرب.
ختاماً،، أتفهم حقيقة تخوف الإعلام العربي من فتح هذا الملف بسبب الخوف من الوقوع في مقصلة "هوموفوبيا"، ولكن السكوت ليس حل، بل الحل هو نشر الوعي في كيفية الدفاع عن حقوق اللاعبات ومحبي الرياضة النسائية دون الوقوع في حفرة "هوموفوبيا" حتى ننجح في إرسال صوتنا إلى اللجان الدولية وحماية حقوق بناتنا وأخواتنا دون وجود ثغرة يستفيد منها خصومنا في معركة الحقوق بالساحة الرياضية.