
يصور «البعض» للرأي العام الرياضي، أن كل مشاكل المنتخب الإماراتي، تكمن في شخص المدرب مهدي علي، حتى وصلت الدرجة ببعضهم أن يقول لا نريد مهدي، حتى لو أوصلنا لكأس العالم..
إذن القصة ليست فقط في تكتيكات وتبديلات ومعسكرات الكابتن مهدي، بل في رفض البعض لمجرد وجوده على رأس الهرم التدريبي للمنتخب.
وها هو مهدي يستقيل كما توقعنا جميعاً، بعد سنوات ليست عجافاً أبداً، بل بعد بصمة لا يمكن أن ينكرها، إلا كل جاحد، وها هو اتحاد الكرة يبحث عن مدرب أجنبي، يقول الكثيرون إنه سابيلا.. حسناً وماذا بعد؟
هل كل الكلام الذي سمعناه عن الاحتراف وسقوف رواتب اللاعبين ومنظومة كرة القدم، سيتم نسيانه مع قدوم المدرب الجديد وأول انتصار يتحقق معه؟
في الإمارات كلها لم يحترف لاعب خارج بلاده احترافاً حقيقياً، مثل احتراف العُماني علي الحبسي مثلاً، وأنا أتحدث عن منطقة الخليج حصراً، ولا أتحدث عن مصر وتونس والجزائر والمغرب وبقية الدول.
هل قام اتحاد الكرة بما عليه خلال الفترة الماضية؟
هل كرة الإمارات ولادة للاعبين؟ وإذا كانت كذلك، فلماذا يعتمد المنتخب على تألق عموري وعلي مبخوت وأحمد خليل إلى حد كبير، بحيث لو كان الثلاثة في «الفورمة» يكون المنتخب في «الفورمة»، ولو تغير مزاجهم، أو كانوا دون المستوى تراجع الأداء؟
وهل منظومة كرة القدم هي مدرب فقط؟
المشكلة أن الجميع يعرفون الإجابات والغالبية يعرفون الطرق التي تجعل من كرة أي بلد متطورة ومنافسة بشكل مستمر، وليس اعتماداً على طفرات موسمية من اللاعبين الموهوبين الذين يتجمعون في تشكيلة واحدة.
ما تحتاجه كرة الإمارات أندية ومنتخبات، هو الاستراتيجية الاحترافية في كل شيء، وليس فقط في العقود المالية للاعبين، وتحتاج لجيش من الكشافين على صعيد كل المدارس، ليجدوا المواهب ويصقلوها، وتحتاج لاحتراف اللاعبين خارج الإمارات في أندية لن يلعبوا في تشكيلاتها، ما لم يكونوا مؤهلين لذلك، وليس لاعبين لهم سطوتهم، حتى على المدربين فيلعبون، حتى لو كانوا في أسوأ مستوياتهم.
ما تحتاجه كرة الإمارات هو جلسة نقاش عامة ومفتوحة بين اتحاد الكرة وممثلين عن مفاصل اللعبة من مدربين وحكام وإعلام ولاعبين سابقين وروابط مشجعين ورعاة ومعلنين، لتكون المنظومة كاملة متكاملة، وتكون زوايا الرؤية أكثر وضوحاً وشمولاً.
نقلا عن صحيفة الإتحاد
قد يعجبك أيضاً



