إعلان
إعلان

وامباك.. أسطورة تطلب النسيان

reuters
01 يونيو 202003:03
آبي وامباك Reuters

عندما قفزت آبي وامباك عاليا فوق المدافعات البرازيليات لتحرز هدف التعادل المتأخر في نهائيات كأس العالم 2011، فإنها بذلك وضعت المنتخب الأمريكي على طريق المجد بعد أن كان يبذل قصارى جهده للخروج من عباءة الجيل السابق صاحب الإنجازات.

وأنقذ هدف وامباك الذي أحرزته في الدقيقة 122 في دور الثمانية، المنتخب الأمريكي من أسرع خروج في كأس العالم ووضعه على طريق التأهل للمباراة النهائية للمرة الأولى في 12 عاما.

ورغم أن المنتخب الأمريكي خسر في النهائي بركلات الترجيح أمام نظيره الياباني، فإن اللاعبات تلقين استقبال الأبطال عند العودة إلى الوطن، وشكل تألقهن وحرصهن على النجاح بداية حقبة جديدة من الهيمنة والشعبية غير المسبوقة لمنتخب كرة القدم النسائية في الولايات المتحدة، والذي لم يخسر من يومها في البطولة.

وعن ذلك قالت المهاجمة وامباك، التي ولدت في الثاني من يونيو/ حزيران 1980، في تصريحات تليفزيونية "هذه اللحظة وضعت كرة القدم النسائية من جديد على الخريطة الأمريكية، ومنحتنا ثقة بالنفس.. ورغم عدم فوزنا باللقب فإننا عززنا موقعنا وتطور الأداء".

وكانت هذه ثالث بطولة للعالم دون انجاز للولايات المتحدة التي سبق لها الفوز بالقب مرتين في أول ثلاث نسخ للبطولة في 1991 وبعد ذلك بثمانية أعوام.

وكانت هذه أيضا ثالث بطولة للعالم دون نجاح لوامباك، لكن بعد ذلك مباشرة بدأت السجلات تتغير.

ففي 2012 فازت وامباك بالذهبية الأولمبية للمرة الثانية، عندما أحرزت خمسة أهداف خلال الدورة وحصلت على جائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لأفضل لاعبة في العالم في العام وكانت بذلك أول أمريكية تفوز بالجائزة طوال عقد كامل.

لكن لحظة التتويج باللقب العالمي جاءت في 2015 عندما وضعت أخيرا يدها على كأس العالم، بعد الثأر والفوز على المنتخب الياباني 5-2 في المباراة النهائية وبعد صيام عن التتويج باللقب العالمي استمر 16 عاما.

وعندما اعتزلت منافسات اللعبة في وقت لاحق من نفس العام، كان سجل وامباك حافلا بالإنجازات وبرقم قياسي من الأهداف الدولية بلغ 184 هدفا، وهو إنجاز تجاوزته فقط الكندية كريستين سينكلير في يناير كانون الثاني الماضي.

وكان اهتمام وامباك منصبا بشكل أكبر على إلهام جيل جديد من اللاعبات وليس على الإنجازات الشخصية.

وقالت وامباك عند وداع الملاعب "لا تتذكروني.. ولا تتذكروا اسمي ولا تتذكروا أنني كنت موجودة يوما ما ولا تتذكروا الميداليات التي فزنا بها أو الأرقام القياسية التي حطمناها ولا التضحيات التي قدمناها".

وأضافت "أريد أن أترك إرثا.. حيث تحقق لاعبات الجيل المقبل إنجازات كبيرة للغاية تضعني في طي النسيان. يوم نسياني هو يوم نجاحنا".

وبعد الاعتزال تدهور وضع وامباك وفي 2016 ضبطتها الشرطة وهي تقود سيارتها تحت تأثير المخدرات.

وفي سيرتها الذاتية التي حملت عنوان (فوروارد) وصفت وامباك كيف نجحت في إخفاء إدمانها على المخدرات خلال أيامها الأخيرة في الملاعب.

وبكل صراحة ووضوح وصفت ما شعرت به من إذلال بعد نشر صورتها في قسم الشرطة بعد اعتقالها قائلة "اعتقالي في هذه الليلة كان أحد أفضل الأمور التي حدثت لي.. فلولا افتضاح أمري بهذه الصورة العلنية المخجلة لما نهضت من نومي حسبما أعتقد، أعتقد أنني ظللت نائمة طوال سنوات عديدة."

وحاليا تنشط وامباك، التي لم ترتكب مثل هذه المخالفات بعد ذلك، في مجالات الدفاع عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان